بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو العنوان الذي اخترته لمؤلف من مؤلفاتى ومصنفاتى ،، وفقني الله تعالي إلي تأليفه وتصنيفه ، فالحمد لله رب العالمين ،
وشرح فصوله وأبوابه أمر يطول ، وليس هذا ( لضيق المقام ) مكانه ،،،، علي أن اللغة العربية خالدة ، باعتبارها لغة القرآن الكريم الخالد ، والذي تكفل ربنا جل جلاله بحفظه إلي يوم الدين بقوله تعالي :
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " الحجر 9
وإذن ،، فخلود بخلود ،
ثم إن الثراء في لغتنا العربية ، أمر واضح جلي مدهش ، يبعث علي العجب والفخار ،
إذ أن بعض الأسماء في العربية لها من المترادفات كثير وكثير ،
الأسد ،، في اللغة الإنجليزية lion
أما عندنا في لغتنا العربية ، فقد جمع له أحد شيوخها القدامي خمسمائة اسم ،
وقل مثل هذا في الكلب والمطر والحجر واللبن والضحك والبكاء والنكاح والحب والأصوات والشمس والقمر و،، و،، و،،
وهو موضوع شائق لمن يريد ،
شتموا رهين المحبسين الشاعر الفيلسوف أبا العلاء المعري ، ووصفوه بأنه كلب ،،،، فقال علي الفور : الكلب من لايعرف للكلب سبعين اسما ،
فتتبع السيوطي الإمام الموسوعي الجليل رحمه الله تعالي إحصاء أسماء الكلب بناء علي هذا ،، وعثر في لغتنا العربية علي أسماء كثيرة للكلب ،، نظمها في أرجوزة ، سماها ( التبري من معرة المعري ) ، بلغت 37 بيتا ،
ومن أسماء الكلب في هذا الأرجوزة اللطيفة ،، ما يلي :
الباقع ـ الوازع ـ الأبقع ـ الزارع ـ الخيطل ـ السخام ـ الأسد ـ العربج ـ العجوز ـ الأعقد ـ الأعنق ـ الدرباس ـ العملس ـ القطرب ـ الفرني ـ الفلحس ـ الثغم ـ الطلق ـ العوّاء ـ البصير ـ ثمثم ـ كالب ـ هبلع ـ منذر ـ هجرع ـ كسيب ـ القلطي ـ السلوقي ـ المستطير ـ كساب ـ الدرص ـ الجرو ـ السمع ـ العولق ـ المعاوية ـ لعوة ـ عسبورة ـ الخيهفعي ـ الديسم ـ دأل ـ دئل ـ دؤل ـ الذألان ـ العلوص ـ النوفل ـ اللعوص ـ السغبر ـ السرحوب ـ الوع ـ العلوش ـ الوعوع ـ الوأواء ـ الكلب .
وهكذا قارب الإمام السيوطي الوصول إلي العدد الذي ذكره المعري رحمه الله تعالي .
فياله من ثراء تتفرد به لغتنا العظيم ـ وتتيه به علي لداتها من اللغات في دنيا الناس أجمعين .
ومن العظمة فيها ،، أنها تفرق بين الأشياء شبه المتماثلة ، بألفاظ محددة دقيقة ، لاتوجد مثلها في لغة أخري من لغات البشر ،،
* لاتقول العربية ( مائدة ) إلا إذا كان عليه طعام ، وإلا فهي ( خوان ) .
* لاتقول العربية ( كأس ) إلا إذا كان فيها شراب ، وإلا فهي ( قدح ) .
* لاتقول العربية ( كوز ) إلا إذا كان له عروة ، وإلا فهو ( كوب ).
* لاتقول العربية ( ملاءة ) إلا إذا كانت ذات لفقتين قطعتين ، وإلا فهي ( ريطة) .
* لاتقول العربية ( خدر ) إلا إذا كان فيه امرأة ، وإلا فهو ( ستر ) .
* لاتقول العربية للعاب ( رضاب ) إلا إذا كان في الفم .
* لاتقول العربية ( رمح ) إلا إذا كان له زج وسنان .
* لاتقول العربية ( خاتم ) إلا إذا كان عليه فص .
قال الإمام الآلوسي رحمه الله تعالي في تفسيره لقول الله تعالي عن سيدنا عيسي عليه السلام :
" ويكلم الناس فى المهد وكهلا ومن الصالحين " آل عمران 46 ،،، :
الكهل : ما بين الشاب والشيخ ، ومن اكتهل النبت إذا طال وقوي .
ومن عظمة وثراء اللغة العربية التحديد الدقيق لوصف مراحل عمر الإنسان ، بل وقبل أن يولد ، ثم بعد أن يموت ،،،
فكل مرحلة من مراحل حياته لها اسم محدد ودقيق ، يشير مباشرة إلي تلك المرحلة ،،
وهذا من عظمة هذه اللغة ، ويمثل في ذات الوقت صورة واضحة لما فيها من ثراء جد كبير ، تفتقر إليه غيرها من اللغات ، بل ربما ينعدم فيها تماما ،،
كيف ذلك ؟
يقال إن ابن آدم :
جنين : مادام في رحم أمه .
وليد : إذا ولد .
رضيع : مادام يرضع .
فطيم : إذا قطع اللبن .
دارج : إذا دب ونما .
مثغر : إذا نبتت أسنانه .
مثغور : إذا سقطت رواضعه .
خماسي : إذا بلغ خمسة أشبار .
مترعرع أو ناشيء : إذا قارب 10 سنين أو جاوزها .
يافع ومراهق : إذا كاد يبلغ الحلم ، أوبلغه .
حزوّر : إذا احتلم ، واجتمعت قوته ، واسمه في جميع الأحوال غلام.
فإذا اخضر شاربه ، وأخذ عذاره يسيل ، قيل قد بقل وجهه .
فتي وشارخ : إذا صار ذا فتاء .
مجتمع : إذا إجتمعت لحيته ، وبلغ غاية شبابه .
شاب : مادام بين 30 , 40 .
كهل : أن يستوفي الستين ، ويقال لمن لاحت فيه امارات الكبر والشيب .
ثم يقال شاب ، ثم شمط ، ثم شاخ ، ثم كبر ، ثم هرم ، ثم دلف ، ثم خرف ، ثم اهتر ،
فإذا مات قيل محا ظله .
هــــذا فــــــي الـذكــــــــور ،،،،،،
أمــا فــــي الإنـــــــــاث ،
فيقال :
طفلة : مادامت صغيرة .
وليدة : إذا تحركت .
كاعب : إذا كعب ثديها .
ناهد : إذا نهد ثديها ،
معصر : إذا أدركت .
عانس : إذا ارتفعت عن حد الإعصار .
خود : إذا توسطت الشباب .
مسلف : إذا جاوزت الأربعين .
نصف : إذا كانت بين الشباب والتعجيز .
شهلة .
كهلة : وجدت من الكبر ، وفيها بقية وجلد .
شهربة : إذا عجزت وفيها تماسك .
حيزبون : إذا صارت عالية السن ، ناقصة العقل .
قلعم ، ولطلط : إذا انحني قدها ، وسقطت أسنانها .
ومن صور العظمة في دقة الألفاظ ودلالاتها المحددة في لغتنا العربية العظيمة ــ والتي تتفرد بها بين لغات البشر ــ ما يأتى :
في الروائح :
* النكهة : رائحة الفم ، سواء كانت طيبة أم كريهة .
* الخلوف : رائحة فم الصائم .
* السهك : رائحة كريهة تجدها من الإنسان إذا عرق .
* البخر : رائحة الفم .
* الصنان : رائحة الإبط .
* الدفر : رائحة سائر البدن .
* العرف والأريجة : رائحة الطيب .
* القتار : رائحة الشواء .
* الزهومة : رائحة اللحم .
* الوضر : رائحة السمن .
* الشياط : رائحة القطنة أو الخرقة المحترقة .
* العطن : رائحة الجلد غير المدبوغ .
ومن المدهش والعجب العجاب ،، ما في لغتنا العربية من أوصاف توصف بها اليد ، عند لمسها أى صنف من الملموسات ،،
كيف ذلك ؟
تقول العرب : يده ،،،،،،،،،،،،،،
* من اللحم : غمرة وندلة .
* من الشحم : زهمة وودكة .
* من السمك : ضمرة وطمرة .
* من الزيت : قنمة ووضئة .
* من البيض : زهكة وزفرة ومذرة .
* من الدهن : زنخة وسنخة .
* من الخل : خمطة .
* من العسل والناطف : لزجة وسعبة .
* من الفاكهة : لزقة وزلجة .
* من الزعفران : ردكة وعبكة وعلكة .
* من الطيب : عبقة وعطرة .
* من الدم : مضرجة وسطحة وسلطة وعركة وعلقة .
* من الماء : بشقة ولثثة وبللة .
* من الطين : ردغة ولثقة .
* من الحديد : سهكة .
* من العذرة : طفسة .
* من البول : وشلة .
* من الوسخ : روثة .
* من العمل : عجلة .
* من البرد : صردة .
* من الحديدة : صدئة .
* من اللبن : وضرة .
* من الجبن : نسمة ونمسة وسنمة .
* من الودك : ودكة .
* من الخضاب : ردعة .
* من العجين : لوثة .
* من الدقيق : نثرة .
* من الرطب والتمر : حمتة ووثرة .
* من النجاسة : نجسة .
* من البقل : زهرة .
* من البطيخ : نضحة .
* من الذهب والفضة : قثمة .
* من الكافور : سطعة .
* من التراب : تربة .
* من الرماد : رمدة .
* من الخبز : خبزة .
* من المسك : ذفرة .
* من الشراب : خمرة .
* من الروائح الطيبة : أرجة .
* من الخل : نقبة وخللة .
* من الحناء : قنئة .
* من المداد : زوطة .
* من الشهد : شثرة ونشرة .
* من الجلود : دفرة .
* من العنبر : عبقة .
وتقول العرب في محاسن الخلقة :
الصباحة في الوجه .
الوضاءة في البشرة .
الجمال في الأنف .
الملاحة في الفم .
الحلاوة في العينين .
الظرف في اللسان .
الرشاقة في القد .
اللباقة في الشمائل .
وكمال الحسن في الشعر .
ألم أقل لك أخي القاريء الكريم :
{ اللغة العربية عظمة وثراء وخلود } .
صلاح جاد سلام