www.elnaghy.com
عزيزي الزائر
هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل
يمكنك التسجيل ببساطة ويسعدنا انضمامك إلينا
www.elnaghy.com
عزيزي الزائر
هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل
يمكنك التسجيل ببساطة ويسعدنا انضمامك إلينا
www.elnaghy.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.elnaghy.com

منتدى الشيخ الناغى للعلوم الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعوة لإخواننا جميعا - شاركونا في استمرار هذا العمل الصالح لنحقق معا الأهداف التي قام من أجلها وهي : نشر العلم النافع ، نشر العقيدة الإسلامية والدعوة إليها ، الدفاع عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ودفع الشبهات عن الإسلام والمسلمين ، إصلاح حال الأمة بإصلاح عقيدتها وبيان صالح الأعمال ومكارم الأخلاق ، السعي في مصالح الناس بما نستطيع من صالح العمل.

 

 وقفات مع سورة الأنسان

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد فرج
عضو جديد
عضو جديد
محمد فرج


عدد المساهمات : 28
نقاط : 79
التقييم : : 3
تاريخ التسجيل : 28/11/2009

وقفات مع سورة الأنسان Empty
مُساهمةموضوع: وقفات مع سورة الأنسان   وقفات مع سورة الأنسان Icon_minitimeالسبت نوفمبر 28, 2009 1:57 pm

سورة الانسان
هي إحدى وثلاثون آية قال الجمهور : هي مدنية. وقال مقاتل والكلبي: هي مكية. وأخرج النحاس عن ابن عباس أنها نزلت بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله، وقيل فيها مكي من قوله: "إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً" إلى آخر السورة، وما قبله مدني. وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عمر قال:" جاء رجل من الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل واستفهم، فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالألوان والصور والنبوة أفرأيت إن آمنت بما آمنت به وعملت بما عملت به: أني كائن معك في الجنة، قال: نعم والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام، ثم قال: من قال لا إله إلا الله كان له عهد عند الله. ومن قال: سبحان الله وبحمده كتب له مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة، ونزلت هذه السورة "هل أتى على الإنسان حين من الدهر" إلى قوله: "ملكاً كبيراً" فقال الحبشي: وإن عيني لترى ما ترى عيناك في الجنة، قال: نعم، فاشتكى حتى فاضت نفسه. قال ابن عمر: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده". وأخرج أحمد في الزهد عن محمد بن مطرف قال: حدثني الثقة "أن رجلاً أسود كان يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التسبيح والتهليل، فقال له عمر بن الخطاب: أكثرت على رسول الله، فقال: مه يا عمر. وأنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم "هل أتى على الإنسان حين من الدهر" حتى إذا أتى على ذكر الجنة زفر الأسود زفرة خرجت نفسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مات شوقاً إلى الجنة". وأخرج نحوه ابن وهب عن ابن زيد مرفوعاً مرسلاً. وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن منيع وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه والضياء عن أبي ذر قال: "قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم "هل أتى على الإنسان" حتى ختمها، ثم قال: إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل". حكى الواحدي عن المفسرين وأخل المعاني أن 1- "هل" هنا بمعنا قد، وليس باستفهام، وقد قال بهذا سيبويه والكسائي والفراء وأبو عبيدة. قال الفراء: هل تكون جحداً وتكون خبراً فهذا من الخبر لأنك تقول: هل أعطيتك تقرره بأنك أعطيته، والجحد أن تقول: هل يقدر أحد على مثل هذا، وقيل هي وإن كانت بمعنى قد ففيها معنى الاستفهام، والأصل أهل أتى، فالمعنى: أقد أتى، والاستفهام للتقرير والتقريب، والمراد بالإنسان هنا آدم، قال قتادة والثوري وعكرمة والسدي وغيرهم "حين من الدهر" قيل أربعون سنة قبل أن ينفخ فيه الروح، وقيل إنه خلق من طين أربعين سنة، ثم من حمأ مسنون أربعين سنة، ثم من صلصال أربعين سنة فتم خلقه بعد مائة وعشرين سنة. وقيل الحين المذكور هنا لا يعرف مقداره وقيل المراد بالإنسان بنو آدم، والحين مدة الحمل، وجملة "لم يكن شيئاً مذكوراً" في محل نصب على الحال من الإنسان، أو في محل رفع صفة لحين. قال الفراء وقطرب وثعلب: المعنى أنه كان جسداً مصوراً تراباً وطيناً لا يذكر ولا يعرف ولا يدري ما اسمه ولا ما يراد به، ثم نفخ فيه الروح فصار مذكوراً. وقال يحيى بن سلام: لم يكن شيئاً مذكوراً في الخلق وإن كان عند الله شيئاً مذكوراً، وقيل ليس المراد بالذكر هنا الإخبار، فإن إخبار الرب عن الكائنات قديم، بل هو الذكر بمعنى الخطر والشرف، كما في قوله: "وإنه لذكر لك ولقومك". قال القشيري: ما كان مذكوراً للخلق وإن كان مذكوراً لله سبحانه. قال الفراء: كان شيئاً ولم يكن مذكوراً. فجعل النفي متوجهاً إلى القيد. وقيل المعنى: قد مضت أزمنة وما كان آدم شيئاً ولا مخلوقاً ولا مذكوراً لأحد من الخليقة. وقال مقاتل: في الكلام تقديم وتأخير وتقديره: هل أتى حين من لم يكن شيئاً مذكوراً، لأنه خلقه بعد خلق الحيوان كله ولم يخلق بعده حيوان.
2- "إنا خلقنا الإنسان من نطفة" المراد بالإنسان هنا ابن آدم. قال القرطبي: من غير خلاف، والنطفة: الماء الذي يقطر، وهو المني وكل ماء قليل في وعاء فهو نطفة، وجمعها نطف، و"أمشاج" صفة لنطفة، وهي جمع مشج، أو مشيج، وهي الأخلاط، والمراد نطفة الرجل ونطفة المرأة واختلاطهما. يقال مشج هذا بهذا فهو ممشوج: أي خلط هذا بهذا فهو مخلوط. قال المبرد: مشج يمشج إذا اختلط، وهو هنا اختلاط النطفة بالدم. قال رؤبة بن العجاج: يطرحن كل معجل مشاج لم يكس جلداً من دم أمشاج قال الفراء: أمشاج اختلاط ماء الرجل وماء المرأة والدم والعلقة، ويقال مشج هذا: إذا خلط، وقيل الأمشاج: الحمرة في البياض والبياض في الحمرة. قال القرطبي: وهذا قول يختاره كثير من أهل اللغة. قال الهذلي: كأن الريش والوقين منـه حلاف النصل نيط به مشيـج وذلك لأن ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق فيخلق منهما الولد. قال ابن السكيت: الأمشاج: الأخلاط لأنها ممتزجة من أنواع يخلق الإنسان منها وطباع مختلفة. وقيل الأمشاج لفظ مفرد كبرمة أعشار، ويؤيد هذا وقوعه نعتاً لنطفة، وجملة "نبتليه" في محل نصب على الحال من فاعل خلقنا: أي مريدين ابتلاءه، ويجوز أن يكون حالاً من الإنسان، والمعنى: نبتليه بالخير والشر وبالتكاليف. قال الفراء: معناه والله أعلم "جعلناه سميعاً بصيرا" نبتليه وهي مقدمة معناها التأخير، لأن الابتلاء لا يقع إلى بعدج تمام الخلقة، وعلى هذا تكون هذه الحال مقدرة، وقيل مقارنة. وقيل معنى الابتلاء: نقله من حال إلى حال على طريقه الاستعارة، والأول أولى.
