، ولكل من تبلغه أن يتقي الله وأن يراقبه سبحانه أينما كان ، وأن يتمسك بالأخلاق التي أمر الله بها وأثنى على أهلها في القرآن العظيم أو أقرها أو أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة المطهرة ، فيشرع للمسلم أن يلزمها وأن يستقيم عليها وأن يوصي بها إخوانه وأن ينصحهم بها أينما كانوا ، وأن يحذر الأخلاق التي ذمها الله وعابها ، أو ذمها رسوله محمد عليه الصلاة والسلام ليحذرها ولينهى عنها وليوصي إخوانه بتركها ، وهذا هو معنى قوله جل وعلا :
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ[60] وهذه الآية جامعة لجميع الأخلاق الفاضلة ، ثم قال سبحانه في ختامها أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[61] ومن رحمة الله لهم أن ينصرهم ويؤيدهم على عدوهم ، ومن رحمته أن يكفيهم شر الأعداء ، ومن رحمته أن يعينهم على هذه الأخلاق ويوفقهم لها ، ومن رحمته أن يدر لهم الأرزاق وينزل الأمطار وينبت لهم النبات ويعطيهم كل ما يطلبون ، ومن رحمته سبحانه إدخالهم الجنة وإنجائهم من النار كما قال سبحانه بعدها : وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[62] هذا هو جزاؤهم في الآخرة ، وفي الدنيا رحمة ونصر وتوفيق وتأييد ، وفي الآخرة رحمة لهم بإدخالهم الجنة ونجاتهم من النار .
أسال الله بأسمائه الحسنى أن يوفقنا وإياكم للتمسك بهذه الأخلاق التي مدحها الله وأمر بها وأثنى على أهلها وأن يوفقنا وجميع المسلمين في كل مكان وجميع ولاتهم وقادتهم في كل مكان من مشارق الأرض ومغاربها للتمسك بهذه الأخلاق العظيمة الفاضلة ، وأن يجنبنا وإياهم جميع الأخلاق المذمومة وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ، وأن يصلح قادة المسلمين وشعوبهم في كل مكان ، وأن يوفق ولاة أمرنا في هذه البلاد لكل خير ، وأن يعينهم عليه وأن يجمع كلمتهم على التقوى وأن ينصرهم بالحق وينصر الحق بهم ، وأن يفقههم في دينه ، وأن يثبتهم عليه ، وأن يصلح لهم البطانة ويعينهم على كل خير ، وأن يكثر أعوانهم في ذلك إنه سميع قريب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان .
[1] - سورة الذاريات الآية 56.
[2] - سورة النحل الآية 36.
[3] - سورة الأنبياء الآية 25.
[4] - سورة الأحزاب الآية 40.
[5] - سورة القلم الآية 4.
[6] - سورة ص الآية 29.
[7] - سورة الإسراء الآية 9.
[8] - سورة محمد الآية 24.
[9] - سورة الأنعام الآية 155.
[10] - سورة النحل الآية 89.
[11] - سورة النحل الآية 44.
[12] - سورة النحل الآية 64.
[13] - سورة الفاتحة الآية 2 – 4.
[14] - سورة الفاتحة الآيات 5 – 7.
[15] - سورة البقرة الآية 163.
[16] - سورة الإسراء الآية 23.
[17] - سورة البينة الآية 5.
[18] - سورة الحج الآية 62.
[19] - سورة الفاتحة الآية 5.
[20] - سورة الإسراء الآية 23.
[21] - سورة القصص الآية 15.
[22] - سورة القصص الآية 21.
[23] - سورة القصص الآية 21.
[24] - سورة القصص الآية 15.
[25] - سورة الفاتحة الآية 5.
[26] - سورة النساء الآية 69.
[27] - سورة الفاتحة الآية 7.
[28] - سورة البقرة الآيات 2 – 5.
[29] - سورة البقرة الآية 177.
[30] - سورة آل عمران الآيات 130 – 133.
[31] - سورة آل عمران الآية 134.
[32] - سورة آل عمران الآية 135.
[33] - سورة آل عمران الآية 136.
[34] - سورة التوبة الآية 71.
[35] - سورة يوسف الآية 108.
[36] - سورة آل عمران الآية 159.
[37] - سورة العنكبوت الآية 46.
[38] - سورة النحل الآية 125.
[39] - سورة التوبة الآية 112.
[40] - سورة التوبة الآية 111.
[41] - سورة التوبة الآية 112
[42] - سورة يونس الآية 62.
[43] - سورة يونس الآية 63.
[44] - سورة المؤمنون الآيات 1 – 11.
[45] - سورة المؤمنون الآية 8.
[46] - سورة النساء الآية 58.
[47] - سورة الأنفال الآية 27.
[48] - سورة الأحزاب الآية 72.
[49] - سورة المعارج الآية 33.
[50] - سورة البقرة الآية 283.
[51] - سورة المؤمنون الآية 9.
[52] - سورة المؤمنون الآيتان 10 – 11.
[53] - سورة الحجرات الآية 15.
[54] - سورة الأحزاب الآية 35.
[55] - سورة الذاريات الآيات 15 – 19.
[56] - سورة الحديد الآية 7.
[57] - سورة الملك الآية 12.
[58] - سورة الحج الآيتان 40 – 41.
[59] - سورة محمد الآية 7.
[60] - سورة التوبة الآية 71.
[61] - سورة التوبة الآية 71.
[62] - سورة التوبة الآية 72.
الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز