المجنون المجنون
قيس بن المُلَوَّح ، وقيل : ابن معاذ ، وقيل : اسمه بَخْتَري بن الجعد ، وقيل غير ذلك . من بني عامر بن صعصعة. وقيل : من بني كعب بن سعد ، الذي قتله الحبُّ في ليلى بنت مهدي العامرية .
سمعنا أخباره تأليف ابن المرزبان .
وقد أنكر بعضهم ليلى والمجنون ، وهذا دفع بالصدر ، فما من لم يعلم حجة على من عنده علم ، ولا المثبت كالنافي ، لكن إذا كان المثبت لشيء شبه خرافة ، والنافي ليس غرضه دفع الحق ، فهنا النافي مقدم ، وهنا تقع المكابرة وتُسْكب العبرة .
فقيل : إن المجنون علق ليلى علاقة الصبا، وكانا يرعيان البَهْم . ألا تسمع قوله ، وما أفحل شعره : تَعَقلَّـتُ ليلـى وهـــي ذات ذُؤابـــةٍ
ولــم يَبْدُ للأتراب من ثديهــا حَجْــمُ صغــــيرين نَرْعَى البَهْم يا ليت أننــا
إلى اليـوم لم نكبــر ولم تكبر البَهْــمُ
وعلقته هي أيضا ، ووقع بقلبها . وهو القائل : أظــن هواهـــا تــاركي بمضلـة
مـن الأرض لا مــال لـــدي ولا أهْــلُ ولا أحــد أقضــي إليــه وصيتــي
ولا وارث إلا المطيـــــة والرَّحـــــلُ مَحـَا حُبُّهـا حُبَّ الأُلَى كُنَّ قبلهــــا
وحــلت مكانـا لـم يكـن حُـلَّ مـن قبـلُ
فاشتد شغفه بها حتى وُسْوِس وتُخبِّل في عقله فقال : إنــي لأجـلس فـي النادي أحدثهـم
فأسـتفيق وقـــد غالّتْني الغـُـــولُ يُهْــوي بقلبي حديث النفس نحوكــم
حـتى يقـول جليسـي أنـت مخـبــول
قال أبو عبيدة : تزايد به الأمر حتى فقد عقله ، فكان لا يؤويه رَحْل ولا يعلوه ثوب إلا مزَّقه، ويقال : إن قوم ليلى شكوا المجنون إلى السلطان ، فأهدر دمه ، وترحَّل قومها بها . فجاء وبقي يتمرغ في المحلة ، ويقول : أيـا حرجات الحي حيث تحمَّلُـــوا
بــذي سـلم لا جـادُكَّن ربيــــع وخيماتُكِ اللاتي بمنعـرج اللـــوى
بليـن بلـى لــم تبْلَهُنَّ ربــــوع وقيل : إن قومه حجُّوا به ليزور النبي -صلى الله عليه وسلم- ويدعو ، حتى إذا كان بمنى سمع نداء : يا ليلى ، فغُشِي عليه ، وبكى أبوه فأفاق يقول : وداعٍ دعـا إذ نحن بالخيف من منى
فهيَّـج أطـراب الفؤاد ولـم يــــدْر دعـا باسـم ليلـى غيرهـا فكأنما
أطـار بليلـى طائرا كان في صــدري
وجزِعت هي لفراقه وضنِيَت . وقيل : إن أباه قيده ، فبقي يأكل لحم ذراعيه ، ويضرب بنفسه، فأطلقه ، فهامَ في الفلاة ، فوُجد ميتا ، فاحتملوه إلى الحي وغسلوه ودفنوه ، وكثر بكاء النساء والشباب عليه .
وقيل : إنه كان يأكل من بقول الأرض ، وألفته الوحش ، وكان يكون بنجد فسَاحَ حتى حدود الشام .
وشعره كثير من أرقِّ شيء وأعذبه ، وكان في دولة يزيد وابن الزبير .
