الرياضيات الإسلامية والفلك بين
الاهتمام العالمي والإهمال العربي
د. محمود السيد الدغيم
باحث أكاديمي سوري في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية
جامعة لندن SOAS
لعل أغرب ما في العرب المعاصرين هو كثرة الكلام الشفوي، وتجنب التطبيق العملي، ومنذ قرون والعرب مستقيلون تماما، ومتكلون على الله الذي يرزقهم دون أن يبذلوا جهداً مثمرا، ولعل بؤساء الأمة هم العلماء والمثقفون والباحثون عن الحقائق، والغريبُ، الغريب !! هو إهمال العرب لتراثهم، وجهلهم به، واهتمام الآخرين بهذا التراث.
وسبب تناولي لهذا الأمر هو اطلاعي منذ ربع قرن على مسيرة تاريخ العلوم، وعندما أُدقِّقُ ببحث باحثٍ عن العلوم باللغة العربية أجده قد تُرجم من لغةٍ ما من اللغات الأجنبية، ولم يتورع المترجم عن نسبة البحث لنفسه مُتكلاً على جهل أبناء الأمة باللغات الأجنبية، وكسلهم عن البحث المقارن، وفي بعض الأحيان أجد الباحث قد اعتمد مصادر ومراجع من لغة يجهلها جهلاً تاماًّ، وجلّ اعتماده على فهارس الذين بحثوا في تلك اللغة التي يجهلها، ولكنه ينسب لنفسه جهود الآخرين.
والإهمال العربي العتيد واسع يشمل بلداننا من الخليج إلى المحيط إذ أن لدينا اتحادات كتاب، واتحادات صحفيين، وزارات ثقافة، ودوائر ودور ثقافة ومراكز ثقافية، ووزارات إعلام، وتربية وتعليم عالي وواطي، ومراكز بحوث علمية حكومية وخاصة، وهنالك مؤسسات داخل البلاد العربية وخارجها، ولها مجالس خبراء، ومافيات وميليشيات شعارها الدائم: نفعني لأنفعك، وذلك جرياً على قول المثل الشعبي: " حُكَّ لي لأحكَّ لك" والناظر في ميزانيات هذه المؤسسات والوزارات يجدها بمئات الملايين من الدولارات، وعندما يتصفح عناوين الكتب المنشورة الصادرة عنها يصاب بالغثيان والقرف لضحالتها، وقلة فائدتها، وعدم توفر أبسط شروط البحث العلمي فيها.
ولا أبالغ إذا قلت: إن مركزا أجنبيا واحدا يتفوق على كل المؤسسات والوزارات والجامعات العربية متحدة، ومثال على ما أقول معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، في إطار جامعة فرانكفورت في جمهورية ألمانيا الإتحادية الذي يشرف عليه البروفسور التركي الأصل فؤاد سزكين الذي أصدر أكثر من ألف مجلد تخصُّ العلوم العربية والإسلامية.
مشكلة منشورات معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، في إطار جامعة فرانكفورت، أنها محدوة الطبعات حيث يطبع من الكتاب عددا قليلاً جداً أقله خمسون نسخة، ومتوسطها مائة نسخة، وأكثرها خمسمائة، وبذلك تبقى هذه المطبوعات متداولة بين خاصة الخاصة، وأسعارها مرتفعة تعجز عن دفعها معظم الجامعات العربية، وبذلك لا يتمكن من شرائها إلا الذين لا يقرؤون، ورغم هذه المشكلات، فإن هذا المعهد قد أتاح لبعض المؤسسات الثرية مالياًّ، والفقيرة ثقافياًّ اقتناء هذه المجموعات الكثيرة من الكتب الخاصة بالعلوم العربية والإسلامية بعدد كبير من اللغات الإنسانية الحية من عربية وفارسية وعثمانية تركية، وفرنسية وإنكليزية وألمانية وإيطالية ولاتينية وإسبانية.