ثم ذكر سبحانه أنه أعطاءه ما يصح معه الابتلاء فقال: 3- "إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً" أي بينا له وعرفناه طريق الهدى والضلال والخير والشر كما في قوله: "وهديناه النجدين" قال مجاهد: أي بينا السبيل إلى الشقاء والسعادة. وقال الضحاك والسدي وأبو صالح: السبيل هنا خروجه من الرحم، وقيل منافعه ومضاره التي يهتدي إليها بطبعه وكمال عقله، وانتصاب شاكراً وكفوراً على الحال من مفعول هديناه: أي مكناه من سلوك الطريق في حالتيه جميعاً، وقيل على الحال من سبيل على المجاز: أي عرفناه السبيل إما سبيلاً شاكراً وإما سبيلاً كفوراً. وحكى مكي عن الكوفيين أن قوله إما هي إن شرطية زيدت بعدها ما: أي بينا له الطريق إن شكر وإن كفر. واختار هذا الفراء، ولا يجيزه البصريون لأن إن الشرطية لا تدخل على الأسماء إلا أن يضمر بعدها فعل، ولا يصح هنا إضمار الفعل لأنه كان يلزم رفع شاكراً وكفوراً. ويمكن أن يضمر فعل ينصب شاكراً وكفوراً، وتقديره: إن خلقناه شاكراً فشكور وإن خلقناه كافراً فكفور، وهذا على قراءة الجمهور "إما شاكراً وإما كفوراً" بكسر همزة إما. وقرأ أبو السماك وأبو العجاج بفتحها، وهي على الفتح إما العاطفة في لغة بعض العرب، أو هي التفصيلية وجوابها مقدر، وقيل انتصب شاكراً وكفوراً بإضمار كان، والتقدير: سواء كان شاكراً أو كان كفوراً.
ثم بين سبحانه ما أعد للكافرين فقال: 4- " إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا " قرأ نافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم وهشام عن ابن عمر " سلاسل " بالتنوين، ووقف قنبل عن ابن كثير وحمزة بغير ألف، والباقون وقفوا بالألف. ووجه من قرأ بالتنوين في سلاسل مع كون فيه صيغة منتهى الجموع أنه قصد بذلك التناسب لأن ما قبله وهو "إما شاكراً وإما كفوراً"، وما بعده وهو "أغلالاً وسعيراً" منون، أو على لغة من يصرف جميع ما لا ينصرف كما حكاه الكسائي وغيره من الكوفيين عن بعض العرب. قال الأخفش: سمعنا من العرب من يصرف كل ما لا ينصرف، لأن الوصل في الأسماء الصرف وترك الصرف لعارض فيها. قال الفراء: هو على لغة من يجر الأسماء كلها إلا قولهم: هو أظرف منك فإنهم لا يجرونه، وأنشد ابن الأنباري في ذلك قول عمرو بن كلثوم: كــأن ســيــوفـنــا فــيـنــا وفــيــهــم مخـــاريـــق بــأيـــدي لاعــبــيــنــا ومن ذلك قول الشاعر: وإذا الــرجـــال رأوا يــزيــد رأيتـهم خضــع الـرقــاب نــواكس الأبصار بكسر السين من نواكس، وقول لبيد: وحســـور أستـــار دعـــوني لحتفـهـا بمــعــالــق متشـــابـــه أعــــلاقـهـــا وقوله أيضاً: فضلا وذو كرم [يعين] على الندى سمــح لشـــوب رغــائب غنـــامهــــا وقيل إن التنوين لموافقة رسم المصاحف المكية والمدنية والكوفية فإنها فيها بالألف، وقيل إن هذا التنوين بدل من حرف الإطلاق، ويجري الوصل مجرى الوقف، والسلاسل قد تقدم تفسيرها، والخلاف فيها هل هي القيود، أو ما يجعل في الأعناق كما في قول الشاعر: .. .. .. .. .. .. .. .. ..ولــكــن أحاطت بالرقاب السلاســل والأغلال [جمع] غل تغل به الأيدي إلى الأعناق، والسعير: الوقود الشديد، وقد تقدم تفسير السعير.
ثم ذكر سبحانه ما أعده للشاكرين فقال: 5- "إن الأبرار يشربون من كأس" الأبرار: أهل الطاعة والإخلاص، والصدق جمع بر أو بار. قال في الصحاح: جمع البر الأبرار، وجمع البار البررة، وفلان يبر خالقه ويبرره: أي يطيعه. وقال الحسن: البر الذي لا يؤذي الذر. وقال قتادة: الأبرار الذي يؤدون حق الله ويوفون بالنذر. والكأس في اللغة هو الإناء الذي فيه الشراب، وإذا لم يكن فيه الشراب لم يسم كأساً، ولا وجه لتخصيصه بالزجاجة، بل يكون من الزجاج ومن الذهب والفضة والصيني وغير ذلك، وقد كانت كاسات العرب من أجناس مختلفة، وقد يطلق الكأس على نفس الخمر كما في قول الشاعر: وكأس شربت على لذة وأخرى تــداويت منهـا بهـا "كان مزاجها كافوراً" أي يخالطها وتمزج به، يقال مزجه يمزجه مزجاً: أي خلطه يخلطه خلطاً، ومنه قول الشاعر: كــأن سببيـة من بــيت رأس كـان مزاجهــا عسل ومــاء وقول عمرو بن كلثوم: صددت الكأس عنا أم عمرو وكان الكـأس مجراها اليمينا معتقــة كــأن الخـص فـيــهـا إذا ما الماء خالطهـا سخينــا ومنه مزاج البدن، وهو ما يمازجه من الأخلاط، والكافور قيل: هو اسم عين في الجنة يقال لها الكافوري تمزج خمر الجنة بماء هذه العين. وقال قتادة ومجاهد: تمزج لهم بالكافور وتختم بهم بالمسك. وقال عكرمة: مزاجها طعمها، وقيل إنما الكافور في ريحها لا في طعمها. وقيل إنما أراد الكافور في بياضه وطيب رائحته وبرده، لأن الكافور لا يشرب كما في قوله: "حتى إذا جعله ناراً" أي كنار. وقال ابن كيسان: طيبها المسك والكافور والزنجبيل. وقال مقاتل: ليس هو كافور الدنيا، وإنما سمي الله ما عنده بما عندكم حتى تهتدي له القلوب، والجملة في محل جر صفة لكأس. وقيل إن كان هنا زائدة: أي من كأس مزاجها كافوراً.
