بيت الحكمة وجذوره التاريخية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الجذور التاريخية لبيت الحكمة: اختلفت الآراء في من أسس بيت الحكمة العباسي فالبعض يرجع تأسيس البيت إلي الخليفة ابوجعفر المنصور (136-158 هـ-753-774م) وذلك بسبب اهتمام المنصور بالعلم والعلماء ويعد هو أول من رغب المسلمين بالاشتعال في العلوم المختلفة وحثهم علي ترجمة الكتب الفارسية واليونانية والهندية إلي العربية, ومن تلك الكتب التي ترجمت كتاب( السند هند) وهو في الرياضيات الذي ترجم من اللغة الهندية وقام بهذا العمل العالم محمد بن إبراهيم الفزاري ترجمت أيضا كتب اقليدس وارسطوطاليس وبطليموس وجمعت تلك الكتب إلي الكتب التي الفت في الحديث والتاريخ والأدب وغيرها من العلوم في خزانة القصر والتي أصبحت فيما بعد الأساس الذي قامت عليه مكتبة بيت الحكمة,ونتفق مع هذا الرأي بأن جذور بيت الحكمة يعود إلى زمن الخليفة المنصور. إما أصحاب الرأي الثاني يرون إن بيت الحكمة تأسس علي يد الخليفة هارون الرشيد(170 193هـ) نتيجة لما تميز عهده من ازدهارحضاري وعلمي وخصوصا حركة الترجمة والتأليف والهدف منها أغناء الفكر العربي بالمزيد من العلوم والمعارف المختلفة وبلغ اهتمام الرشيد بالكتب وجمعها إذ انه عندما استولت جيوشه على عمورية وأنقرة أمر عماله بالمحافظة على مكتباتها وأرسل جماعة من العلماء لفحص هذه المكتبات وجلب منها النادر والنفيس من تلك المؤ لفات ونقلها إلى بغداد (15) وكانت هذه الكتب محط اهتمام الرشيد الذي أمر بدراستها ووضع الشروح لها ,و فضلا على هذه الكتب فانه قد الفت في عهده العديد من المؤلفات في التاريخ والفقة والحديث وغيرها ونتيجة لذلك أصبحت لديه مجموعة كبيرة من الكتب, وبالإضافة إلى الكتب التي جمعت في عهد المنصور وابنه الخليفة المهدي(158-169هـ), فعندئذ شيد الرشيد خزانة لحفظ هذة الكتب من الضياع , ومما يؤكد قولنا علي إن بيت الحكمة موجود في أيام الرشيد هو قول ابن النديم (إن أبا سهل الفضل بن نوبخت كان في خزانة الرشيد وكان له نقل عن الفارسية). إما أصحاب الراى الثالث يرون الخليفة المأمون (198-217هـ)هو الذي شيد البيت وقال في هذا الصدد المستشرق البريطاني ديلاس اوليري (لقد انشأ الخليفة المأمون مدرسة سماها بيت الحكمة وجعلها معهدا تعد فيها الترجمات لكتب علماء اليونان لتتداو لها بين العرب ...). ولكن نستطيع إن نقول بيت الحكمة كان موجود قبل المأمون إلا انه في أيامه تألق وأبرزه إلى الوجود لكونه كان أديبا عالما قرب العلماء وشجعهم على التأليف والبحث والمناظرة. ويعد من أكثر خلفاء بني العباس ثقافة وبحبه للعلم والعلماء وإغداقه عليهم الأموال والهبات والعطايا.