من خلال متابعتي لما يصدره معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، في إطار جامعة فرانكفورت من كتب لاحظت توزع أكثرية الكتب على ثلاثة محاور:
فكان أقدمها وأولها: طبع المخطوطات العلمية بالتصوير طبق الأصل عن المخطوط الأصلي مع مقدمة وفهارس مقتضبة، ومراعاة النواحي الفنية بحيث يشبه الكتابُ المطبوعُ المخطوطةَ الأمّ من حيث الورق، وتجليد الكتب تجليدا تقليدياًّ، ونشرت تلك السلسة تحت عنوان: عيون التراث.
وجاء المحور الثاني على شكل تجميع لدراسات خاصة بعالم من العلماء الأعلام الذين اهتموا بالعلوم العربية والإسلامية، فتم تجميع مقالاتهم وبحوثهم في مجلد خاص، أو عدة مجلدات.
وجاء المحور الثالث على شكل سلاسل عديدة تختص كل سلسلة منها بعلم من العلوم، وتنشر ما كتب فيه من مقالات وبحوث، وما نُشر من كتبه، وقد تجاوزت كتب بعض هذه السلاسل المائة مجلد، وقد اكتمل بعضها، والبعض الآخر ما زال مستمراً، وتجاوز مجموعها الألف مجلد.
سوف استعرض في هذه العُجالة الموجزة بعضا مما نشر في موضوع الرياضيات والفلك، وسبب ذلك بعدما لاحظت أن هنالك عدداً من الدكاترة يسرقون منشورات معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، في إطار جامعة فرانكفورت، ويدعون أنهم يؤلفون، والغريب أنهم يترجمون من لغات يجهلونها، ويعتمدون على مترجمين مجهولين يبيعون بضاعتهم لمن يدفع لهم قوت يومهم، ثم تتصدر أسماء أصحاب المال مؤلفات ضخمة في الرياضيات وغيرها من العلوم لأشباه الكُتاب المتخلفين، وأنصاف المثقفين الذين مات ضميرهم، وقتلتهم الدعايات الفارغة، وثناء الجهلة على أعمالهم المسروقة.
نشر معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، في إطار جامعة فرانكفورت في صيف سنة 1999م مجلداً ضخما يعرف بمنشورات المعهد من سنة 1984 حتى سنة 1999م، وشمل العلوم الدينية من أصول فقه وتصوف، وتاريخ، وشعر وفلسفة، وعلوم لغة، وموسوعات وفهرسة، ورياضيات وفلك، وموسيقا وطب وصيدلة وبيزرة وبيطرة، وفيزياء وكيمياء، وفنون وجغرافيا وخرائط وبلدانيات ورحلات، ثم أصدر المعهد فهرسا آخر، وتابع نشر الكتب حتى الآن.
الرياضيات الإسلامية والفلك الإسلامي
سلسلة عيون التراث: من المخطوطات التي نشرها معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، طبق الأصل مخطوطة كتاب في حل شكوك كتاب أقليدس في الأصول ومعانيه، تأليف أبي علي الحسن بن الحسن، المشهور بابن الهيثم، المولود نحو سنة 354 هـ/ 965م، والمتوفى نحو سنة 432 هـ/ 1041م، وتم نشر المخطوط سنة 1405 هـ/ 1985م، وأخذ رقم المجلد 11 في السلسة: ج: عيون التراث، والكتاب المنشورة تصويراً عن مخطوطة مكتبة جامعة إسطنبول، القسم العربي رقم: 800، وهي منسوخة في القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي، وأكمل بقسم من مخطوطة مكتبة جامعة لايدن، رقم: شرقي 516.
ويعتبر هذا الكتاب من أضخم كتب ابن الهيثم المعروفة في علم الرياضيات، ولهذا الكتاب نسخة مخطوطة في مكتبة خراجي أوغلى في بورصة تحت الرقم: 1172، وتمتد من الورقة 83 حتى الورقة 226، وهي منسوخة سنة 477 هـ/1084م، وهنالك نسخة أخرى في مكتبة ملي ملك في طهران رقم: 3433، وتقع في 200 ورقة، وتوجد نسخ في لندن وقازان وبيشاور.
ومن المخطوطات المصورة التي نشرها معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، مخطوطة كتاب الجبر والمقابلة، تأليف أبي كامل، شجاع بن أسلم، الذي عاش في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي، وقد أخذت النسخة المطبوعة رقم المجلد: 24 من سلسلة عيون التراث، وطبعت بالتصوير عن مخطوطة مكتبة قره مصطفى باشا، رقم 379، والمحفوظة في مكتبة السلطان أبا يزيد في إسطنبول. ويقع الكتاب في ثلاثة أجزاء، تتألف من 111 ورقة، وقد نسخت سنة 651 هـ/ 1253م، في الجبر والمقابلة، والهندسة، ومعادلات سيالة من الدرجة الأولى والثانية وأنظمتها، وبذلك يمثل مدرسة عربية وإسلامية مبتكرة تفوق ما سبقها في علم الرياضيات بما في ذلك الخوارزمي وديوفانتوس، ولذلك تأثر به من جاء بعده مثل الكرجي (المتوفى بعد سنة 400هـ/ 1010م في كتابه الفخري الذي تُرجم إلى العبرية واللاتينية والألمانية، واقتبس منه كثيراً ليوناردو فيبوناتشي (1170- 1240م) واهتم به الأوربيون في العصر الحديث، ولكن الكتاب لم يحقق ولم ينشر منه باللغة العربية سوى طبعة المعهد المصورة غير المحققة.
المحور الثاني: سلسلة تجميع لدراسات الخاصة بعالم من العلماء الأعلام الذين اهتموا بالعلوم العربية والإسلامية، ونذكر منها سلسة:ب – إعادة طبع فرع الرياضيات، ومنها مجلدان صدرا عن المعهد سنة 1406هـ/ 1986م، وهما يتضمنان دراسات في الرياضيات العربية والإسلامية للمستشرق الألماني فرانتز فوبكه، الذي درس في ألمانيا، وقصد باريس سنة 1850م، ومحتويات المجلدين هي إعادة طبع ما نُشِرَ من بحوثه ما بين سنة 1842 وسنة 1874م، عن الرياضيات العربية والإسلامية، وذلك بعد وفاته سنة 1864م، ومما تضمنته دراساته ملاحظات حول نظرية في الحساب لثابت بن قرّة، وملخص كتاب الفخري في الجبر والمقابلة لأبي بكر محمد بن حسن الكرجي، ومقال حول التعبير الجبري عند العرب، وتلخيص لمجموعة من المسائل الهندسية لأبي الوفاء، وترجمة رسالة لأبي الحسن القلصادي، وترجمة قطعة من مخطوطة في المثلثات لأبي جعفر محمد بن الحسين الخازن، ومدخل إلى الحساب الغباري والهوائي، وثلاث رسائل عربية في البركار التام، وغير ذلك من البحوث والترجمات العلمية التي تجاوزت الأربعين عملاً.
وأصدر المعهد سنة 1408 هـ/ 1988م في أربع مجلدات أعمال المستشرق الألماني كارل شوي، ضمن سلسلة دراسات في تاريخ الرياضيات والفلك عند العرب والمسلمين، وتتضمن المجلدات إعادة طبع لأبحاث كارل شوي التي نشرت ما بين سنة 1911 وسنة 1926م، وقد ولد شوي سنة 1877م، ودرس الجغرافيا الرياضية عند العرب والمسلمين، ومات سنة 1925م، وكتب دراسات عن الساعات الشمسية عند العرب، ومعرفة أوقات العبادات عند المسلمين، ومقالة للحسن بن الهيثم في استخراج ارتفاع القطب على غاية التحقيق، ومقالة لابن الهيثم في استخراج سمت القبلة، ودراسات لنصوص القانون المسعودي للفلكي محمد بن أحمد أبي الريحان البيروني، وترجمة مقالة لابن الهيثم في ماهية الأثر الذي في وجه القمر من اللغة العربية إلى اللغة الألمانية استناداً على مخطوطة في مكتبة الإسكندرية. وغير ذلك كثير من الترجمات، ونقد أخطاء بعض المستشرقين.