6- "عينا يشرب بها عباد الله" انتصاب عينا على أنها بدل من كافوراً، لأن ماءها في بياض الكافور. وقال مكي: إنها بدل من محل من كأس على حذف مضاف كأنه قيل: يشربون خمراً خمر عين، وقيل إنها منتصبة على أنها مفعول يشربون: أي عينا من كأس، وقيل هي منتصبة على الاختصاص، قاله الأخفش وقيل منتصبة بإضمار فعل يفسره ما بعده: أي يشربون عينا يشرب بها عباد الله، والأول أولى، وتكون جملة "يشرب بها عباد الله" صفة لعينا. وقيل إن الباء في يشرب بها زائدة، وقيل بمعنى من قاله الزجاج، ويعضده قراءة ابن أبي عبلة يشربها عباد الله. وقيل إن يشرب مضمن معنى يلتذ، وقيل هي متعلقة بيشرب، والضمير يعود إلى الكأس. وقال الفراء: يشربها ويشرب بها سواء في المعنى، وكأن يشرب بها يروى بها وينتفع بها، وأنشد قول الهذلي: شربن بماء البحر ثم ترفعت قال: ومثله تكلم بكلام حسن، وتكلم كلاماً حسناً "يفجرونها تفجيرا" أي يجرونها إلى حيث يريدون وينتفعون بها كما يشاءون ويتبعهم ماؤها إلى كل مكان يريدون وصوله إليه، فهم يشقونها شقاً كما يشق النهر ويفجر إلى هنا وهنا. قال مجاهد: يقودونها حيث شاءوا وتتبعهم حيث مالوا مالت معهم، والجملة صفة أخرى لعينا.
وجملة 7- "يوفون بالنذر" مستأنفة مسوقة لبيان ما لأجله رزقوا ما ذكر، وكذا ما عطف عليها، ومعنى النذر في اللغة الإيجاب، والمعنى: يوفون بما أوجبه الله عليهم من الطاعات. قال قتادة ومجاهد: يوفون بطاعة الله من الصلاة والحج ونحوهما. وقال عكرمة: يوفون إذا نذروا في حق الله سبحانه، والنذر في الشرع ما أوجبه المكلف على نفسه، فالمعنى: يوفون بما أوجبوه على أنفسهم. قال الفراء: في الكلام إضمار: أي كانوا يوفون بالنذر في الدنيا. وقال الكلبي: يوفون بالعهد: أي يتممون العهد. والأولى حمل النذر هنا على ما أوجبه العبد على نفسه من غير تخصيص "ويخافون يوماً كان شره مستطيراً" المراد يوم القيامة، ومعنى استطارة شره فشوه وانتشاره، يقال استطار يستطير استطارة فهو مستطير، وهو استفعل من الطيران، ومنه قول الأعشى: فباتت وقد أثارت في الفؤا د صدعاً على نأيها مستطيرا والعرب تقول: استطار الصدع في القارورة والزجاجة: إذا امتد، ويقال استطار الحريق: إذا انتشر. قال الفراء: المستطير المستطيل. قال قتادة: استطار شر ذلك اليوم حتى ملأ السموات والأرض. قال مقاتل: كان شره فاشياً في السموات فانشقت وتناثرت الكواكب وفزعت الملائكة، وفي الأرض نسفت الجبال وغارت المياه.
8- "ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا" أي يطعمون هؤلاء الثلاثة الأصناف الطعام على حبه لديهم وقلته عندهم. قال مجاهد: على قلته وحبهم إياه وشهوتهم له، فقوله على حبه في محل نصب على الحال: أي كائنين على حبه، ومثله قوله: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" وقيل على حب الإطعام لرغبتهم في الخير. قال الفضيل بن عياض: على حب إطعام الطعام. وقيل الضمير في حبه يرجع إلى الله: أي يطعمون الطعام على حب الله: أي يطعمون إطعاماً كائناً على حب الله.
ويؤيد هذا قوله: 9- " إنما نطعمكم لوجه الله" والمسكين ذو المسكنة، وهو الفقير، أو من هو أفقر من الفقير، والمراد باليتيم يتامى المسلمين، والأسير الذي يؤسر فيحبس. قال قتادة ومجاهد: الأسير المحبوس. وقال عكرمة: الأسير العبد. وقال أبو حمزة الثمالي: الأسير المرأة. قال سعيد بن جبير: نسخ هذا الإطعام آية الصدقات وآية السيف في حق الأسير الكافر, وقال غيره: بل هي محكمة، وإطعام المسكين واليتيم على التوع، وإطعام الأسير لحفظ نفسه إلى أن يتخير فيه الإمام، وجملة "إنما نطعمكم لوجه الله" في محل نصب على الحال بتقدير القول: أي يقولون إنما نطعمكم، أو قائلين إنما نطعمكم: يعني أنهم يستكملوا بهذا ولكن عمله الله من قلوبهم فأثنى عليهم بذلك. قال الواحدي: قال المفسرون: لم يستكملوا بهذا ولكن علمه الله من قلوبهم فأثنى عليهم وعلم من ثنائه أنهم فعلوا ذلك خوفاً من الله ورداء ثوابه "لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا" أي لا نطلب منكم المجازاة على هذا الإطعام ولا نريد منكم الشكر لنا، بل هو خالص لوجه الله، وهذه الجملة مقررة لما قبلها، لأن من أطعم لوجه الله لا يريد المكافأة ولا يطلب الشكر له ممن أطعمه.
10- "إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريرا" أي نخاف عذاب يوم متصف بهاتين الصفتين، ومعنى عبوساً: أنه يوم تعبس فيه الوجوه من هو له وشدته، فالمعنى: أنه ذو عبوس. قال الفراء وأبو عبيدة والمبرد: يوم قمطرير وقماطر: إذا كان صعباً شديداً، وأنشد الفراء: بني عمنا هل تــذكرون بلاءنــا عليكم إذا ما كان يوم قماطر قال الأخفش: القمطرير أشد ما يكون من الأيام وأطوله في البلاء، ومنه قول الشاعر: ففروا إذا ما الحرب ثار غبارها ولج بها اليوم العبوس القماطر قال الكسائي: اقمطر اليوم وازمهر: إذا كان صعباً شديداً، ومنه قول الشاعر: بنو الحرب أوصينا لهم بقمطرة ومن يلق منا ذلك اليوم يهرب وقال مجاهد: إن العبوس بالشفتين، والقطمير بالجبهة والحاجبين، فجعلهما من صفات المتغير في ذلك اليوم لما يراه من الشدائد، وأنشد ابن الأعرابي: يقدر على الصيد بعود منكسر ويقمطر ســاعــة ويكــفــهــر قال أبو عبيدة: يقا قطمرير: أي منقبض ما بين العينين والحاجبين. قال الزجاج: يقال اقمطرت الناقة: إذا رفعت ذنبها وجمعت قطريها ورمت بأنفها ما يسبقها من القطر، وجعل الميم مزيدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد فرج
عضو جديد
عضو جديد
محمد فرج