قيس بن الملوح
هو قيس بن الملوح بن مزاحم من بني عامر بن صعصعة
شاعر غزل, من المتيمين, من أهل نجد. لم يكن مجنونا وإنما لقب بذلك لهيامه بحب ليلى بنت سعد العامرية (أم مالك) . كان الأصمعي ينكر وجوده, ويقول الجاحظ ما ترك الناس شعرا مجهول القائل فيه ذكر ليلى إلا نسبوه إلى المجنون. ويقول ابن الكلبي: حدثت أن حديث المجنون وشعره وضعه فتى من بني تميم كان يهوى ابنة عم له فلم يزوجها أبوها منه وزوجها لغيره فزال عقله وظل يذكرها في شعره وهذيانه ..
انه قيس بن الملوح او(مجنون ليلى )
احب ابنة عمه ليلى منذ الصغر ،،، ولان العاشق يملكه هواه وعشقه فقد نظم الشعر وجميل الكلام في معشوقته ونسى ان مثل هذا العمل في عرف العرب يزرى به الى الحرمان الابدي .
عرف ابوها باشعاره فحرم عليه رؤية ليلى او الاقتراب من مضاربها ،،،
واجتهد ليزوجها ويرتاح من عار اشعار قيس فيها.
عاش شاعرنا بقية عمره القصير هائما من وادي الى وادي ومن كثيب الى مرتفع ،،، وانتهى به الحال ان وجد ميتا ،،، شهيدا هواه وعشقه الذي لايعرف رحمة للقلب او الجسد
ولانها عاشت ترتجيه يوما ما ،،، فقد رأت حياتها في قبر بجانب قبره ،،،
وماتت ليلى بعد سماعها خبر انطفاء مجنونها عن الاشعار فيها
كيف مات؟!!!!
يقول الرواة أن شيخا من بني مرة التقى بقيس بعد انعزاله في الصحراء وبعده عن الناس . يقول ذلك الشيخ : ذهبت أبحث عنه فأخبرني أحد أصدقائه المقربين اليه قائلا اذا رأيته فادن منه ولاتجعله يشعر أنك تهابه فانك ان فعلت فسيتهددك ويتوعدك أو يرميك بحجر فانه ان فعل ذلك فاجلس صارفا بصرك عنه فاذا سكن فأنشده شعرا غزلا من شعر قيس بن ذريح حبيب لبنى لأنه معجب به وبشعره .
يقول ذلك الشيخ أمضيت يومي من الصباح الباكر باحثا عن ذلك العاشق الهائم حتى وجدته عصر ذلك اليوم جالسا يخط على الرمل بأصبعه وحين دنوت منه نفر مني نفور الوحش من الأنس فأعرضت عنه حتى سكن وعنده أنشدت شعرا لقيس بن ذريح كنت أحفظه :
الا ياغراب البين ويحك نبنـــي بعلمك في لبنى وأنت خبير
فان أنت لم تخبر يشيء علمته فلا طرت الا والجناح كسير
يقول حين أنشدت ذلك الشعر اقترب قيس مني وقال وهو يحاول كتم بكاءه : لقد أحسن والله ذلك الشاعر ولكني قلت شعرا أحسن منه ثم أنشد :
كأن القلب ليلة قيل يفدى بليلى العامريه أو يراح
قطاة غرها شرك فباتت تجاذبه وقد علق الجناح
ويستطرد ذلك الشيخ في قصته قائلا :بعد أن أنشد قيس قصيدته بادرته بقصيده أحرى لقيس بن ذريح هى:
واني لمفني دمع عيني بالبكــــا حذارا لما قد كان أو هو كائن
وماكنت أخشى أن تكون منيتي بكفيك الا أن من حان حائن
يقول ذلك الشيخ : أن قيس ما أن سمع هذه القصيدة حتى شهق شهقة ظننت أن روحه فاضت بسببها وبكى بحرقه وقد رأيت دموعه بلت الرمل الذي بين يديه فقال وهو يغالب بكائه والله لقد أحسن ولكني قلت شعرا أحسن منه ثم أنشد :
وأدنيتني حتى اذا ماسبيتنـي بقول يحل العصم سهل الأباطح
تناءيت عني حين لالي حيلة وخلفت ما خلفت بين الجوانــح
وبعد أن أنهى قصيدته مرت بقربنا غزاله تعدو فنهض قيس يجري خلفها حتى توارى عن ناظري ويواصل ذلك الشيخ قصته قائلا :
فى اليوم التالي عدت الى نفس المكان على أمل أن التقيه فوجدت امرأة وقد وضعت طعاما في المكان الذي كان يجلس فيه قيس وانقضى ذلك اليوم دون أن ياتي قيس .. ومضت 3 أيام لم أره فيها فأخذ أهله يبحثون عنه وأنا معهم دون جدوى .
