للكبار والشباب
كيف تنجح في الحياة ؟
كيف تكون طموحا ؟
1 – اجعل حلمك هدفك
كل منا يحلم , وقليل منا من يحقق حلمه , وكثير يصطدمون بواقع يحطم حلمهم , ولكن هناك طريقة واحدة في تحقيق الحلم , هي بمثابة سر لأنه في عبارة واحدة : ( احلم بهدفك ) , نعم تصور المستقبل وما تأتي به الأيام وما تحمله لك الساعات القادمة بل اللحظات الآنية , تصور فيها المستقبل كأنه حلم , احلم به ثم احلم به, ثم احلم به , هذا هو الطريق الوحيد لتحويل أحلامنا إلى عمل , فإن لم يوجد حلم لا يوجد عمل .
والمهارة في عزمة قوية لتحويل الحلم إلى عمل , وإلا سيظل حلما كما هو , وهذا هو الانفصام بين أحلامنا والواقع , إنه في هذه العزمة التي تحول الحلم إلى واقع ملموس , نعيشه ونتحرك به ويتحرك فينا , نعطيه من جهدنا ووقتنا ومالنا , ونواجه الصعاب التي تعترضنا , هنالك فقط يحق لنا أن نقول عبارة : ( واقع ملموس ) .
هذا الواقع لا يفرق بين كبير وصغير , أو بين عبقري متقدم وآخر متأخر , لأنه مرتبط بالهدف , والحلم به , والعمل به , ليصبح واقعا ملموسا .
وهذه الاكتشافات ما هي إلا نتاج الحلم , وهذه الأفكار ما هي إلا ثمرة الحلم , وهذه الابداعات ما هي إلا نتيجة الحلم , ولكن ليس أي حلم إنه الحلم بالهدف : يقول عمر بن عبد العزيز : ( تمنيت الإمارة فأصبحت أميرا , ثم تمنيت الخلافة فأصبحت خليفة , ثم تمنيت الجنة فزهدت في الجنة ) , حدد هدفك ثم احلم به , ولا تقف لحظة , فتبعد عن النجاح , لأن الطموح طريق النجاح .
2 – اجعل حياتك فرصة وليست حظا
( الدنيا حظوظ ) هل أنت مقتنع بهذه العبارة , إذا كنت مقتنعا فهيا نتحاور حول الحظوظ , هل الجمال والرشاقة أو الدرجة العلمية أو العبقرية أو الابتكار أو المنصب أو المال أو غير ذلك سواء كانت معنوية أو مادية , تهبط علينا فنسميها حظا , ثم نقول : هذا هو النجاح ( ضربة حظ ) حتي أكد البعض ذلك بقوله : ( إن الحظ ثمرة النجاح ) ومع أنها تبدو وكأنها قاعدة من فلسفة أفلاطون إلا أنها هراء لا قيمة لها ولا تساوي شيئا .
(حظ سيئ ) ( هارد لك ) أليست تقال عند الإخفاق والفشل , إذن ما قولك في الإخفاق والفشل نفسه ؟ , هل هو حظ ؟ هل هو حظ سيئ ؟ , أم هو عدم عمل ؟ أم هو عدم إصرار ؟ أم هو عدم بذل ؟ أم هو عدم عزم ؟ كن صريحا في إجابتك ولا عليك ! .
نريد أن نتصارح : لا يوجد شيئ اسمه قوة خفية ترفعنا وتطيح بنا , واسأل نفسك في لحظة صدق , هل أنا مجتهد ؟ هل أنا مصر على العمل ؟ هل عزيمتي قوية في المواصلة ؟ هل أنا مستعد للبذل والعطاء ؟ هل أنا مستعد لتقديم التضحيات ؟!.
الإجابة على هذه الأسئلة هي الواقع الذي نعيشه , وتلك قوة حقيقية نراها ونحس بها ونتحرك بها , إذن هي قوة ملموسة في الإقدام وفي الشجاعة وفي الإصرار .
فالأقدار لا نصنعها ولكنها تأتينا , والمهارة في اغتنامها كفرص ننتهزها لتحقيق الهدف , ولا يمكن في هذه اللحظة أن نطلق عليها حظا إنها تسمى : ( الإنجاز ) بعينه , فثمرة الحياة في اغتنام فرصها وبانتهاز أقدار الله فيها , لنصل إلى هدفنا , وهذا هو النجاح الحقيقي .
3 – القدرات داخلك
أتعجب كثيرا ممن يبحثون عن تعزيزات لأنفسهم من البيئة التي تحيط بهم , أو الظروف الخارجية , ومما يزيد العجب أنهم يجهدون ويجتهدون ويواجهون مشكلات كبيرة , ويستمرون ويصرون , وفي النهاية لا يجدون إلا يافطة كبيرة مكتوب عليها : ( السر العظيم ابحث عن القدرات في داخلك , ارجع وفتش عنها ستجدها ) ..
