01-خلّ سبيل من وَهى سِقاؤه
التخلية عدم التعرض، ووهى السقاء يهي وهيا: تمزق. و السقاء: القِربة.
ويضرب هذا المثل في الرجل لا يستقيم في أمره، وأنه لا ينبغي أن يعاني. و قيل إنه يضرب في إفشاء السر، بمعنى إذا باح صاحبك بسرك و نضح به كما ينضح السقاءالواهي بالماء، فدعه عنك ولا تؤاخه ولا تصاحبه، فلا خير فيه.
02-أحلم من فرَخ الطائرالحِلم
الأناة و العقل... و نسب الحلم إلى فرخ الطائر لأنه يخرج منالبيضة على قمة الجبل، ثم لا يتحرك حتى يتم نبات ريشه، و لو تحرك سقط. و يقال أيضا: أحزم من عقاب، ومن فرخ العقاب، و هو المقصود هنا.
03-أخف من لا على اللسان
الخفة ضد الثقل، لا: حرف نفي، وهي خفيفة على اللسان. فيضرب المثل بذلك فيالخفة، وهو يحتمل أن تكون الخفة من جهة اللفظ لقلته وهو ظاهر، أو من جهة المعنىلملاءمة الإنكار للطبع غالبا، وخفة التبري والتنصل على النفس في أكثر الأمور، أومنهما معا.
04-اختلط الحابل بالنابل
الحابل الذي يصيد بالحبالة، والنابل الذييصيده بالنبل، فيُضرب ذلك في اختلاط الرأي.
ويقال الحابل هنا هو السدى والنابل الطعمة. وهذا كما مر في قولهم: حوّل حابله على نابله.
5-جاءوا على بكرة أبيهم
البكرة (بالفتح ثم السكون): الفتية من الإبل، و الفتى منها بَكْر. وكان يقال البكر من الإبل بمنزلة الفتى من الناس، و البكرة بمنزلة الفتاة، والقَلوص بمنزلة الجارية الشابة، و البعير بمنزلة الإنسان، والجمل بمنزلة الرجل،والناقة بمنزلة المرأة. والبكرة أيضا بكرة الدلو التي يُستقى عليها.
واختلف فيمعنى هذا المثل فقيل: معنى جاءوا على بكرة أبيهم: جاءوا مجتمعين، لم يتخلف منهمأحد... وفي الحديث جاءت هوازن على بكرة أبيها. و قيل هو وصف بالقلة والذلة، أيجاءوا بحيث تكفيهم بكرة واحدة يركبون عليها، وذكر الأب احتقار.
وقيل إن أصل هذاالمثل أن قوما قتلوا فحملوا على بكرة أبيهم، فقيل فيهم ذلك، ثم صار مثلا للقوميجيئون معا. وقيل إن البكرة هاهنا هي بكرة الدلو، والمعنى جاءوا بعضهم في إثر بعض،كدوران البكرة على نسق واحد. وقيل: أريد بالبكرة الطريقة، أي: جاءوا على طريقةأبيهم يقتفون أثره
6-رَجَعَ بِخُفَّي حُنَيْنِ
يضرب عند اليأس من الحاجةوالرجوع بالخيبةقال أبو عبيد: أصله ان حنيناً كان اسكافيا من أهل الحيرة،فساومه أعرابي بخفين فاختلفا حتى أغضبه فأراد غيظ الأعرابي، فلما ارتحل الأعرابيأخذ حنين أحد خفيه وطرحه في الطريق، ثم ألقى الآخرة في موضع آخر، فلما مر الأعرابيبأحدهما قال: ما أشبه هذا الخف بخف حنين. ولو كان معه الآخر لأخذته ، ومضى.
فلما انتهى إلى الآخر ندم على تركه الأول وقد كمن له حنين فلما مضى الأعرابي فيطل بالأول، عمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلاالخفان فقال له قومه: "ماذا جئت به من سفرك؟" فقال: "جئتكم بخفي حنين" , فذهبتمثلاً.
وقال ابن السكيت: حنين كان رجلاً شديداً ادعى إلى أسد بن هاشم بن عبدمناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران فقال: يا عم، أنا ابن أسد بن هاشم فقالعبد المطلب: لا وثياب ابن هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع، فرجع. فقالوا: رجعحنين بخفيه. فصار مثلاً.
7-رب رمية من غير رام
الرمية فعلة من الرمي، و يقال: رمى السهم عن القوس و على القوس أيضا، و لا تقل: رميت بالقوس. و معنى المثل أن الغرض قد يصيبه من ليس من أهل الرماية. فيضرب عندما يتفق الشيء لمن ليس من شأنه أن يصدر منه... و يذكر أن المثل لحكيم بن عبد يغوث المنقري، و كان من أرمى الناس. فحلف يوما ليعقرن الصيد حتما.
فخرج بقوسه فرمى فلم يعقر شيئا فبات ليلة بأسوإ حال، و فعل في اليوم الثاني كذلك فلم يعقر شيئا، فلما أصبح قال لقومه: ما أنتم صانعون؟ فإني قاتل اليوم نفسي إن لم أعقر مهاة. فقال له ابنه: يا أبت احملني معك أرفدك فانطلقا، فإذا هما بمهاة، فرماها فأخطأها. ثم تعرضت له أخرى فقال له ابنه: يا أبت ناولني القوس. فغضب حكيم و همّ أن يعلوه بها. فقال له ابنه: أحمد بحمدك، فإن سهمي سهمك. فناوله القوس فرماها الابن فلم يخطئ. فقال عند ذلك حكيم: رب رمية من غير رام
منقول