البيعة الكبرى والأثنى عشر نقيباً . للشيخ الناغى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

البيعة المباركة والأثنى عشر نقيباً

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمداً وعلى آله وصحبه ومن ولاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد فى الله حق جهاده حتى آتاه اليقين وتركنا على المحآجة البيضاء ليليها كنهارها ولا يزيغ عنها إلا هالك . ثم أما بعد :

فلقد آثرت أن نقص عليكم جانباً مما جاء فى بيعة العقبة وذلك لما فيها من بذل وعطاء وتضحية وإنفاق الغالى والنفيس من أجل نصرة دين الله ونصرة سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من قِبَلِ رجال ونساء حديثى عهد بجاهلية ولكن عليك أن تنظر أخى الحبيب وأختى الحبيبة كم كان الرجل منهم أو المرأة يساوى أو تساوى أمة مما نرى فى كثير من بلدان المسلمين اليوم إلا من رحم ربى سبحانه تعالى .

وحتى لا أطيل عليكم ،عليكم أن تقرئوا بأنفسكم حتى تعلموا كم عانى رجال صدر هذه الأمة من إجل إعلاء كلمة الله وكم فرطنا نحن وما الفارق بيننا وبينهم وقد تعمدت مختصراً على جزءٍ مما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذه البيعة المباركة فتعالوا معى إلى ما ذكره جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال :

" إن النبى صلى الله عليه وسلم لبث فى بمكة عشر سنين يتبع الناس فى منازلهم فى المواسم ومجنّة وعكاظ يقول : " من يؤوينى ، من ينصرنى ؟ حتى أبلغ رسالاتِ ربى ، وله الجنة " فلا يجد أحداً ينصره ولا يؤويه ، حتى إن الرجل ليرحل من مضر أو اليمن إلى ذى رحمه ، فيأتيه قومه فيقولون له : " احذر غلام قريش ليفتنك ، ويمشى بين رجالهم يدعوهم إلى الله عز وجل ، وهم يشيرون إليه بالأصابع ، حتى بعثنا الله من يثرب ، فيأتيه الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن ، فينقلب إلى أهله ، فيسلمون بإسلامه ، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين ، يظهرون الإسلام ، وبعثنا الله إليه ، فائتمرنا واجتمعنا وقلنا : حتى متى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُطرَّد فى جبال مكة ويخاف ، فرحلنا حتى قدمنا عليه فى الموسم فواعدنا بيعة العقبة فقال له عمه العباس : ياابن أخى ما أدرى ما هؤلاء القوم الذين جاؤوك ، إنى ذو معرفة بأهل يثرب ، فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين ، فلما نظر العباس فى وجوهنا ، قال : هؤلاء قوم لا نعرفهم ، هؤلاء أحداث ، فقلنا : يا رسول الله علام نبايعك ؟ قال : " تبايعونى على السمع والطاعة ، فى النشاط والكسل ، وعلى النفقة فى العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف ، والنهى عن المنكر ، وعلى أن تقولوا فى الله لا تأخذكم لومة لآئم ، وعلى أن تنصرونى إذا قدمت عليكم ، وتمنعونى مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبنائكم ولكم الجنة " فقمنا نبايعه ، فأخذ بيده أسعد بن زرارة ، وهو أصغر السبعين ، فقال : رويداً يا أهل يثرب ، إنا لم نضرب إليه أكباد المطى إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ، وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم ، وأن تعضدكم السيوف ، فإما أنتم تصبرون على ذلك ، فخذوه ، وأجركم على الله ، وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فزروه ، فهو أعذر لكم عند الله ، فقالوا : يا أسعد أمط عنا يدك ، فوالله لا نذر هذه البيعة ، ولا نستقيلها ، فقمنا إليه رجل رجل ، فأخذ علينا وشرط ، يعطينا بذلك الجنة . ( أخرجه أحمد فى المسند 3 / 322 ، 329 . والبيهقى فى السنن 9 / 9 من طريق ابن خيثم عن أبى الزبير . عن جابر . ورجاله ثقات ، وصححه الحاكم 2 / 624 . 625 ووافقه الذهبى . وقال ابن كثير " فى السيرة 2 / 196 " : هذا إسناد جيد على شرط مسلم ، وحسن إسناده الحافظ فى " الفتح " 17 / 177 وصححه ابن حبان 1686 ) .

ثم انصرفوا إلى المدينة ، وبعث معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم ، ومصعب بن عمير يعلمان من أسلم منهم القرآن ، ويدعوان إلى الله عز وجل ، فنزل على أبى أمامة أسعد بن زرارة ، وكان مصعب بن عمير يؤمهم ، وجمع بهم لما بلغوا أربعين . ( أخرج ابن هشام 1 / 435 ، وأبو داود 1069 ، والحاكم 1 / 281 ، والبيقهى 3 / 176 ) .

فأسلم على يديهما بشر كثير ، منهم أسيد بن الحضير ، وسعد بن معاذ ( خبر إسلام معاذ وأسيد بن حضير ، أخرجه ابن هشام " فى السيرة 1 / 435 ، 436 " عن ابن اسحق .