وفي اليوم الرابع وبعد سير طويل في الصحراء للبحث عنه وجدناه في وادي كثير الحجاره وهو ميت فوقها
يقال بأنه بعد أنتشار خبر وفاة قيس بين أحياء العرب لم تبق فتاة من بني جعده ولا بني الحريش الا خرجت حاسرة الراس صارخة عليه تندبه وأجتمع فتيان الحي يبكون عليه أحر بكاء وشاركهم في ذلك كافة قبيلة حبيبته ليلى العامريه حيث حضروا معزين وأبوها معهم وكان أشد القوم جزعا وبكاء عليه وهو يقول : ماعلمنا أن الامر يبلغ كل هذا ولكني كنت عربيا أخاف من العار وقبح الأحدوثه
من قصائده
وقالوا لو تشاء سلوت عنها
وقالوا لو تشاء سلوت عنها ..... فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاءُ
وكيف وحبُّها عَلِقٌ بقلْبي ..... كما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة ٍ دِلاءُ
لها حب تنشأ في فؤادي ..... فليس له-وإنْ زُجِرَ- انتِهاءُ
وعاذلة تقطعني ملاماً ...... وفي زجر العواذل لي بلاء
لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم
لو سيل أهل الهوى من بعد موتهم ..... هل فرجت عنكم مذ متم الكرب
لقال صادِقُهُمْ أنْ قد بَلِي جَسَدي ..... لكن نار الهوى في القلب تلتهب
جفت مدامع عين الجسم حين بكى ..... وإن بالدمع عين الروح تنسكب
إليكَ عَنِّيَ إنِّي هائِمٌ وَصِبٌ
إليكَ عَنِّيَ إنِّي هائِمٌ وَصِبٌ ..... أمَا تَرَى الْجِسْمَ قد أودَى به الْعَطَبُ
لِلّه قلبِيَ ماذا قد أُتِيحَ له ..... حر الصبابة والأوجاع و الوصب
ضاقت علي بلاد الله ما رحبت ... ياللرجال فهل في الأرض مضطرب
البين يؤلمني والشوق يجرحني ... والدار نازحة والشمل منشعب
كيف السَّبيلُ إلى ليلى وقد حُجِبَتْ ... عَهْدي بها زَمَناً ما دُونَهَا حُجُبُ
فؤادي بين أضلاعي غريب
فؤادي بين أضلاعي غريب .... يُنادي مَن يُحبُّ فلا يُجيبُ
أحاط به البلاء فكل يوم .... تقارعه الصبابة والنحيب
لقد جَلبَ البَلاءَ عليّ قلبي .... فقلبي مذ علمت له جلوب
فإنْ تَكنِ القُلوبُ مثالَ قلبي .... فلا كانَتْ إذاً تِلكَ القُلوبُ
سأتحدث بايجازو عن شاعر كان مثال للحب العذري ولا يزال .. اشتهر بالشعر وكان شقائه .. اشتهر بالحب وكان بلائه ..
