الأخطل
هو غياث بن غوث بن مالك بن جشم بن بكر التغلبي. أبو مالك. والأخطل هو السليط اللسان الفاحش القول, وقد لقب به لهجائه. نشأ بالجزيرة الفراتية في قومه بني تغلب النصارى. رحل إلى دمشق واتصل بالخلفاء الأمويين, فقدموه وأكرموه, وبخاصة عبد الملك بن مروان فقد أغدق عليه عطاءه وسماه شاعر الخليفة, وكان يدخل عليه بغير استئذان. ظل على نصرانيته وقد عرض عليه عبد الملك الإسلام فقال: يا أمير المؤمنين إني شغوف بالخمر, أفرأيت إن أسلمت تدعني وشربها؟ قال: لا يا أخطل, لا أحل لك ما حرم الله, وأن أسلمت ثم شربتها حدتك, قال: لا حاجة لي في الإسلام ودين آبائي أحب إلي, قال عبد الملك: وما تبلغ الخمرة منك؟ قال:
فلســت بصــائم رمضـان طوعـا ولســـت بـــآكل الأضـــاحي
ولســـت بقــائم أبــدا أنــادي كمثــل العـير, حـي عـلى الفـلاح
ولكـــني سأشـــربها شـــمولا وأســجد عنــد منبلــج الصبـاح
عاصر جريرا والفرزدق, وكان ثلاثتهم أشعر أهل زمانهم, وكان بينه وبينهم هجاء. يمتاز بإجادة المديح ونعت الخمر وسلامة قصائده من اللغط والسقط. كان فخورا بنفسه, لا يرى فوقه أحدا إلا الأعشى, لذلك جرى على أسلوبه. ما زال أثيرا عند بني أمية حتى أقصاه عمر بن عبد العزيز تضمنت أشعاره بعض الحكم, من ذلك قوله:
والنــاس همهــم الحيــاة ولا أرى طــول الحيـاة يزيـد غـير خبـال
وإذا افتقـرت إلـى الذخـائر لـم تجـد ذخــرا يكــون كصـالح الأعمـال
مدح بني أمية بقصائد عصماء, وتعتبر قصيدته في مدح عبد الملك بن مروان غرة قصائده في مدح بني أمية, وفيها يقول:
شــمس العـداوة حـتى يسـتقاد لهـم وأوســع النـاس أحلامـا إذا قـدروا