الخنساء ام من طراز فريد

الخنساء.....أم من طراز فريد

رحم الله هذه الصحابية الجليلة رضي الله عنها التي علمت الأمهات درساً في الفداء والتضحية في سبيل اعلاء كلمة الدين.

نرى في هذه الأيام الخوف الزائد للأمهات على ابنائهم لدرجة الجبن فنجد جيلاً مدللا لا يصلح للدفاع عن هذا الدين العظيم.ولا يستطيع الثبات لمقاومة أعداء الدين.

اقرأوا كيف قدمت هذه المرأة الصالحة أربعة من أبنائها (بل هم كل أبنائها )قدمتهم جميعاً للجهاد في سبيل الله .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نسبها ونشأتها:
هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السلمية من بني سليم، ولدت سنة 575 للميلاد ، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه.

عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتـفاخـر بها بكرمهما وجودهما،

وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فـرسـان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي،
إلا أنها لم تدم طويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،
،ثم تزوجت بعده من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة.

تعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها. وقد طغت شهرتها على النساء قديماً وحديثاً.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كانت الخنساء من نساء العرب الخالدات في التاريخ وديوان شعرها من أجمل دواوين الشعر، وروي أن عدي بن حاتم الطائي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحادثه فقال يا رسول الله إن فينا (أي طيء ) أشعر الناس واسخى الناس و افرس الناس ! قال النبي صلى الله عليه وسلم: سمهم. قال: أما أشعر الناس فامرؤا القيس بن حجر، وأما أسخى الناس فحاتم بن سعد (يعني آباه)، وأما أفرس الناس فعمرو بن معد يكرب .

فقال: ليس كما قلت يا عدي ،أما أشعر الناس الخنساء بنت عمرو ، وأما اسخى الناس فمحمد (يعني نفسه صلى الله عليه وسلم)، وأما أفرس الناس فعلي ابن أبي طالب.

والخنساء لقب لها وأباها عمرو بن الشريد السلمي سيد قومه وعظيم أهله وأخويها صخر ومعاوية وهما من أجرى وأشجع فتيان العرب وأكثرهم إقداماً و وفروسية ،
وقد كان أخيها صخر إلى جانب فروسيته وكرم خصاله من أجمل فتيان العرب في الجزيرة العربية وقتئذ قبل الأسلام بفترة قصيرة وسبب موته أنه غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي فمرض منها عاماً ثم مات.

واشتهرت الخنساء وعلا صيتها كشاعرة من فحول الشعراء ، وقد تفوقت على كثير من جهابذة الشعراء وكان يعرفها القاصي والداني وأكثر شعرها رثاء في أخيها صخراً،

قالت في أخيها صخر بعد موته :

قــذى بـعـــينـك أم بالعـيـن عــــــوار

أم أقفـرت إذ خلت من أهلها الـــدارُ

كـأن عـيـنـيـك لـذكـراه إذا خـطــــرت

فيض يسيـل عـلى الخـديـن مـدرارا

تبكي لصخر هي العبرى وقـد ولهت

ودونـه مـن جـديــد الـتــرب أستــــار

تبكي خـناس على صخر وحـق لها

إذ رابهـا الدهــــر إن الدهــــر ضـــرار

وضربت الخنساء في مجال الشعر والرثاء والتصدي بأكثر من سهم ،

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وصف كبار الشعراء لها:
- أما بشار بن برد فقد قال : لم تقل إمرةً قط شعراً إلا تبين الضعف في شعرها ، فسألوه وهل الخنساء كذلك ؟ فإذا به يقول: الخنساء فوق الرجال !!،

-وقال المبرد: إن أعظم النساء في الشعر هما ليلى الأخيليه والخنساء السلمية .

إسلامها:-
قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم، وأعلنت إسلامها وإيمانها لعقيدة التوحيد...وحسن إسلامها حتى أصبحت رمزا متألقا من رموز البسالة، وعزة النفس، وعنوانا للأمومة المسلمة المشرفة .....وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستمع إلى شعرها ويطرب له
وقد تعود صلى الله عليه وسلم أن يقول لها " هيه يا خناس " أي أحسنت وأبدعت بفصاحتك ، وقيل إن الخنساء ظلت تقول الشعر والرثاء في أخيها صخراُ وتبكي عليه حتى قدم عليها الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- مرة في موسم من مواسم الحج وقد نهاها عن العويل والبكاء الذي يأباه الدين الإسلامي والشريعة السمحاء .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وقد سأل عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- الخنساء ذات مره فقال لها اتعب عينيك هكذا ؟ قالت بكائي على رجالات مضر في الجاهلية . فقال إنهم في النار، فقالت : أبكيهم أكثر بعد الإسلام لما ماتوا عليه من الضلال

، قال : صدقت يا بنت عمرو.

وخرجت الخنساء في كثير من الغزوات مع المسلمين وصحبت الجيوش الظافرة في مسيرها ،

أم الشهداء:
وقفت الخنساء تحرّض أبنائها الأربعة على القتال، والخروج إلى الجهاد، مع جيوش المسلمين في موقعة القادسية ضد الفرس قالت:‏ ‏ أي بني: إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين. والله الذي لا إله إلا هو، إنكم لبنوا رجل واحد، كما أنكم بنوا امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا غيرت نسبكم، فإذا رأيتم الحرب قد شمـَّرت عن ساقيها، فيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها، تظفروا بالغـُنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة، أي بني، اطلبوا الموت، توهبْ لكم الحياة.‏ ‏
وقد تعلمون ما أعده الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) .

فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم متبصرين بالله على أعدائه منتصرين....

وعندما سمعت باستشهاد بنيها الأربعة، وما أبلوا من بلاء حسن، ما أنـَّت، ولا ولْوَلت، بل قالت:‏ ‏ الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وإني أرجو أن يجمعني الله وإياهم، في مستقر رحمته، وواسع جنته

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عادت الخنساء من ميدان القادسية إلى المدينة وقد فتح الله تعالى على المسلمين..وعلم بها أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه فعزاها في أبنائها
وكان يعطيها أرزاق أبنائها الأربعة حتى قبض.

ثم انصرفت الى البادية ..إلى بني قومها بني سليم وقد أنهكتها الأيام والأعوام

وما لبثت أن فارقت الحياة مع مطلع خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة 24 هـ

رضي الله عنها وأرضاها ورزقنا الله بأمثالها من الأمهات الفاضلات.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ما شاء الله لا قوة إلا بالله

تسلم وبوركت وبوركت يدك وبورك فهمك

وتبوأت من الجنة منزلاً

أكرمك الله على هذا الموضوع المبارك وجعله فى ميزان حسناتك

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]