الا ليت الناس يتعظون بما كان عليه السلف الصالح من ذلك التسامح الديني, فهذا قدامة يرتكب هذا الخطاً الظاهر (حينما شرب الخمر متأولاً) وينكر حكماً معلوما من الدين بالضرورة فلا يتخذ أحد ذلك وسيلة للتشهير عليه في دينه, بل يراعى له حسن قصده في ذلك الخطأ ويبقى له دينه سالماً لا يطعن عليه أحد ثم يكون هو الذي يغضب على عمر ويهجره, فيكون عمر هو الذي يسعى إلى استرضائه ومصالحته. إلا ليت الناس يتعظون بما كان عليه السلف الصالح من الاعتدال في دينهم فلا يميلون فيه إلى تفريط أو إفراط بل يأخذ قدامة بالحد من غير تفريط في دينهم ولا يضيق صدرهم بتأويله الخاطئ... ألا ليتنا نعرف ما كان لهذا الأثر فيما امتاز به عصرهم من الصراحة في الدين والصراحة في الرأي. وأن هذا وصل بهم إلى تلك القوة والعظمة, ووصل بهم إلى حد الكمال الذي قدر له