وتمت إعادة طباعة مجموعة المقالات التي جمعتها السيدة دروتيا جيركه من مقالات وترجمات وبحوث المستشرق الألماني آيلهارد فيدمان في تاريخ العلوم العربية والإسلامية المنشورة من سنة 1912 حتى سنة 1927م، وصدرت عن المعهد في ثلاثة مجلدات سنة 1404 هـ/ 1984م، وأرفق المجلدان بفهرس تحليلي لمقالات فيدمان التي نشرت في المجلدات الثلاثة التي نشرها المعهد وعددها 153 ما بين دراسة وترجمة.
والمقالات الموجودة في المجلدين اللذين نشرا في إرلانجن سنة 1970م. ووردت في المجلد الأول 9 مقالات نشرت ما بين سنة 1876 وسنة 1882م، وهي في تاريخ العلوم الطبيعية عند العرب، وأولها حول الحجرة المظلمة عند ابن الهيثم، والثانية حول كتاب ميزان الحكمة للخازني، والثالثة حول رسالة ابن الهيثم في الضوء، والرابعة حول القوة المغناطيسية، والخامسة حول المرايا المحرقة عند ابن الهيثم وثابت بن قرة وغيرهما، والسادسة حول بعض مسائل البصريات عند ابن الهيثم إلخ..
وفي سنة 1906م يتحدث حياة ونشاط ابن الهيثم في مجالات الرياضة والفيزياء، والميكانيكا، والفلك والفلسفة والطب، ويترجم ترجمة كاملة لما رواه ابن أصيبعة في كتاب عيون الأنباء في طبقات الأطباء، كما يترجم رسالة لابن الهيثم في موضع المجرة في السماء، وفي سنة 1909م يترجم مقالة ابن الهيثم في المرايا المحرقة في الدائرة، ويصف كتاب تنقيح المناظر لذوي الأبصار والبصائر لابن الهيثم اعتمادا على مخطوطة لايدن المتضمنة شرح كمال الدين الفارسي على المناظر، ويترجم الفصول الأولى من المناظر، وغير ذلك كثير مما يخص العلم والعلماء العرب والمسلمين.
وتضمنت مقالات المجلدين اللذين نشرا سنة 1970 في إرلانجن 79 مقالة، فقد وردت في المجلد الأول مقالة من سنة 1902 في تاريخ الكيمياء عند العرب، وفي سنة 1904 توجد دراسة حول تاريخ العلوم الطبيعية عند العرب والمسلمين، في المغناطسية والظواهر الكهربائية، والمشاهدات البصرية، والمرايا المحرقة عند ابن الهيثم، وفي سنة 1909 ينشر قول ابن الهيثم في استخراج مسألة عددية، ويعتمد على مخطوطة في المكتب الهندي في المكتبة البريطانية في لندن، ويبحث في نظرية ابن الهيثم في تعليل قوس قزح في مقالتين سنة 1910م، ومقالة سنة 1914م، ويترجم رسالة ابن الهيثم في صورة الكسوف، وقد خصص دراسات للبيروني، والقزويني، وعبد الجبار الخرقي، وقطب الدين الشيرازي، وغيرهم من العلماء.
وتضمنت هذه السلسلة أيضا أبحاث ودراسات المستشرق السويسري هاينرش سوتر الذي ولد سنة 1848م، ومات سنة 1922م، وبدأ تعلم اللغة العربية عندما بلغ سنّ الأربعين، ثم استمر بالكتابة ثلاثين سنة في تاريخ الرياضيات والفلك عند العرب والمسلمين، ونشرت بحوثه ما بين سنة 1892 وسنة 1922م، وقد أعاد طباعتها المعهد في مجلدين سنة 1406هـ/ 1986م، ولهذا المستشرق كتاب بعنوان: الرياضيون والفلكيون العرب وكتبهم، ويتضمن معلومات عن 500 عالم مع ذكر أماكن وجود مخطوطات كتبهم وأرقامها المعروفة، وبعد إصداره بسنتين أصدر له ملحقا، ومازالت كتبه مرجعا للدارسين، ومن ضمن أعماله ترجمة رسالة لابن الهيثم في تربيع الدائرة، وقد شر نصها العربي مع الترجمة الألمانية، مع الرسوم الهندسية، ويقع النص العربي في 7 صفحات، وقد لطش تلك الرسالة أحد الدكاترة العرب، ولم يذكر المترجم الأصلي، وهكذا يفعلون.