ليست الغاز فهذه الحقيقة .. كان شقائه اي اننه بسبب اشعاره حرم من الزواج من من احب وهي ليلى العامرية ابنة عمه ..
وكان بلائه .. اي انه بسبب الحب فقد عقله ..
وتناقلت العرب اخباره واشعاره بشقف واعجاب لهذا الحب الذي خلد على مر التاريخ ..
من هو قيس ؟؟ ولماذا لقب بالمجنون ؟؟ هو قيس بن معاذ ويقال له قيس بن الملوح أحد بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، لقب بالمجنون لذهاب عقله بشدة عشقه.
لماذا لم يتزوج ليلى ؟؟ رفض ابو ليلى زواجه منها لان قيس قد قال قصائد يذكر بها ليلى فتناول الناس اشعاره وانتشر خبر حبه لها فكان عار في عرف العرب ان تزوج المرأة الى من قصد بها شعرا في ذلك الوقت .. وخوفا من العار زوجها ابوها الى شخص اخر وسكنت ليلى بعيدا عن قيس في نجد .
شعر قيس بن الملوح
قيس بن الملوح يعد من ابرز شعراء العصر الاموي في ذلك الوقت .. شعره غاية في الرقة فيه صدق العاطفة وروعة التصوير وحرارة الهيام ..
يقول في احد اشعاره ..
إليك عني فأني هائم وصب= أما تري الجسم قد أوى به العطب
لله قلبي ماذا قد أتـيح له = حر الصبابة والأوجاع والوصب
ضاقت علي بلاد الله مارحبت =يا للرجال فهل في الأرض مضطرب
البين يـؤلمني والشوق يجرحني= والدار نازحة والشمل منشعب
كيف السبيل إلى ليلى وقد حُجبت =عهدي بعا ومناً مادونها حُجُبُ
تأملوا التصوير والتشبيه في هذه القصيدة ..
وجـدت الحب نيراناً تلظى =قـلوب العاشقين لها وقودُ
فلو كانت إذا احترقث تفانت =ولـكن كلما احترقت تعود
كأهل النار إذا نضجت جلودٌ = أعـيدت للشقاء لهم جلودُ
تبقى قصيدته الخالدة المؤنسة اروع ما قاله المجنون .. وسميت المؤنسة لأنه كانت تؤنسه ويقولها ويهذي بها وهو مجنون فلا يقول الا هذه القصيدة عندما يختلي بنفسه ويتمتم بها ..
ويقول فيها ..
تـذكرت لـيلى والسنين الـخواليا= وأيـام لا نـخشى على اللهو ناهيا
ويـوم كـظل الرمح قصرت ظله = بـليلى فـلهاني ومـا كـنت لاهيا
بـثمدين لاحت نار ليلى وصحبتي = بذات الغضى تزجي المطي النواجيا
فـقال بصير القوم وألمحت كوكبا =بـدا فـي سـواد الليل فرداً يمانيا
فـقلت لـه بـل نـار ليلى توقدت= بـعليا تـسامى ضـوؤها فبدا ليا
فـليت ركاب القوم لم تقطع الغضى = ولـيت الغضى ماشى الركاب لياليا
فـياليل كـم من حاجةٍ لي مهممةٍ = إذا جـئتكم بـالليل لـم أدر ماهيا
خـلـيلي إن لا تـبكياني ألـتمس =خـليلاً إذا أنـزفت دمعي بكى ليا
فـما أشـرف الأيـفاع إلا صبابة =ولا انـشـد الأشـعار الا تـداويا
وقـد يـجمع الله الـشتيتين بعدما =يـظنان كـل الـظن ان لا تـلاقيا
لـحى الله أقـواماً يـقولون إنـنا= وجـدنا طـوال الدهر للحب شافيا
وعـهدي بليلى وهي ذات مؤصد= تـرد عـلينا بـالعشي الـمواشيا