إذن المفتاح في أيدينا وليس في يدي غيرنا , أو بمعني آخر برغبتنا نحن , بمثابرتنا نحن , بسعينا نحن , و إلا كم هي مشاعر الخيبة والحسرة , حينما نصطدم بنتائج فاشلة لمجرد اعتمادنا على فلان , أو حصول تعزيز من علان , أو إن الظروف ستخدمنا !! .
كل الحياة فرص , كل جوانب حياتنا فرص , ولكن من منا الذي يراها , أو يكتشفها , من المستحيل أن يراها غيرنا , أو يكتشفها لنا غيرنا , فكل منا أعلم بنفسه , وخفاياها وأسرارها وقدراتها وتميزاتها , نعم نحن وليس غيرنا .
فإذا كانت القدرات موجودة , فلماذا لا نحولها إلى حقيقة ؟ , لماذا نصر على أن نجعلها أمنية فقط ؟ , حول الأمنية إلى واقع , بالعزم والتصميم , ولا عليك بعدها من شئ .
وبقدراتك تصنع النجاح , بشئ من الذكاء الممزوج بالإيمان , وليس المزين بالألوان الزائفة والتملق المكروه , ربما نحصل على بعض المنافع المرئية ولكن ليس ذلك هو النجاح الحقيقي , وربما يقول لك بعض الناس قدراتك عالية , وأنت تخاطب نفسك : متي تخرجين من بحر الفشل ؟ .
نعم بقدراتك تصنع النجاح , بشئ من السيطرة على الظروف مهما كانت بالوعي , وليس للسيطرة والتسلط والتحكم , وكأننا في حلبة مصارعة , ولربما يصل بعضنا إلى أعلى المقامات , وأسمى الدرجات , ولكن ليس في هذا أي نجاح حتي , ولو قيل لك : قدراتك غير مسبوقة !! .
رؤية القدرات واكتشافها وحسن استعمالها , يحتاج إلى :
( نقاوة القلب , وحب للخير , ونفع الآخرين , وصفاء العقل )
وكل ذلك مرهون بالعمل والاجتهاد , حيث لا مكان لخامل , ولا نصيب لمتوتر , ولا فرصة لضعيف , لأنه فاقد الطاقة , غارق في محيط المعاناة التي أوجدها بنفسه , وصنعها بيديه .
4 – حاسب نفسك
وما علاقة الطموح بمحاسبة النفس ؟ ! , وهل الطموح يتعارض مع محاسبة النفس ؟ , كيف تقول محاسبة النفس وهي كما نفهمها مخالفة لكل طموح ؟ .
مجرد طرح هذه الأسئلة في رءوس بعضنا يعني أن البعض لم يدرك معني محاسبة النفس ! , فمحاسبة النفس أو تزكيتها أو السمو بها أو تربيتها , أو بالمعني العصري تقويم النفس , قل ما تشاء وما يحلو لك , ولكن في نهاية الأمر : لن يعرف نفسك إلا أنت وبالتالي لا يقومها أو يحاسبها أو يعالجها إلا أنت .
ومعلرفة النفس ومحاسبتها ليس في اكتشاف عيوبها ونقاط ضعفها فقط , وإنما في اكتشاف نقاط القوة فيها , في اكتشاف الاهتمامات , في اكتشاف الرغبات , في اكتشاف الطموحات , وأنت وحدك الذي يعلمها , وتعرف مقدارها , ومستواها , وحجمها .
فنقاط الضعف تداويها , ونقاط القوة تنميها , وقد دار حوار طويل بين الخبراء أيهما أولي : نقاط الضعف أم نقاط القوة ؟ , ومجرد السجال في الأمر هو اهتمام بمحاسبة النفس وتقويمها , والاثنان مطلوبان , فكلما أظهرت القدرات والتميزات احتلت مكانا من نقاط الضعف , حتي تقل ولا نقول تختفي ! , وكلما عالجت الضعف سهل لك ذلك إظهار نقاط القوة فيك.
إن في كل منا موهوب عبقري يجلس في داخلنا , ينتظر الإشارة , فإما أن نحبسه , وإما أن نطلق سراحه , فماذا تختار ؟ .
هذه ذواتنا بالمحاسبة والتقويم نكتشف المخبوء من الكنوز الكثيرة فيها , حيث نبدأ بالفعل طريق الطموح , ونسلك أولى خطوات النجاح .
إبراهيم فرج
عضو الجمعية الجغرافية المصرية