المحور الثالث: سلسلة الكتب والدراسات في الرياضيات الإسلامية، والفلك الإسلامي، وتتكون من دراسات، وإعادة طباعة كتب عربية وأجنبية تخص العلوم العربية والإسلامية، ولقد شاهدت مما صدر من هذه السلسلة 113 مجلداً، وكان المجلد الأخير إعادة طباعة طبعة مدريد سنة 1867م، وهو القسم الخامس من كتب معرفة الفلك للملك ألفونصو العاشر القشتالي، الذي ولد في قلعة بورغوس الإسبانية سنة 1221 ومات سنة 1248م في إشبيليا، وقد نشر كتبه وعلق على طبعتها الأصلية مانويل ريكو سِنوبَس، ونشرت مجلداتها ما بين سنتي 1863 و 1867م، وقد طبع المعهد من كل مجلد خمسين نسخة فقط لا غير، والكتب مزدانة بالرسوم، وهي معربة، ومقتبسة من علوم المسلمين التي كانت مزدهرة في ذلك الوقت.
أما المجلد الرقم: 107 من هذه السلسلة الرياضية فهو كتاب: التذكرة بأصول الحساب والفرائض، تأليف علي بن الخضر بن السن العثماني القرشي، الذي ولد سنة 411 هـ/1020م، ولما بلغ السابعة والثلاثين من العمر توفي سنة 459 هـ/ 1067م، وكان من العلماء المحدثين الدمشقيين حسبما يذكر ابن عساكر في تاريخه، ومخطوطة الكتاب الأصلية موجودة في مكتبة عارف حكمت في المدينة المنورة تحت الرقم: 259، فرائض/10، وتقع المخطوطة في 298 صفحة، وتاريخ نسخها يعود إلى سنة 668هـ/ 1269م، وقد ترجم هذا الكتاب ونشره مع الأصل التصويري أولرش ربشتوك سنة 1422 هـ/ 2001م، ويتناول الكتاب عرض أصول الحساب، والعمليات الحسابية التي تفيد في الفقه، والفرائض، وأنظمة التقويم المتنوعة.
ويتضمن المجلد الذي يحمل الرقم: 100 من هذه السلسلة إعادة طباعة كتاب علم الفلك، تاريخه عند العرب في القرون الوسطى، تأليف كَرلو نَلّينو، وقد صدرت طبعته المصورة في مائة نسخة سنة 1419 هـ/ 1999م، ويقع في 370 صفحة، وهو باللغة العربية، ويتضمن ملخص المحاضرات التي ألقاها المؤلف بالجامعة المصرية، وبجامعة بلرم الإيطالية، وصدرت الطبعة الأولى في روما سنة 1911م.
إن ما أنجزه معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، في إطار جامعة فرانكفورت في جمهورية ألمانيا الإتحادية يوضح لنا مدى اهتمام غير العرب بهذا التراث العربي الإسلامي اليتيم، ونظراً للنهضة التكنولوجية في مجالات النشر الإليكتروني، فإننا نتمنى أن تتولى إحدى المؤسسات المعنية نشر كافة المنشورات التي نشرها المعهد بواسطة الأقراص المدمجة (سي دي) وحتى توفيرها للباحثين عبر شبكة الإنترنت العالمية، ولا سيما أن النشرات التي صدرت عن المعهد محدودة الأعداد مما يجعلها نادرة، وفائدتها العظمى تسهيل إنتاجها إليكترونيا بعدما ما تم جمعها خلال العقود الماضية، وهنالك فائدة أخرى وهي كشف المؤلفين العرب الذين يسطون على هذه الأعمال، ويتظاهرون بالعبقرية الفريدة مستغلين عدم اطلاع الآخرين