ولهذا يمكن القول إن المأمون استكمل عمل أبيه الرشيد في بناء بيت الحكمة وجلبه الكتب إليه من مختلف البلدان. تسمية بيت الحكمة اخذ البيت تسميات عديدة فهناك من يسميه (بيت الحكمة) والبعض الأخر يسميه (خزانة حكمة)وآخرون يطلقون عليه هاتين السميتين ,فأبن النديم يستعمل مرة(بيت الحكمة) ومرة أخرى يستعمل(خزانة الحكمة) أما ابن صاعد الاندلسي فسماه بـ(الخزانة) والقلقشندى استخدم تسمية(خزانة الحكمة) أما حاجي خليفة أطلق عليه(بيت الحكمة) واشتهرت تسمية (بيت الحكمة)لكونهما تجمعان الكلمتان خصائص اللفظ الفصيح ومعنى بيت الحكمة هو موضع الحكمة ومستقرها ومستودعها ومحلها ومستقرها ومكانها,فضلا على ذلك انه اسم محبب وخفيف على اللسان. موقع بيت الحكمة وتخطيطهلم تشر المصادر الى مكان بيت الحكمة وذلك لخلوا مصادر خطط عن الإشارة إلى وجود بناء خاص لهذا البيت،الا ان العادة جرت ان تكون خزانه الكتب جزء من القصر كما هو الحال في قصر قرطبة وقصر الخليفة الفاطمي العزيز بالله وقصور ملوك الهند وفارس , الا انه يرجع ان يكون ببيت الحكمة في بداية انشائه في عصر الرشيد جزء من قصر الخليفة وكان بناية مستقلة ملحقة بقصر الخليفة في مكان خارجي ولما زاد وعدد الكتب المترجمة والمؤلفة في زمن المأمون أصبح من الضروري ان يكون هناك بناية كبيرة فيها عدد كبير من القاعات والفرق والحجرات المخصصة للمترجمين والمؤلفين والدارسين بالاضافة الى الدواوين الواسعة ولهذا نقلت الى الرصافة بالقرب من باب الشماسية واضاف اليها مرصدا فلكياً يتكون البيت من طابقين, الطابق السفلي يضم قاعات خاصة بخزائن الكتب واقسام الترجمة والنسخ والتاليف والتجليد والمطالعة والدراسة في كل مجال من مجالات المعرفة والعلوم والاداب اما قاعات الطابق العلوي فكانت خاصة باقامة المؤلفين والمترجمين والدارسين والعاملين وغيرهم الهيكل التنظيمي لبيت الحكمة : كان لبيت الحكمة نظام خاص به الا ان المصادر لم ترشدنا الى معلومات مفصلة عنه سوى بعض النتف القليلة التي ذكرتها المصادر والتي منها نستشف أن هناك نظام خاص يضبط هذا العمل . وتبين المعلومات التي وصلت الينا هي مؤسسة كما هي بقية المؤسسات القائمة في عصر المأمون ونستدل على ذلك من خلال أطلاق لفظ (صاحب بيت الحكمة ) وهذا اللفظ يطلق على أصحاب المراتب العليا في الدولة انذاك مثل( صاحب البيمارستان ) مدير المستشفى (صاحب بيت الضرب)وغيرها. ويدعى المسئول عن بيت الحكمة (بالخازن) لإدارة شؤونه وصيانة كنوزه .وكان لا يتولى هذا المنصب الا من العلماء النابهين والحاذقين الكبار ومن الذين برعوا في علوم عديدة لما لهذا المنصب من اهمية كبيرة انذاك ويتكون بيت الحكمة من عدة اقسام : اولاً: المكتبة: بعد ان تكونت مكتبة هائلة من الكتب المترجمة والمؤلفة والمخطوطات وكتب اليونان والفرس والهند أنشئت بناية كبيرة فيها عدد كبير من القاعات والغرف التي ضمت هذه الكتب والتي قسمت على شكل مجموعات اذ كل مجموعة علمية تخص علم من العلوم في خزانة وهذه الخزانة مقسمة على شكل رفوف وكل رف مقطع بحواجز .
