قال صلى الله عليه وسلم :
(( وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شيء في الضِّلَعِ أَعْلاَهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا )) .
و من الواضح لآي عاقل ينظر لهذا الحديث بعين التأمل و التدبر أن كلمة أعوج الواردة في الحديث لا تدل مطلقاً على الإهانة أو التجريح فهذا ليس من النبي صلى الله عليه و سلم في شيء
و ليس من خلقه العظيم في شيء أن يجابه جنس النساء بأجمعه بكلام مقذع و تجريح مؤلم لعدة أمور أهمها :
1. أن أي إنسان - و ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط - لا يمكن له أن ينطق بكلمة على جنس النساء إلا ناله منها حظه فحينما يقول أي شيء عن النساء فهو إنما يتكلم عن أمه و أخته و زوجته و ابنته ...
2. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في بداية الحديث (( وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا )) و قال في نهايته ((فاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا)) فليس من المعقول أن يضع في منتصف الحديث شتيمة للنساء اللاتي أوصى بهن َّ .
3. أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن خلق المرأة من ضلع أعوج و قصد بها أمنا حواء - عليها السلام- و نحن نعرف أنها خلقت من ضلع أبينا آدم عليه السلام و الضلع هو عظم من عظام القفص الصدري و طريقة اعوجاجه صُمِّمَت من قبل أحسن الخالقين ليحمي القلب فهذا الضلع له أهمية عظيمة فلولاه لتسببت أي صدمة - مهما خفت - للقلب نزيفاً و بالتالي موتاً محتماً إذن فالله حينما خلقها من هذا الضلع كرمها أولاً - لأهمية الضلع - و علمها وظيفتها في هذه الحياة ألا و هي حفظ القلب و حمايته و ذلك من خلال قيامها بأدوارها المختلفة في الأسرة فهي أم تربي أطفالها فتحمي بذلك قلوبهم و عقولهم من الانحراف و الضلال و هي زوجة يتوجب عليها حماية قلب زوجها و إعانته على القيام بوظيفته التي كلفه الله بها و علمه إياها بنفس الطريقة فلما خلقه من تراب الأرض - من أديم الأرض- أشار له إلى وظيفته في إعمار الأرض من خلال الزراعة و الصناعة و...