فـشب بـنو ليلى وشب بنو ابنها =وأعـلاق ليلى في فؤادي كما هيا
إذا مـاجـلسنا مـجلساً نـستلذه =تـواشوا بـنا حـتى أمـل مكانيا
سـقى الله جـاراتٍ لليلى تباعدت =بـهن الـنوى حيث احتللن المطاليا
ولـم يـنسني ليلى أفتقار ولا غنى= ولا تـوبة حتى أحتضنت السواريا
ولا نـسوة صـبغن كـيداء جلعداً= لـتشبه لـيلى ثـم عـرضناها ليا
خـلـيلي لا والله لا أمـلك الـذي= قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليا
قـضاها لـغيري وابـتلاني بحبها= فـهلاِِ بـشئٍ غـير لـيلى ابتلانيا
وخـبـرتماني أن تـيماء مـنزلاً= لـليلى إذا ماالصيف ألقى المراسيا
فهذه شهور الصيف عنا قد انقضت =فـما لـلنوى ترمي بليلى المراميا
فـلـو أن واشٍ بـالـيمامة داره=وداري بأعلى حضرموت أهتدى ليا
ومـاذا لـهم لا أحسن الله حالهم =مـن الـحظ في تصريم ليلى حباليا
وقـد كنت أعلو حب ليلى فلم يزل =بي الـنقض والإبرام حتى علانيا
فـيا رب سـوِِ الحب بيني وبينها = يـكـون كـفافاً لا عـليا ولا لـيا
فـما طـلع النجم الذي يهتدى به = ولا الـصبح الا هـيجا ذكـرها ليا
ولا سـرت ميلاً من دمشق ولا بدا = سـهيلٍ لأهـل الـشام إلأ بـدا ليا
ولا سُـميت عـندي لها من سميةٍ = مـن الـناس إلا بـل دمعي ردائيا
ولا هـبت الـريح الجنوب لأرضها = مـن الـليل إلا بـت لـلريحِ حانيا
فـأن تـمنعوا ليلى وتحموا بلادها = عـلي فـلن تـحمواعلي القوافيا
فـأشـهد عـند الله أنـي أُحـبهاُ = فـهذا لـها عـندي فما عندها ليا
قـضى الله بالمعروف منها لغيرنا = وبـالشوق مني والغرامِ قضى ليا
وأن الــذي أمـلتُ يـأم مـالك = أشـاب فـويدي واسـتهان فواديا
أعـد الـليالي لـيلة بـعد لـيلة = وقـد عـشت دهراً لا اعد اللياليا
وأخـرج مـن بـين البيوت لعلني = أحـدث عـنك الـنفس بالليل خاليا
أرانـي إذا صـليت يـممت نحوها = بـوجهي وأن كان المصلي ورائيا
ومـابـي إشـراك ولـكن حـبها = وعظم الجوى اعيا الطبيب المداويا
احـب من الأسماء ما وافق اسمها = أو أشـبهه أو كـان مـنه مدانيا
خـليلي لـيلى أكبر الحاجِ والمُنى = فـمن لـي بليلى أو فمن ذا لها بيا
لـعمري لـقد أبـكيتني يـاحمامة = الـعقيق وأبـكيت العيون البواكيا
خـليلي ما أرجوا من العيش بعدما =أرى حاجتي تشرى ولا تشترى ليا
وتُـجرِم لـيلى ثـم تـعزم أنـني = سلوت ولا يخفى على الناس ما بيا
فـلم أرى مـثلينا خـليلي صبابةً = أشـد عـلى رغم الأعادي تصافيا
خـليلان لا نـرجوا القاء ولا نرى = خـلـيلين لا يـرجـوان الـتلاقيا
كان هنالك شيخ كبير في السن يسمع عن اخبار المجنون واشعاره وجنونه ولكنه اراد ان يقابله وهي رواية انقلها كما قرأتها .. يقول الشيخ