عدد المساهمات : 28
نقاط : 79
التقييم : : 3
تاريخ التسجيل : 28/11/2009

وقفات مع سورة الأنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفات مع سورة الأنسان   وقفات مع سورة الأنسان Icon_minitimeالسبت نوفمبر 28, 2009 2:00 pm

11- "فوقاهم الله شر ذلك اليوم" أي أعطاهم بدل العبوس في الكفار نضرة في الوجوه وسروراً في القلوب. قال الضحاك: والنضرة البياض والنقاء في وجوههم. وقال سعيد بن جبير الحسن والبهاء، وقيل النضرة أثر النعمة.
12- "وجزاهم بما صبروا" أي بسبب صبرهم على التكاليف، وقيل على الفقر، وقيل على الجوع، وقيل على الصوم. والأولى حمل الآية على الصبر على كل شيء يكون الصبر عليه طاعة لله سبحانه، وما مصدرية، والتقدير: بصبرهم "جنة وحريرا" أي أدخلهم الجنة وألبسهم الحرير، وهو لباس أهل الجنة عوضاً عن تركه في الدنيا امتثالاً لما ورد في الشرع من تحريمه، وظاهر هذه الآيات العموم في كل من خاف من يوم القيامة وأطعم لوجه الله وخاف من عذابه، والسبب وإن كان خاصً كما سيأتي فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ويدخل السبب التنزيل تحت عمومها دهولاً أولياً. وقد أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: "هل أتى على الإنسان" قال: كل إنسان. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله: "أمشاج" قال أمشاجها عروقها. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم "أمشاج" قال: العروق. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس "من نطفة أمشاج" قال: ماء الرجل وماء المراة حين يختلطان. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه قال: "أمشاج" ألوان: نطفة الرجل بيضاء وحمراء، ونطفة المراة خضراء وحمراء. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً قال: الأمشاج الذي يخرج على أثر البول كقطع الأوتار ومنه يكون الولد. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عنه أيضاً في قوله: "وأسيراً" قال: هو المشرك. وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم عن أبي سعيد الخدري "عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "مسكيناً" قال: فقيراً "ويتيماً" قال لا أب له "وأسيراً" قال: المملوك والمسجون". وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: "ويطعمون الطعام" الآية قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله: "يوماً عبوساً" قال: ضيقاً "قمطريراً" قال:طويلا وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك "عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:"يوما عبوسا قمطريرا" قال:يقبض ما بين الأبصار." وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طرق عن ابن عباس قال: القمطرير الرجل المنقبض ما بين عينيه ووجهه. وأخرج ابن المنذر عنه "ولقاهم نضرة وسرورا" قال: نضرة في وجوههم وسروراً في صدورهم.
قوله: 13- "متكئين فيها على الأرائك" منصوب على الحال من مفعول جزاهم، والعامل فيها جزى، ولا يعمل فيها صبروا، لأن الصبر إنما كان في الدنيا، وجوز أبو البقاء أن يكونه صفة لجنة. قال الفراء: وإن شئت جعلت متكئين تابعاً، كأنه قال: جزاهم جنة متكئين فيها. وقال الأخفش: يجوز أن يكون منصوبا على المدح، والضمير من فيها يعود إلى الجنة، والأرائك: السرر في الحجال، وقد تقدم تفسيرها في سورة الكهف "لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً" الجملة في محل نصب على الحال من مفعول جزاهم، فتكون من الحال المترادفة، أو من الضمير في متكئين، فتكون من الحال المتداخلة، أو صفة أخرى لجنة، والزمهرير أشد البرد، والمعنى: أنهم لا يرون في الجنة حر الشمس ولا برد الزمهرير، ومنه قول الأعشى: مــنــعــمــة طــفــلة كالمــهــا لم تــر شــمــســـاً ولا زمــهــريــراً وقال ثعلب: الزمهرير القمر بلغة طي، وأنشد لشاعرهم: وليلــة ظلامهــا قــد اعـتــكر قطــعتهــا والزمــهــريــر مــا زهــر ويروى ما ظهر: أي لم يطلع القمر، وقد تقدم تفسير هذا في سورة مريم.
14- "ودانية عليهم ظلالها" قرأ الجمهور "دانية" بالنصب عطفاً على محل لا يرون، أو على متكئين، أو صفة لمحذوف: أي وجنة دانية، كأنه قال: وجزاهم جنة دانية. وقال الزجاج: هو صفة لجنة المتقدم ذكرها. وقال الفراء: هو منصوب على المدح. وقرأ أبو حيوة ودانية بالرفع على أنه خبر مقدم وظلالها مبتدأ مؤخر، والجملة في موضع النصب على الحال. والمعنى: أن ظلال الأشجار قريبة منهم مظلة عليهم زيادة في نعيمهم وإن كان لا شمس هنالك. قال مقاتل: يعني شجرها قريب منهم. وقرأ ابن مسعود ودانيا عليهم "ذللت قطوفها تذليلاً" معطوف على دانية كأنه قال: ومذللة. ويجوز أن تكون الجملة في محل نصب على الحال من الضمير في عليهم، ويجوز أن تكون مستأنفة، والقطوف الثمار، والمعنى: أنها سخرت ثمارها لمتناوليها تسخيراً كثيراً بحيث يتناولها القائم والقاعد والمضطجع لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك. قال النحاس: المذلل القريب المتناول،. ومنه قولهم حائط ذليل: أي قصير. قال ابن قتيبة: ذللت أدنيت، من قولهم حائط ذليل: أي كان قصير السمك، وقيل ذللت: أي جعلت منقادة لا تمتنع على قطافها كيف شاءوا.
15- "ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب" أي تدور عليهم الخدم إذا أرادوا الشراب بآنية الفضة، والأكواب جمع كوب، وهو الكوز العظيم الذي لا أذن له ولا عروة، ومنه قول عدي: متكئ تقرع أبوابه يسعى عليه العبد بالكوب وقد مضى تفسيره في سورة الزخرف " كانت قواريرا * قوارير من فضة " أي في وصف القوارير في الصفاء وفي بياض الفضة، فصفاؤها صفاء الزجاج، ولونها لون الفضة.
قرأ نافع والكسائي وأبو بكر 16- " قواريرا * قوارير " بالتنوين فيهما مع الوصل، وبالوقف عليهما بالألف، وقد تقدم وجه هذه القراءة في تفسير قوله: " سلاسل " من هذه السورة، وبينا هنالك وجه صرف ما فيه صيغة منتهى الجموع فارجع إليه. وقرأ حمزة بعدم التنوين فيهما وعدم الوقف بالألف، ووجه هذه القراءة ظاره لأنهما ممتنعان لصيغة منتهى الجموع. وقرأ هشام بعدم التنوين فيهما مع الوقف عليهما بالألف، وقرأ ابن كثير بتنوين الأول دون الثاني والوقف على الأول بالألف جون الثاني. وقرأ أبو عمرو وحفص وابن ذكوان بعدم التنوين فيهما، والوقف على الأول بالألف دون الثاني، والجملة في محل جر صفة لأكواب. قال أبو البقاء: وحسن التكرير لما اتصل به من بيان أصلها. قال الواحدي: قال المفسرون: جعل الله قوارير أهل الجنة من فضة، فاجتمع لها بياض الفضة وصفاء القوارير. قال الزجاج: القوارير التي في الدنيا من الرمل، فأعلم الله فضل تلك القوارير أن أصلها من فضة يرى من خارجها ما في داخلها، وجملة "قدروها تقديراً" صفة لقوارير. قرأ الجمهور "قدروها" بفتح القاف على البناء للفاعل: أي قدرها السقاة من الخدم الذين يطوفون عليهم على قدر ما يحتاج إليه الشاربون من أهل الجنة من دون زيادة ولا نقصان. قال مجاهد وغيره: أتوابها على قدر ريهم بغير زيادة ولا نقصان. قال الكلبي: وذلك ألذ وأشهى، وقيل: قدرها الملائكة، وقيل قدرها أهل الجنة الشاربون على مقدار شهواتهم وحاجاتهم فجاءت كما يريدون في الشكل لا تزيد ولا تنقص. وقرأ علي وابن عباس والسلمي والشعبي وزيد بن علي وعبيد بن عمير وأبو عمرو في رواية عنه قدروها بضم القاف وكسر الدال مبنياً للمفعول: أي جعلت لهم على قدر إرادتهم. قال أبو علي الفارسي: هو من باب القلب، قال: لأن حقيقة المعنى أن يقال: قدرت عليهم لا قدروها، لأنه في معنى قدروا عليها. وقال أبو حاتم: التقدير قدرت الأواني على قدر ريهم، فمفعول ما لم يسم فاعله محذوف. قال أبو حيان: والأقرب في تخريج هذه القراءة الشاذة أن يقال: قدر ريهم منها تقديراً، فحذف المضاففصار قدروها. وقال المهدوي: إن القراءة الأخيرة يرجع معناها إلى معنى القراءة الأولى، وكأن الأصل قدروا عليها فحذف حرف الجر كما أنشد سيبويه: آليت حب العراق الدهر آكله والحب يأكله في القرية السوس أي آليت على حب العراق.