وأسلم بإسلامهما يومئذ بن عبد الأشهل الرجال والنساء ، إلا أصيرم عمرو بن ثابت بن وقش ، فإنه تأخر إسلامه إلى يوم أحد ، وأسلم حينئذ ، وقاتل فقتل قبل أن يسجد لله سجدة ، فأخبر عنه النبى صلى الله عليه وسلم فقــال : " عمل قليــل وأجر كثير " أخرجة البخارى 6 / 19 فى الجهاد " باب عمل صالح قبل القتال " ومسلم 1999 فى الإمارة " باب ثبوت الجنة للشهيد " وأحمد فى المسند 3 / 290 ، 291 ، 293 من حديث البراء رضى الله عنه .

النقباء الأثنى عشر

وكثر الإسلام بالمدينة ، وظهر ، ثم رجع مصعب إلى مكة ، ووافى الموسم ذلك العام خلق كثير من الأنصار من المسلمين والمشركين ، وزعيم القوم البراء بن معرور ، فلما كانت ليلة العقبة الثلث الأول من الليل تسلل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان ، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم خفية من قومهم ، ومن كفار مكة ، على أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم وأُزرَهم ، فكان أول من بايعه ليلة إذ البراء بن معرور ، وكانت له اليد البيضاء ، إذ أكد اعقد ، وبادر إليه ، وحضر العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤكداً لبيعته كما تقدم ، وكان إذ ذاك على دين قومه ، واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم تلك الليلة أثنى عشر نقيباً ، وهم :

أسعد بن زرارة ، وسعد بن الربيع ، وعبدالله بن رواحه ، ورافع بن مالك ، والبراء بن معرور ، وعبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر ، وكان إسلامه تلك الليلة ، وسعد بن عبادة والمنذر بن عمرو ، وعبادة بن الصامت ، فأولئك تسعة من الخزرج ، وثلاثة من الأوس : أسيد بن الحضير ، وسعد خيثمة ، ورفاعة بن عبد المنذر . وقيل : بل أبوالهيثم بن التيهان مكانه . وأما المرأتان : فأم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو . وهى التى قتل مسيلمة ابنها حبيب بن زيد ، وأسماء بنت عمرو بن عدى .

فلما تمت هذه البيعة اتأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يميلوا على أهل العقبة بأسيافهم ، فلم يأذن لهم فى ذلك ، وصرخ الشيطان على العقبة بأنفذ صوت سمع : يا أهل الجباجب هل لكم فى مذمم والصبأة معه قد اجتمعوا على حربكم ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا أزب العقبة ، هذا ابن أزيب ، أما والله يا عدو الله لأتفرغن لك " . ( أخرجه ابن هشام فى السيرة 1 / 440 ، 477 ، وأحمد 3 / 460 ، 462 والطيالسى 2 / 93 ) .

شعر كعب بن مالك عن النقباء

قال ابن هشام . وقال كعب بن مالك يذكرهم فيما أنشدني أبو زيد الأنصاري :

أبــلغ أبيـــا أنــــــه قــال رأيـــــه وحــان غداة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] والحين واقع

أبــــى الله مــا منتك نفسك إنـــــه بمرصاد أمـر النــاس راء وسامع

وأبــلغ أبــــا سفيان أن قد بدا لنــا بأحمد نــور مــن هدى الله ساطـع

فلا تزغبن في حشد أمــر تريــده وألب وجمــع كل مـا أنت جامـــع

ودونك فاعلــم أن نقض عهودنــا أبـــاه عليك الرهــط حين تبايــعوا

أبــاه البراء وابــن عمرو كلاهما وأسعد يأبـــــاه عليك ورافــــــــع

وسعد أبــــــاه الساعدي ومنــــذر لأنفك إن حاولــــت ذلك جــــادع

ومــا ابــن ربيع إن تناولت عهده بمسلمه لا يطمعن ثــــم طامــــــع

وأيضا فــلا يعطيكه ابــن رواحة وإخفـــــاره من دونــه السم ناقــع

وفــاء بـــه والقوقلي بــن صامت بمندوحـــة عمــا تحــاول يـــــافع

أبــــو هيثم أيضا وفــي بمثلهــــا وفــاء بما أعطى من العهد خــانع

وما ابن حضير إن أردت بمطمع فهل أنت عن أحموقة الغي نــازع

وسعد أخــو عمرو بن عوف فإنه ضروح لما حاولت م الأمر مـــانع

أولاك نجــــوم لا يغبك منهــــــم عليك بنحس في دجى الليل طــالع

أسأل الله عز وجل ان ينفع بها المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها وأن يتخذوا من هذه البيعة تجديداً لبيعة جديدة بينهم وبين ربهم
ونصرة لسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم
الناغى بن عبد الحميد العريان
جمهورية مصر العربية

احسن الله اليك وجعله في ميزان حسناتك موضوع ممتاز

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» أما تريد أن تجدد البيعة ؟ للشيخ الناغى بن عبد الحميد العريان
» يا أمة الإسلام . للشيخ الناغى بن عبد الحميد العريان
» النفس وهواها <-> للشيخ الناغى بن عبد الحميد
» دعاء ورجاء ( للشيخ الناغى بن عبد الحميد )
» يا مسلمون ؟؟؟؟ للشيخ الناغى بن عبد الحميد العريان