وكانت هذه الكتب مفهرسة على النحو الذي هو عليه المكتبات الحديثة من حيث تنظيم فهرسة واضحة لعناوين المؤلفات والكتب ، اذ تجمع كتب الموضوع الواحد في مكان واحد على الرفوف تجاورها الكتب الوثيقة الصلة بالموضوع ، مما يسهل للقاريء الاهتداء إلى الكتب التي يبغيها .بالإضافة الى ذلك فانه عمل فهارس لهذه الكتب ولكل موضوع على حده،و يعد كتاب الفهرست لابن النديم من اهم المصادر التي تحدثت عن بيت الحكمة.وارتبطت بالمكتبة عدة اقسام منها : 1-الايداع يطلق على الكتب المودعة في بيت الحكمة لفظ (( التخليد )) والكتب تودع في المكتبة بعدة طرق منها الكتب المؤلفة والتي يكون فيها المؤلف في غاية السرور اذا أودع كتابه في بيت الحكمة او عن طريق الترجمة، او عن طريق شراء الكتب فقد كلف المامون جماعة لشراء الكتب من بلاد الروم واضافتها الى خزانه كتبه.ويعلق الدكتور حسن احمد محمود على هذا الموضوع قائلاً ((كانت الدولة العباسية تعقد الصفقات لشراء كتب وتدفع في سبيلها اغلى الاثمان وخاصة في عهد المامون حكيم بني العباس الذي سخر كل الامكانيات وطرق كل السبل ليعثر على الكنوز الفكرية الحبيسة في مكتبات القسطنطينية وقبرص )). 2-الاعارة ويوجد في ببيت الحكمة حجرة فيها القراء وعلى بابها الخدم لتقديم الخدمة لمن يرتاد تلك الدار وكذلك كانت فيها اعارة خارجية الا ان هذه الكتب لا تعطى إلا لمن يعرف قيمة هذة الكتب ,وعند الإعارة يأخذ رهن بقيمة الكتاب المعار من اجل الحفاظ على الكتب
3-النسخ والتجليد
ارتبطت حركة النسخ والتجليد بحركة التأليف والترجمة ,إذ بعد إن ينتهي المترجم أو المؤلف من الكتاب يقدمه الناسخ ,وكان في البيت نساخ عرفوا بجودة الخط وان المأمون بنفسه يقف على هذه الخطوط وطالب بتعديل الأقلام المستعملة ,وبعد إن يكمل نسخه يذهب لتجليد والتزويق وينسخ الكتاب بأكثر من نسخة من اجل توزيعها على المكتبات خارج بغداد كبيت الحكمة التونسي في رقادة ودار الحكمة في القاهرة .
4-الخرائط والمصورات
حفظت المكتبة عدداً من الخرائط الجغرافية والمصورات الفلكية التي ينتفع منها الجغرافيون منفعة كبيرة ,ومن هذه المصورات التي شاهدها المسعودي هي الصورة المأمونية التي اجتمع على صنعها عدد كبير من حكماء عصر المأمون ,وصور فيها العالم بأفلاكه ونجومه وبره وبحره ومساكن الأمم والمدن وأيضا الصورة التي رسمها احد العلماء للخليفة هارون الرشيد للدنيا كلها ببحورها وجبالها واوديتعا وأقاليمها وسائر امكانها
5-قسم الترجمة والتأليف
اهتم الخلفاء العباسيون بنقل وترجمة تراث الأمم الماضية إلى اللغة العربية من اجل الوقوف عليه والاستفادة منه والتي كانت تشكل حيزاً كبيراً من مهمات ونشاطات بيت الحكمة,وكان المترجمون على أصناف مختلفة فمنهم من ينقل من اللغة الأجنبية إلى اللغة العربية مباشرة,ومنهم ينقل من لغة أجنبية إلى لغة أجنبية أخري ومنها ينقل إلي العربية عن طريق مترجمين ملمين باللغة العربية وكانت الترجمات تتم في الغالب من عدة لغات اليونانية والهندية والسريانية والفارسية وغيرها من اللغات الأخرى وكانت هذة الترحمات تراجع من قبل مترحمين متضلعين لغرض تصحيحها وتقويمها
كان قسم الترجمة مقسما إلى عدة دوائر بحسب الموضوعان المراد ترجمتها ,وكل دائرة مسئول عنها عالم كبير مثل دائرة العلوم الرياضية والهندسية والحيل والموسيقى وكان المسئول عليها ابوجعفر محمد بن موسى بن شاكر وأخوته. ودائرة حركات النجوم والفلسفة ومن المسئولين عليها أبو يوسف يعقوب الكندي وعمر بن فرخان الطبري,ودائرة الطب التي كان المسئول حنين بن إسحاق الحراني.