17- "ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً" قد تقدم أن الكأس هو الإناء فيه الخمر، وإذا كان خالياً عن الخمر فلا يقال له كأس، والمعنى: أن أهل الجنة يسقون في الجنة كأساً من الخمر ممزوجة بالزنجبيل وقد كانت العرب تستلذ مزج الشراب بالزنجبيل لطيب رائحته. وقال مجاهد وقتادة: الزنجبيل اسم للعين التي يشرب بها المقربون. وقال مقاتل: هو زنجبيل لا يشبه زنجبيل الدنيا.
18- "عينا فيها تسمى سلسبيلاً" انتصاب عينا على أنها بدل من كأساً. ويجوز أن تكون منصوبة بفعل مقدر: أي يسقون عينا، ويجوز أن تكون منصوبة بنزع الخافض: أي من عين، والسلسبيل: الشراب اللذيذ، مأخوذ من السلاسة، تقول العرب: هذا شراب سلس، وسلسال وسلسبيل: أي طيب لذيذ. قال الزجاج: السلسبيل في اللغة اسم لماء في غاية السلاسة حديد الجرية يسوغ في حلوقهم، ومنه قول حسان بن ثابت: يسقون من ورد البريص عليهم كأساً يصفق بالرحيق السلسل
19- "ويطوف عليهم ولدان مخلدون" لما فرغ سبحانه من وصف شرابهم، ووصف آنيتهم، ووصف السقاة الذين يسقونهم ذلك الشراب. ومعنى "مخلدون" باقون على ما هم عليه من الشباب والطراوة والنضارة، لا يهرمون ولا يتغيرون، وقيل معنى "مخلدون" لا يموتون، وقيل التخليد التحلية: أي محلون "إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً" إذا نظرت إليهم ظننتهم لمزيد حسنهم وصفاء ألوانهم ونضارة وجوههم لؤلؤاً مفرقاً.قال عطاء: يريد في بياض اللون وحسنه، واللؤلؤ إذا نثر من الخيط على البساط كان أحسن منه منظوماً. قال أهل المعاني: إنما شبهوا بالمنثور لانتثارهم في الخدمة، ولو كانوا صفا لشبهوا بالمنظوم، وقيل إنما شبههم بالمنثور لأنهم سراع في الخدمة، بخلاف الحور العين فإنهم شبههن باللؤلؤ المكنون لأنهن لا يمتهن بالخدمة.
20- "وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيرا" أي وإذا رميت ببصرك هناك، يعني في الجنة رأيت نعيماً لا يوصف، وملكاً كبيراً لا يقادر قدره، وثم ظرف مكان، والعامل فيها رأيت. قال الفراء في الكلام ما مضمرة: أي وإذا رأيت ما ثم، كقوله: "لقد تقطع بينكم" أي ما بينكم. قال الزجاج معترضاً على الفراء: إنه لا يجوز إسقاط الموصول وترك الصلة، ولكن رأيت يتعدى في المعنى إلى ثم. والمعنى: إذا رأيت ببصرك ثم، ويعني بثم الجنة. قال السدي: النعيم ما يتنعم به، والملك الكبير: استئذان الملائكة عليهم، وكذا قال مقاتل والكلبي. وقيل إن رأيت ليس له مفعول ملفوظ ولا مقدر ولا منوي، بل معناه: أن بصرك أينما وقع في الجنة رأيت نعيماً وملكاً كبيراً.
21- "عاليهم ثياب سندس" قرأ نافع وحمزة وابن محيصن "عاليهم" بسكون الياء وكسر الهاء على أنه خبر مقدم، وثياب مبتدأ مؤخر، أو على أن عاليهم مبتدأ، وثياب مرتفع بالفاعلية وإن لم يعتمد الوصف كما هو مذهب الأخفش. وقال الفراء: هو مرفوع بالابتداء، وخبره: ثياب سندس، واسم الفاعل مراد به الجمع. وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الهاء على أنه ظرف في محل رفع على أنه خبر مقدم، وثياب مبتدأ مؤخر، كأنه قيل فوقهم ثياب. قال الفراء: إن عاليهم بمعنى فوقهم، وكذا قال ابن عطية. قال أبو حيان: عال وعالية اسم فاعل، فيحتاج في كونهما ظرفين إلى أن يكون منقولاً من كلام العرب، وقد تقدمه إلى هذا الزجاج وقال: هذا مما لا نعرفه في الظروف ولو كان ظرفاً لم لم يجز إسكان الياء، ولكنه نصب على الحال من شيئين: أحدهما الهاء والميم في قوله: "يطوف عليهم" أي على الأبرار "ولدان" عاية الأبرار "ثياب سندس" أي يطوف عليهم في هذه الحال. والثاني أن يكون حالاً من الولدان: أي إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً في حال علو الثياب أبدانهم. وقال أبو علي الفارسي: العامل في الحال إما لقاهم نضرة وسروراً، وإما جزاهم بما صبروا. قال: ويجوز أن يكون ظرفاً. وقرأ ابن سيرين ومجاهد وأبو حيوة وابن أبي عبلة: عليهم، وهي قراءة واضحة المعنى ظاهرة الدلالة. واختار أبو عبيد القراءة الأولى لقراءة ابن مسعود: عليتهم. وقرأ الجمهور بإضافة ثياب إلى سندس. وقرأ أبو حيوة وابن أبي عبلة بتنوين ثياب وقطعها عن الإضافة ورفع سندس، و" خضر وإستبرق " على أن السندس نعت للثياب، لأن السندس نوع من الثياب، وعلى أن خضر نعت لسندس، لأنه يكون أخضر وغير أخضر، وعلى أن استبرق معطوف على سندس: أي وثياب استبرق، والجمهور من القراء اختلفوا في "خضر وإستبرق" مع اتفاقهم على جر سندس بإضافة ثياب إليه، فقرأ ابن كثير وأبو بكر عن عاصم وابن محيصن بجر "خضر" نعتاً لسندس ورفع " إستبرق " عطفاً على ثياب: أي عليهم ثياب سندس وعليهم إستبرق. وقرأ أبو عمرو وابن عامر برفع " خضر " نعتاً لثياب، وجر "إستبرق" نعت لسندس. واختار هذه القراءة أبو حاتم وأبو عبيد، لأن الخضر أحسن ما كانت نعتاً للثياب فهي مرفوعة، والاستبرق من جنس السندس. وقرأ نافع وحفص برفع " خضر وإستبرق " لأن خضر نعت للثياب، وإستبرق عطف على الثياب. وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي بجر "خضر وإستبرق" على أن خضر نعت للسنسد، واستبرق معطوف على سندس. وقرءوا كلهم بصرف استبرق إلا ابن محيصن فإنه لم يصرفه، قال: لأنه أعجمي، ولا وجه لهذا لأنه نكرة إلا أن يقول إنه علم لهذا الجنس من الثياب. والسندس: مارق من الديباج. والاستبرق: ما غلظ منه، وقد تقدم تفسيرهما في سورة الكهف "وحلوا أساور من فضة" عطف على يطوف عليهم. ذكر سبحانه هنا أنهم يحلون بأساور الفضة وفي سورة فاطر "يحلون فيها من أساور من ذهب" وفي سورة الحج "يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً" ولا تعارض بين هذه الآيات لإمكان الجمع بأن يجعل لهم سوارات من ذهب وفضة ولؤلؤ، أو بأن المراد أنهم يلبسون سوارات الذهب تارة، وسوارات الفضة تارة، وسوارات اللؤلؤ تارة، أو أنه يلبس كل أحد منه ما تميل إليه نفسه من ذلك، ويجوز أن تكون هذه الجملة في محل نصب على الحال من ضمير عاليهم بتقدير قد "وسقاهم ربهم شراباً طهوراً" هذا نوع آخر من الشراب الذي يمن الله عليهم به. قال الفراء: يقول هو طهور ليس بنجس كما كان في الدنيا موصوفاً بالنجاسة. والمعنى: أن ذلك الشراب طاهر ليس كخمر الدنيا. قال مقاتل: هو عين ماء على باب الجنة من شرب منها نزع الله ما كان في قلبه من غش وغل وحسد. قال أبو قلابة وإبراهيم النخعي: يؤتون بالطعام، فإذا كان آخره أتوا بالشراب الطهور، فيشربون فتضمر بطونهم من ذلك ويفيض عرق من أبدانهم مثل ريح المسك.
