أين موقعي من أركان الإسلام ؟؟

كلنا تعلمنا في طفولتنا أن أركان الإسلام خمسة :

- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
- إقام الصلاة
- إيتاء الزكاة
- صوم رمضان
- حج البيت من استطاع إليه سبيلا

وحفظناها بهذا الترتيب ولا نبدلها ولا نقدم ركنا مكان ركن

كما تعلمنا أن رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد

فأين أنا من أركان الإسلام وأين انا من بنائه ؟؟

لعلها تأملات أدور بها حول بعض المعاني والتي قد تبين للبعض بعضا مما قد لا يدور بخلدهم

إن أهون ما قد يخرج من المرء بسهولة هو الكلمة والتي تمثل عنوانا للإنسان فالمرء مخبوء تحت لسانه فإذا تحدث ظهر وكذلك فإنك من السهل جدا أن تستخرج الكلام من أي إنسان فيقول كلمة طيبة مثلا

وكان الركن الأول في الإسلام هو كلمة التوحيد والتي نعلم أنها ليست مجرد كلمة ولكن مجرد النطق بها مع التصديق ينقل الإنسان من مرحلة الكفر إلى مرحلة الإسلام ويصبح عنوانه الظاهر على لسانه هو لا إله إلا الله ولسهولة أمر الكلام فمجرد ذكر الكلمة والنطق بها يعتبره الكثيرون أمرا سهلا

حتى يأتي ما هو أصعب منه نسبيا ألا وهو أن تستقطع جزءا من وقتك وفي مواعيد ثابتة يوميا وبتكرار خمسة مرات في اليوم والليلة لتؤدي فريضة الصلاة والتي تتضمن الشهادة داخلها إلى جانب أعمال الصلاة والتي ترتفع بالمسلم إلى مرحلة أعلى بعد التمسك بالركن الثاني والذي يفرق بين المسلم والكافر أو أن تجعل مسألة إسلامه محل شك

ثم يأتي بعد ذلك مرحلة أصعب على كثير من الناس وهي إخراج جزء من المال برضا نفس وطيب خاطر والاستغناء عنها لمستحقيها وكم يمثل هذا الامتحان من صعوبة حتى أن البعض قد ارتد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم لمنع الزكاة وهو دائما مقرون بالصلاة فالمصلين هم الأكثر سهولة في إخراج الزكاة بعد أن تواضعوا لله بملاصقة جباههم للتراب فلا مشكلة لديهم في إخراج مالهم ابتغاء مرضاة الله تعالى

ثم تأتي مرحلة أكبر صعوبة فالصلاة لا تأخذ وقتا كبيرا ولا جهدا كبيرا والزكاة لا تأخذ المال كله ولا نصفه ولا ربعه ولكن أن تمتنع عن الطعام والشراب والشهوة الحلال لنصف اليوم تقريبا ولشهر كامل كل عام وتقوم بالصلاة بالليل لأكثر من ساعة كل ليلة لهو أمر صعب فعلا ويجعل المنزلة أكثر سموا وأكثر قربا من الله تعالى ولهذا جعل الله لهذا الأمر من الأجر الكثير والذي لا يعلمه إلا هو بل وجعل لأهله بابا خاصا في الجنة فهو فعلا أمر شاق لكنه عند المخلصين به له لذة لا تعادلها لذة وهي المرحلة التي يبدأ بعدها العابد في تذوق لذة العبادة والقرب من الله سبحانه وتعالى

وهل هذا لا يكفي نعم لا يكفي ليأتي الركن الخامس ليتخلص المسلم من الدنيا وما فيها من ماله وولده حتى لباسه ويرتدي ملابس الإحرام والتي هي مثل الكفن ويذهب تاركا بلده ملبيا مهللا واقفا فوق جبل يطوف حول حجر ويسعى بين جبلين ويرجم حجرا مسلما عقله وقلبه وحياته كلها لربه وعندها تكون المكافأة الكبرى بالعودة كيوم ولدته أمه ويالها من فرصة للتخلص من الذنوب والمعاصي والخطايا والبدء من جديد بصفحة بيضاء

فهل توقف الأمر عند هذا ؟؟

أبدا فهنا تحقق البناء وتأكد وجود البيت الذي يمثل الحد الأدنى للمسلم ليلقى الله صافيا خالصا يوم القيامة ويدخله جنته بمشيئته بعد غفران ذنوبه فهل هناك مكانة اعلى من ذلك ؟؟

نعم وهل هناك بعد هذا من ترك كل هذا والتضحية بالنفس في سبيل الله تعالى وطلب الجهاد لوجهه تعالى وبلوغ ذروة سنام الأمر ونيل الشهادة في سبيل الله وهل هناك ما يعدل الخروج جهادا في سبيل الله بالنفس والمال ثم عدم العودة من ذلك لا بالنفس ولا بالمال ونيل الشهادة في سبيل الله تعالى ونصرة دينه

والآن ابحث لنفسك عن مكان

هل توقفت فقط عند العنوان فنطقت الشهادة وضيعت البيت وما فيه ؟؟

أم أديت الشهادة وأقمت الصلاة ونسيت حق الله في مالك وفرقت بين الصلاة والزكاة ؟؟

أم أديت الصلاة والزكاة لكنك لم تقو على ترك شهوتك وطعامك وشرابك لله لجزء من الوقت وحرمت نفسك من أجر عظيم ؟؟

أم أنك شهدت وصليت وزكيت وصمت غير أنك أخلدت إلى أرضك ومالك ورفضت أن تنزع عنك هموم الدنيا ومشاغلها ولم تلبي نداء ربك لزيارة بيته وأداء مناسكه ؟؟

وهل حدثت نفسك بالجهاد لتعلو أكثر وأكثر أم أن نفسك لا تريد نصرة دينك ؟؟

وهل سألت الله الشهادة بصدق لتنال مكانتها حتى لو مت على فراشك ؟؟

أقبل أخي على الله وحقق أركان دينه ولا تبخل على نفسك بمكانة ليست بعيدة عنك وكل ما يطلب منك هو أن تسعى لها بصدق ورضا ومحبة

عبارات رقرارة دافئة تعيد إلى المرء حسباته
وتروى ظمأ كثير ممن غفلوا
فاللهم أجعلها خالصة
وجزاك الله عنا
بها خيراً

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بارك الله فيك يا شيخ وجزاك الله خير
كان هنا اخوكم ابو عبد الملك

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]