ولم يكن بيت الحكمة مقتصرا على الترجمة فقط,بل ألف فيه العديد من العلماء والأدباء الكثير من كتب الأدب واللغة والتاريخ والفقة وعلم الكلام,وان بعض من هذه الكتب الفت بطلب من الخلفاء أنفسهم لكي توضع في بيت الحكمة
فنرى ان الخليفة هارون الرشيد امر عبد الملك بن قريب الاصمعي بتاليف كتاب في التاريخ والذي اكمله في بيت الحكمة والذي استعان بكتاب (المبتدأ) الذي هو في التاريخ والذي هو موجود في مكتبة بيت
ومن الجدير بالاشارة البه ان البيت قام بمهمة التدريس اذ احتضن جملة من العلماء والاساتذة الاكفاء الذين كانت لهم شهرة في ميدان العلوم الفلسفية والطبية والرياضيات والفلك والعلوم الطبيعية والتاريخ والجغرافية والموسيقى على وفق منهج تدريسي راق فضلا على ذلك احتضن بيت الحكمة طلاباً يجرون ابحاثاً على غرار الدراسة العليا وبذلك يعد اول جامعة اسلامية يجتمع فيها العلماء
وقدم البيت ايضاً خدمات ثقافية مثل عقد المجالس والمناظرات العلمية والتي وجد فيها العلماء والادباء والفلاسفة الحرية التامة في الحديث وابداء الرأي.
ميزانية بيت الحكمة
إشارت المصادر ولو بمعلومات قليلة عن مدى الإنفاق المادي للبيت والصرف عليها بمبالغ طائلة وبدعم غير محدود , ومما يدعونا القول إلى هناك ميزانية خاصة بالبيت يصرف منها الرواتب للعاملين في بيت الحكمة وهو كثرة العاملين فيه من مترجمين ومؤلفين ووراقين وناسخين ومجلدين وغيرهم ,فضلا عن توفير جميع أسباب المسكن والمأكل والمشرب وشراء الكتب وأدوات الكتابة من اواراق وأقلام وأحبار وغيرها من الأمور التي يحتاجها العاملون والطلبة الدارسون في البيت، ومن الجدير بالإشارة إليه أيضا إن هذه الخدمات التي توجد في البيت من مأكل وملبس وغيرها لاتقدم للعاملين والطلبة وإنما تقدم للعلماء والباحثين والقراء الذين يأتون من بعيد للإطلاع والنسخ لمن يريد النسخ
وخصص المأمون لميزانية البيت موارد ثابتة (أوقاف) التي يصرف منها على البيت وأراد المأمون بهذا العمل عدم تعريض هذه المؤسسة لهزات تضر بالجانب العلمي إذا ما استمر تمويله من سخاء الخلفاء والوزراء والأعيان
أما الأموال التي انفقت على البيت في زمن المأمون تقدر بما يقارب ألمائتي ألف دينار , وأوضحت أيضا إن ما ينفق على البيت شهريا لا يقل عن عشرين ألف دينار باستثناء نفقات الحبر والورق وأجور التجليد وأثمان الكتب الجاهزة وأثاث البيت.
العاملون في بيت الحكمة عمل في البيت الكثير من العلماء الكبار الذين كان لهم دور كبير في الحياة العلمية والفكرية آنذاك والذين تولوا مناصب عديدة قي البيت ويمكن تقسيم العاملين في البيت بحسب الإشارات التي وصلت إلينا ,وسنلط الضوء علي عدد منهم : 1-مدراء بيت الحكمة وذكرت المصادر أسماء خمسة فقط ومنهم: أ-سهل بن هارون :كان من فصحاء بيت الحكمة وبلغائه ويعد من الذين يعتمد عليهم المأمون في الكثير من الأمور
ب-سلم صاحب البيت هكذا جاء ذكره في الفهرست وترجم الكثير من الكتب الفارسية إلي العربية وكذلك ترجم الكتب اليونانية وسافر مع الوفد إلي الروم لحلب الكتب والمخطوطات. 2-العاملون في النسخ والتجليد:ومنهم أ-علان الشعوبي: ويعد من اشهرالنساخين في زمانه وكان ينسخ للرشيد والمأمون في بيت الحكمة.(72) ب-ابن أبي حريش كان يجلد في خزانة الحكمة للمأمون.(73
3-أكثر الأسماء التي ارتبط ذكرها ببيت الحكمة هم الذين عملوا في الترجمة وقد لعب ابن النديم دورا كبيرا في وصول هذه الأسماء إلينا,حيث ذكر حوالي 65 مترجما وبلغت الكتب التي ترجموها حوالي 632 كتابا. ومن ابرز المترجمين أ-حنين بن إسحاق ألعبادي(194-260هـ-809-873م)كان شيخ المترجمين في البيت إذ برع في اللغة العربية واليونانية والسريانية والفارسية ,فضلا عن براعته في الطب والفلسفة واهم الكتب التي ترجمها هي كتب ابقراط ومصنفات جالينوس وغيرها ت-عبدالله بن المقفع الفارسي:كان فصيحا بليغا متضلعا باللغتين العربية والفارسية ومن الكتب التي ترجمها كتاب كليلة ودمنة وكتاب مزدك وغيرها 4-العاملون في المرصد الفلكي التابع للبيت, واهم العلماء الذين عملوا في المرصدأ-محمد بن موسى الخوارزمي (ت.220هـ-835م) هو عالم جغرافي فلكي عربي وأيضا هو واضع أسس علم الجبر والمثلثات وله عدة مؤلفات عن عمل الاسطرالاب وعن الزبجت-حبش بن عبدالله المروزي الحاجب يعد من أصحاب علم الأرصاد وألف له كتاب الزيج المأموني
اثر بيت الحكمة في العالم الإسلامي نال بيت الحكمة شهرة كبيرة في العالم الإسلامي لأنه كان أول مكتبة علمية ذات شان يجتمع فيه العلماء والمترجمون للبحث والدراسة وعلى هذا الأساس أصبحت مثالاً يحتذي به من قبل الخلفاء والأمراء الذين أسسوا مكتبات ودور حكمة على غرار بيت الحكمة في الأمصار الإسلامية المختلفة،وأرادوا من ذلك منافسة بيت الحكمة وقد حققت هذه المنافسة تطوراً فكرياً وعلمياً على جميع الأصعدة في العالم الإسلامي ومن هذه المكتبات (1) بيت الحكمة الاغلبي الذي انشاه الأمير إبراهيم بن احمد الاغلبي (261-289هـ) في رقاده،عرف عن الأمير إبراهيم حبه للعلماء ورعايته لهم ادراكا منه لاهمية العلم ورجاله في المجتمع، وكان الأمير إبراهيم يسعى جاهدا لجعل عاصمته رقادة ترقى إلى مستوى بغداد وسامراء، لذلك جلب اليها نفائس المخطوطات والادوات العلمية، والذي كانت له سفارتان في السنة تذهب إلى بغداد لتجديد الولاء للبيت العباسي وفي هذه السفارتان يكلف اعضاء السفارة باقتناء نفائس ما يوجد في بغداد مما لا نظير له في انحاء المغرب والاعمال التي قام بها بيت الحكمة الاغلبي هي نفس الاعمال التي قام بها بيت الحكمة من تشجيع العلماء على الترجمة والتاليف وتوفير الخدمات والمختلفة لمن يرتاد المكتبة فقد كان لهذا البيت دور كبير في نشر العلماء والتلاميذ في انحاء المغرب والاندلس والذين عملوا على نشر العلم والفكر الذي تعلموه فيه (2) دار الحكمة الاندلسي والتي انشاها الخليفة الاموي في الاندلس الحكم المستنصر (350-366 هـ) الذي وصف بكونه عالم الامويين لانه كان ملماً بمختلف صنوف المعرفة وجمع من الكتب مالم يجمعه احد من قبله ،والتي غدت قرطبة في عصره من اهم مراكز الحضارة الانسانية والتي امتازت بالتطور والازدهار في جميع ميادين العلم والفن والعمران أما عن تأسيس دار الحكمة في زمن الحكم فبعد ان تكونت لدى الحكم من الكتب بلغت حوالي اربعمائة الف مجلد اذ كان يرسل البعوث والخبراء الى مختلف ارجاء العالم يجمعون له الكتب المختلفة المواضيع ( 89 )، لذا قرر ان ينشيء مكتبة نظم هذه الكتب فانشيء دار ضخمة أطلق عليها (دار الحكمة) والذي نهج منهج بيت الحكمة البغدادي في مجالات فنية وتنظيمية منها: 1-احتضانه عدد من العلماء والخزان والنساخ، وان الحكم استقدم من بغداد عدد من النساخ والمزخرفين والمجلدين 3-وكانت الكتب مفهرسة في المكتبة حتى قيل ان كتب الادب وحدها في خزائن دار الحكمة كانت تحتوي من الفهارس (44) فهرس في كل فهرست منها (20) ورقة ليس فيها الا ذكر اسماء الدواوين (3) دار الحكمة في القاهرة : وكانت بداية تأسيسه يعود الى زمن العزيز بالله الفاطمي (365 هـ-386هـ) الذي عرف بحبه للكتب وجمعها اذ أصبحت لديه مكتبة عامرة والتي حرص أن يكون فيها كل نسخة من كل مؤلف او مترجم يضمه بيت الحكمة ببغداد،وكان الوراقون يتقربون له بتقديم نسخ من نفائس الكتب التي تظهر في بغداد أما تأسيس الدار فكان بعهد الحاكم بأمر الله (386هـ-411هـ/996-1021 م) الذي عمل على جمع العلماء فيها من جميع الفنون والعلوم واجرى لهم مرتبات عالية،وهيا لهم الوسائل المختلفة ليتفرغوا للبحث والتأليف فضلاً عن مكتبة الدار التي لم يجتمع مثله في مكتبة اخرى في ذلك العهد، واعدت للملتحقين بدار الحكمة من طلاب ومطالعين أرزاق كافية ووضع تحت تصرفهم الاوراق والمواد المختلفةعاشراً : نهاية بيت الحكمة ظل بيت الحكمة يقاوم إلى أن غزا المغول بغداد بسنة 656هـ1258 م وعبث المغول في خزائن بيت الحكمة العامة والخاصة فاحرقوا جانباً منها وطرحوا بعضها الاخر في نهر دجلة فسد مجراها وقيل ان هناك من بنى بالكتب إسطبلات للخيول عوضاً عن الطين هكذا قضى هولاكو على جميع الكتب التي ترجمها والفها العلماء والادباء من المسلمين وغيرهم بتشجيع الخليفة، تلك المؤلفات التي عملت على نشر الثقافة بين جمهور المسلمين وغيرهم من اصحاب الديانات الاخرى.وقد حفظ هذا البيت للإنسانية كثيرا من تراث العالم المتحضر انذاك والذي ضاعت اصوله،ولم يجد الغرب غير العربية وسيلة للحصول على تراث الحضارة الانسانية القديمة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» الحكمة من الإبتلاء
» الحكمة ضالة المؤمن