22-"إن هذا كان لكم جزاء" أي يقال لهم: إن هذا الذي ذكر من أنواع النعم كان لكم جزاء بأعمالكم: أي ثواباً لها "وكان سعيكم مشكوراً" أي كان عملكم في الدنيا بطاعة الله مرضياً مقبولاً، وشكر الله سبحانه لعمل عبده هو قبوله لطاعته. وقد أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: الزمهرير هو البرد الشديد. وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشتكت النار إلى ربها فقالت: رب أكل بعضي بعضاً، فجعل لها نفسين: نفساً في الصيف، ونفساً في الشتاء، فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها، وشدة ما تجدون في الصيف من الحر من سمومها". وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد بن السري وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن البراء بن عازب في قوله: "ودانية عليهم ظلالها" قال: قريبة "وذللت قطوفها تذليلا" قال: إن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قياماً وقعوداً ومضطجعين وعلى أي حال شاءوا. وفي لفظ قال: ذللت فيتناولون منها كيف شاءوا. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال: "آنية من فضة" وصفاؤها كصفاء القوارير "قدروها تقديرا" قال: قدرت للكف. وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور والبيهقي عنه قال: لو أخذت فضة من فضة الدنيا فضربتها حتى جعلتها مثل جناح الذباب لم ير الماء من ورائها، ولكن قوارير الجنة ببياض الفضة في صفاء القوارير. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً قال: ليس في الجنة شيء إلا وقد أعطيتم في الدنيا شبهه إلا قوارير من فضة. وأخرج الفريابي عنه أيضاً في قوله: "قدروها تقديرا" قال: أتوا بها على قدر الفم لا يفضلون شيئاً ولا يشتهون بعدها شيئاً. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً "قدروها تقديرا" قال: قدرتها السقاة. وأخرج ابن المبارك وهناد وعبد بن حميد والبيهقي في البعث عن ابن عمرو قال: إن أدنى أهل الجنة منزلاً من يسعى عليه ألف خادم كل خادم على عمل ليس عليه صاحبه، وتلا هذه الآية "إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً".
قوله: 23- "إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً" أي فرقناه في الغنزلا ولم ننزله جملة واحدة. وقيل المعنى: نزلناه عليك ولم تأت به من عندك كما يدعيه المشركون.
24- "فاصبر لحكم ربك" أي لقضائه، ومن حكمه وقضائه تأخير نصرك إلى أجل اقتضته حكمته. قيل وهذا منسوخ بآية السيف " ولا تطع منهم آثما أو كفورا " أي لا تطع كل واحد من مرتكب لإثم وغال في كفر، فنهاه الله سبحانه عن ذلك. قال الزجاج: إن الألف هنا آكد من الواو وحدها لأنك إذا قلت: لا تطع زيداً وعمراً، فأطاع أحدهما كان غير عاص، لأنه أمره أن لا يطيع الاثنين، فإذا قال: لا تطع منهم آثماً أو كفوراً دل ذلك على أن كل واحد منهما أهل أن يعصى، كما أنك إذا قلت: لا تخالف الحسن أو ابن سيرين، فقد قلت إنهما أهل أن يتبعا، وكل واحد منهما أهل أن يتبع. وقال الفراء أو هنا بمنزلة لا، كأنه قال: ولا كفوراً. وقيل المراد بقوله: " آثما " عتبة بن ربيعة، وبقوله: "أو كفوراً" الوليد بن المغيرة، لأنهما قالا للنبي صلى الله عليه وسلم: ارجع عن هذا الأمر ونحن نرضيك بالمال والتزويج.
25- "واذكر اسم ربك بكرة وأصيلاً" أي دم على ذكره في جميع الأوقات. وقيل المعنى: صل لربك أول النهار وآخره، فأول النهار صلاة الصبح، وآخره صلاة العصر.
26- "ومن الليل فاسجد له" أي صل المغرب والعشاء. وقيل المراد الصلاة في بعضه من غير تعيين، ومن للتبعيض على كل تقدير "وسبحه ليلاً طويلاً" أي نزهه عما لا يليق به، فيكون المراد الذكر بالتسبيح سواء كان في الصلاة أو في غيرها. وقيل المراد التطوع في الليل. قال ابن زيد وغيره: إن هذه الآية منسوخة بالصلوات الخمس. وقيل الأمر للندب. وقيل هو مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم.
27- "إن هؤلاء يحبون العاجلة" يعني كفار مكة ومن هو موافق لهم. والمعنى: أنهم يحبون الدار العاجلة، وهي دار الدنيا "ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً" أي يتركون ويدعون وراءهم: أي خلفهم أو بين أيديهم وأمامهم يوماً شديداً عسيراً، وهو يوم القيامة، وسمي ثقيلاً لما فيه من الشدائد والأهوال. ومعنى كونه يذرونه وراءهم: أنهم لا يستعدون له ولا يعبئون به، فهم كمن ينبذ الشيء وراء ظهره تهاوناً به واستخفافاً بشأنه، وإن كانوا في الحقيقة مستقبلين له وهو أمامهم.
28- "نحن خلقناهم" أي ابتدأنا خلقهم من تراب، ثم من نطفة ثم من علقة، ثم من مضغة إلى أن كمل خلقهم، ولم يكن لغيرنا في ذلك عمل ولا سعي لا اشتراكاً ولا استقلالاً "وشددنا أسرهم" الأسر: شدة الخلق، يقال شد الله أسر فلان: أي قوى خلقه. قال مجاهد وقتادة ومقاتل وغيرهم: شددنا خلقهم. قال الحسن: شددنا أوصالهم بعضاً إلى بعض بالعروق والعصب. قال أبو عبيد: يقال فرس شديد الأسر: أي الخلق. قال لبيد: ســاهم الوجــه شديد أسره مشرف الحارك محبوك القتد وقال الأخطل: من كل مجتنب شديد أسره سلس القيــاد تخــالــه مختـالا وقال ابن زيد: الأسر القوة، واشتقاقه من الإسار، وهو القد الذي تشد به الأقتاب. ومنه قول ابن أحمر يصف فرساً: يمشي بأوطفة شداد أسرها شم السبائك لا تفي بالجدجد "وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا" أي لو شئنا لأهلكناهم وجئنا بأطوع لله منهم. وقيل المعنى: مسخناهم إلى أسمج صورة وأقبح خلقة.
29- "إن هذه تذكرة" يعني إن هذه السورة تذكير وموعظة "فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا" أي طريقاً يتوسل به إليه، وذلك بالإيمان والطاعة. والمراد إلى ثوابه أو إلى جنته.
30- " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله " أي وما تشاءون أن تتخذوا إلى الله سبيلاً إلا أن يشاء الله، فالأمر إليه سبحانه ليس إليهم، والخير والشر بيده، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، فمشيئة العبد مجردة لا تأتي بخير ولا تدفع شراً، وإن كان يثاب على المشيئة الصالحة، ويؤجر على قصد الخير كما في حديث "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى". قال الزجاج أي لستم تشاءون إلا بمشيئة الله "إن الله كان عليماً حكيما" في أمره ونهيه: أي بليغ العلم والحكمة.
31- "يدخل من يشاء في رحمته" أي يدخل في رحمته من يشاء أن يدخله فيها، أو يدخل في جنته من يشاء من عباده. قال عطاء: من صدقت نيته أدخله جنته "والظالمين أعد لهم عذاباً أليماً" انتصاب الظالمين بفعل مقدر يدل عليه ما قبله: أي يعذب الظالمين، نصب الظالمين لأن ما قبله منصوب أي يدخل من يشاء في رحمته ويعذب الظالمين: أي المشركين، ويكون أعد لهم تفسيراً لهذا المضمر، والاختيار النصب وإن جاز الرفع، وبالنصب قرأ الجمهور. وقرأ أبان بن عثمان بالرفع على الابتداء، ووجهه أنه لم يكن بعده فعل يقع عليه. وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس "وشددنا أسرهم" قال: خلقهم. وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة "وشددنا أسرهم" قال هي المفاصل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود طه
عضو مبدع
عضو مبدع
محمود طه