امضيت يومي من الصباح الباكر باحثا عن ذلك العاشق الهائم حتى وجدته عصر ذلك اليوم جالسا يخط على الرمل بأصبعه وحين دنوت منه نفر مني نفور الوحش من الأنس فأعرضت عنه حتى سكن وعنده أنشدت شعرا لقيس بن ذريح كنت أحفظه :
الا ياغراب البين ويحك نبنـــي= بعلمك في لبنى وأنت خبير
فان أنت لم تخبر يشيء علمته=فلا طرت الا والجناح كسير
يقول حين أنشدت ذلك الشعر اقترب قيس مني وقال وهو يحاول كتم بكاءه : لقد أحسن والله ذلك الشاعر ولكني قلت شعرا أحسن منه ثم أنشد : ويستطرد ذلك الشيخ في قصته قائلا :بعد أن أنشد قيس قصيدته بادرته بقصيده أحرى لقيس بن ذريح هى:
واني لمفني دمع عيني بالبكــــا =ذارا لما قد كان أو هو كائن
وماكنت أخشى أن تكون منيتي =بكفيك الا أن من حان حائن
يقول ذلك الشيخ : أن قيس ما أن سمع هذه القصيدة حتى شهق شهقة ظننت أن روحه فاضت بسببها وبكى بحرقه وقد رأيت دموعه بلت الرمل الذي بين يديه فقال وهو يغالب بكائه والله لقد أحسن ولكني قلت شعرا أحسن منه ثم أنشد :
وأدنيتني حتى اذا ماسبيتنـي =قول يحل العصم سهل الأباطح
تناءيت عني حين لالي حيلة=وخلفت ما خلفت بين الجوانــح
وبعد أن أنهى قصيدته مرت بقربنا غزاله تعدو فنهض قيس يجري خلفها حتى توارى عن ناظري ويواصل ذلك الشيخ قصته قائلا :
فى اليوم التالي عدت الى نفس المكان على أمل أن التقيه فوجدت امرأة وقد وضعت طعاما في المكان الذي كان يجلس فيه قيس وانقضى ذلك اليوم دون أن ياتي قيس .. ومضت 3 أيام لم أره فيها فأخذ أهله يبحثون عنه وأنا معهم دون جدوى .
وفي اليوم الرابع وبعد سير طويل في الصحراء للبحث عنه وجدناه في وادي كثير الحجاره وهو ميت فوقها
يقال بأنه بعد أنتشار خبر وفاة قيس بين أحياء العرب لم تبق فتاة من بني جعده ولا بني الحريش الا خرجت حاسرة الراس صارخة عليه تندبه وأجتمع فتيان الحي يبكون عليه أحر بكاء وشاركهم في ذلك كافة قبيلة حبيبته ليلى العامريه حيث حضروا معزين وأبوها معهم وكان أشد القوم جزعا وبكاء عليه وهو يقول : ماعلمنا أن الامر يبلغ كل هذا ولكني كنت عربيا أخاف من العار وقبح الأحدوثه
موت ليلى
يقال ان ليلى عندما سمعت بنبأ موت المجنون ماتت على الفور .
ويقال ايضا ان عند رجوع ليلى الى اهلها مرت قبرا فسألت عن صاحبه فقالوا هذا قبر قيس .. فنزلت من راحلتها وهي تبكي على قبره
الحديث عن قيس بن الملوح يطول ويطول ..
وتبقى اشعاره نبراسا للشعر الغزلي ..
ويبقى حبه لليلى مثال الحب العذري العفيف ..
اتمنى اكون قدمت صورة مبسطه عن شاعر يحتاج سرد قصته مجلدات وكتب عدة ولكن كلي امل ان اكون استطعت ان ازيد من معلوماتكم ولو بشيء بسيط ..
فأن اصبت فذلك من الله وان اخطئت فمن الشيطان ..
واعتذر عن رداءة اسلوبي وطرحي ..
مع اطيب تحياتي ..