عدد المساهمات : 897
نقاط : 1182
التقييم : : 8
تاريخ التسجيل : 01/02/2010
العمر : 36
العمل/الترفيه مشرف قسمى الأدب والشعر واللغة العربية إحذر أن تكون سببا في دموع امرأه... لأن الله يحصي دمعتها ورسوله وصى بها

وقفات مع سورة الأنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفات مع سورة الأنسان   وقفات مع سورة الأنسان Icon_minitimeالسبت أبريل 17, 2010 5:26 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو الناغى
عضو مبدع
عضو مبدع
أبو الناغى


عدد المساهمات : 711
نقاط : 1347
التقييم : : 310
تاريخ التسجيل : 26/09/2009
العمر : 38
الموقع : https://elnaghy.ahlamontada.com/forum
العمل/الترفيه مشرف عام بقسم الصوتيات والمرئيات

وقفات مع سورة الأنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفات مع سورة الأنسان   وقفات مع سورة الأنسان Icon_minitimeالأحد أبريل 18, 2010 2:57 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elnaghy.ahlamontada.com/forum
روميساء
عضو مبدع
عضو مبدع
روميساء


عدد المساهمات : 729
نقاط : 963
التقييم : : 11
تاريخ التسجيل : 28/09/2009
العمر : 30
الموقع : www.elnaghy.com
العمل/الترفيه اللهم اجعل أبى من ورثة جنة النعيم يوم لاينفع مال ولابنون

وقفات مع سورة الأنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفات مع سورة الأنسان   وقفات مع سورة الأنسان Icon_minitimeالأحد أبريل 25, 2010 3:22 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وقفات مع سورة الأنسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وقفات مع سورة الأنسان
» وقفات مع سورة نوح
» وقفات مع سورة عبس
» وقفات مع سورة الكوثر
» وقفات مع سورة الشرح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.elnaghy.com :: قسم القرآن الكريم وعلومه :: منتدى القرآن العام والتفسير-
انتقل الى: