امة الله عضو مبدع
عدد المساهمات : 2095 نقاط : 3500 التقييم : : 98 تاريخ التسجيل : 28/09/2009 مشرف أقسام المرأة المسلمة ومراقب عام الموقع
| موضوع: الـوقـايــة السبت نوفمبر 20, 2010 5:56 pm | |
|
الـوقـايــة
قال صلى الله عليه وسلم : ( غطوا الإناء وأوكئوا السقاء , فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء , لا يمر بإناء ليس عليه غطاء , أو سقاء ليس عليه وكاء , إلا نزل فيه من ذلك الوباء ) رواه مسلم لقد أثبت الطب الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الواضع الأول لقواعد حفظ الصحة بالاحتراز من عدوى الأوبئة والأمراض المعدية , فقد تبين أن الأمراض المعدية تسرى في مواسم معينة من السنة , بل إن بعضها يظهر كل عدد معين من السنوات , وحسب نظام دقيق لا يعرف تعليله حتى الآن .. من أمثلة ذلك : أن الحصبة , وشلل الأطفال , تكثر في سبتمبر وأكتوبر , والتيفود يكثر في الصيف أما الكوليرا فإنها تأخذ دورة كل سبع سنوات .. والجدري كل ثلاث سنين وهذا يفسر لنا الإعجاز العلمي في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن في السنة ليلة ينزل فيها وباء ) أي أوبئة موسمية ولها أوقات معينة . كما أنه صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى أهم الطرق للوقاية من الأمراض في حديثه : ( اتقوا الذر ( هو الغبار ) فإن فيه النسمة ( أي الميكروبات ) ) فمن الحقائق العلمية التي لم تكن معروفة إلا بعد اكتشاف الميكروسكوب , أن بعض الأمراض المعدية تنتقل بالرذاذ عن طريق الجو المحمل بالغبار , والمشار إليه في الحديث بالذر .. وأن الميكروب يتعلق بذرات الغبار عندما تحملها الريح وتصل بذلك من المريض إلى السليم .. وهذه التسمية للميكروب بالنسمة هي أصح تسمية , فقد بين - الفيروز ابادي – في قاموسه أن النسمة تطلق على أصغر حيوان , ولا يخفى أن الميكروب متصف بالحركة والحياة .. أما تسمية الميكروب بالجرثوم فتسمية لا تنطبق على المسمى لأن جرثومة كل شيء أصله حتى ذرة الخشب وهذا من المعجزات الطبية التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم المصدر : الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية
| |
|
أم محمود السلفية عضو مبدع
عدد المساهمات : 783 نقاط : 1108 التقييم : : 12 تاريخ التسجيل : 22/10/2009 العمر : 38 الموقع : www.elnaghy.com
| موضوع: رد: الـوقـايــة الأحد نوفمبر 21, 2010 5:43 pm | |
|
سبحان الله جزاكى الله خير الجزاء على هذه الإفادة القيمة
| |
|
امة الله عضو مبدع
عدد المساهمات : 2095 نقاط : 3500 التقييم : : 98 تاريخ التسجيل : 28/09/2009 مشرف أقسام المرأة المسلمة ومراقب عام الموقع
| موضوع: رد: الـوقـايــة الأربعاء نوفمبر 24, 2010 6:17 pm | |
| | |
|
عين الحياة عضو بارز
عدد المساهمات : 194 نقاط : 274 التقييم : : 17 تاريخ التسجيل : 29/09/2010
| موضوع: رد: الـوقـايــة الأربعاء نوفمبر 24, 2010 6:32 pm | |
| بارك الله فيكى انه الاعجاز الذى يستقى علومه من قول الله عز وجل { وما ينطق عن الهوى ؛ إن هو إلا وحيٌ يوحى }
| |
|
امة الله عضو مبدع
عدد المساهمات : 2095 نقاط : 3500 التقييم : : 98 تاريخ التسجيل : 28/09/2009 مشرف أقسام المرأة المسلمة ومراقب عام الموقع
| موضوع: رد: الـوقـايــة الخميس نوفمبر 25, 2010 5:36 pm | |
| - عين الحياة كتب:
- بارك الله فيكى
انه الاعجاز الذى يستقى علومه من قول الله عز وجل { وما ينطق عن الهوى ؛ إن هو إلا وحيٌ يوحى }
تسلمين على المرور | |
|
المدير العام المدير العام
عدد المساهمات : 1002 نقاط : 1421 التقييم : : 44 تاريخ التسجيل : 25/09/2009 العمر : 64
| موضوع: رد: الـوقـايــة الأربعاء ديسمبر 01, 2010 12:38 am | |
| عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r أنه قال: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر.. وفر من المجذوم كما تفر من الأسد وفي هذا الحديث يؤكد الرسول r أن الله تعالى هو الذي بيده الصحة والمرض كما أن الأمور كلها منه وإليه.. وهو قادر في كل حين وآن أن يجعل من الداء الوبيل دواء نافعا.. ومن الدواء الناجع داء شافيا.. كما أنه يؤكد أن العدوى لا تحصل بذاتها وإنما تحصل بقدر الله تعالى وبقدرته.. فإذا شاء جعل هذه الأسباب سارية.. وإن شاء سلبها قدرتها على التأثير بأسباب أخرى تعارضها وتضادها منها ما أتيح لنا أن نعلمه بعد الاكتشافات العلمية الحديثة.. ومنها ما أتيح لنا أن نعلم منه إلا القليل .وموضوع العدوى والأحاديث التي وردت فيها قد أثارت الكثير من الجدل في الماضي ومازالت تثير شكوكا لدى البعض في وقتنا الحالي.. نتيجة لما يبدو في ظاهرها من تعارض كحديث لا عدوى ولا طيرة.. وفر من المجذوم كما تفر من الأسد إذ أن ظاهرها يقول أمرين:أولهما: أنه لا تحدث العدوى فلا يجب أن نخاف من مخالطة المرضى أو الاقتراب منهم. ثانيا: ان هناك عدوى بدليل أننا يجب ألا نقترب من المجذوم بل نفر منه خوفا من العدوى.وباديء ذي بدء نود أن نؤكد صحة هذا الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه فإذا ثبت لدينا يقينا أنه من قوله r وهو ( لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) بدأنا نفكر في كيفية جمال هذه الأمور التي قد تكون متناقضة في ظاهرها فنقول إن ما تكشف لنامن اكتشافات حديثة يدل على أن العدوى وحدها أو الميكروب وحده ليس هو السبب في حدوث المرض.. فحدوث المرض يعتمد على عاملين اثنين .أولا: قوة الميكروب ذاته.ثانيا. درجة مقاومة الجسم في أثناء الإصابة بالميكروب.لذلك فمجرد وجود الميكروب لا يعني حدوث العدوى.. أي أن تواجد أحدنا مع المريض لا يعني بالضرورة حدوث العدو ى.. لذا فقد بين r وأكد أن العدوى بيد الله سبحانه وتعالى إن شاء صرفها وإن شاء جمعها فكان المرض وكانت العدوى أما الاعتقاد بأن هذا الميكروب أوذاك هو السبب الوحيد للمرض وأن العدوى هي سبب المرض فهو :- أولا: جهل بحقائق الأشياء. ثانيا: جهل بقدرة الله عز وجل. ثالثا: تعظيم الأسباب الظاهرة فيتكل المرء عليها ويرى بذلك الأسباب الظاهرة ولا يرى سببها الحقيقي وهو الله عز وجل.. فيضل كما كان العرب والعجم قد ضلوا في الزمان الغابر حينما كانوا يعتقدون بمسببات أخرى للمرض ما أنزل الله بها من سلطان.. وذلك من حركةالنجوم والرياح.. ومن أرواح شريرة وشياطين ومن تغيير للفصول وغيرها من الأسباب التي أكد الدين الإسلامي أنها لا تصرف ولا تتحكم في العدوى وأسبابها.أما قوله r فرمن المجذوم كما تفرمن الأسد، فهو من باب الوقاية التي هي أخذ بالأسباب. فكما أن المرض بيد الله.. والشفاء بيد الله فإن اتقاءه أيضا بيد الله وبقدره.. وهذه الوقاية توجيه ممن لا ينطق عن الهوى إلى المسلمين كافة باتخاذ الأسباب الموصلة إلى صحة البدن وإلى سلامته. والأمر بالتداوي لا ينافي التوكل على الله.. فقد ذهب بعض الناس إلى القول بأنه إن كان الشفاء قد قدر فالتداوي لا يفيد ولا يردقدر الله أو قضاءه.. ولا يكون هو السبب فيه وكذلك إن لم يكن الشفاء قد قدرفلا ينفع دواء ولا تداوي.. ومن هنا كان سؤال الأعراب لرسول الله r عن التداويوهل يرد من قدر الله وتلاحظ هنا أن الأعراب هم الذين سألوا هذا السؤال ولميسأله الصحابة رضوان الله عليهم.. فهم أعلم بحكمة الله وصفاته وقدرته وقدأجابهم الرسول r بما شفي وكفي فقال إن هذه الأدوية والرقي والتقي من قدر الله فما خرج شيء عن قدره بل يرد قدره بقدره.. فلا سبيل إلى الخروج عن قدره بوجهما ورد القدر بالقدر يأتي في مسائل كثيرة من الشرع. فالجوع بعد بالأكل.. وكلاهمامن قدرة الله.. وكذلك البرد يرد بالتدفئة وكلاهما أيضا من قدرة الله.. والعدو يرد بالجهاد.. وكل من إغارة العدو ورده من قدر الله.. ولعل الإمام ابن القيم قد رد عليهم ردا بليغا حينما قال لهم إن رأيكم يوجب عليكم ألا تفعلوا أي سببمن الأسباب التي تجلبون بها منفعة لكم أو تدفعون عنكم مضرة لأن المنفعة والمضرةإن قدرتا لم يكن هناك سبيل إلى منعهما والعكس بالعكس.. وهذا لا يقوله عاقل..وهو يذكرنا بقول المشركين الذين، قالوا ( لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا)فقد قالوا ذلك دفعا لحجة الله عليه بالرسل . لذلك فالله سبحانه وتعالى كماقدر المرض فهو قد قدر الشفاء وقدر كذلك سبب الشفاء فإن أتى الإنسان بهذا السبب حدث الشفاء وإن لم يأت لم يحدث وقد دخل حينئذ إنه إن كان قدر هذا السبب فعلناهوان لم يقدر لم نتمكن من فعله.. والرد عليه هنا أن نقول لهم هل تقبلون هذا. الاحتجاج من أولادكم أو أجرائكم إن احتجوا به عليكم في عدم فعل ما أمرتموهمبه.. إن قبلتم ذلك منهم فلا تلوموا من عصاكم وأخذ مالكم وقذف عرضكم .. وإنلم تقبلوه فكيف يكون مقبولا منكم في دفع حقوق الله عليكم.ولعلنا لا نغفل عن معنى آخر في قوله r ( لكل داء دواء) فهو تقوية لنفس المريض والطبيب في آنواحد. فالمريض حينما يوقن أن لديه داء فإن روحه المعنوية ترتفع ويستطيع جسده أن يتغلب على سبب المرض وكذلك الطبيب إذا علم أن لهذا الداء دواء- أمكنه طلبه واجتهد في التفتيش عليه وبحث من خلال تجاربه العلمية والعملية عن تركيب الأدوية التي تنفع في علاج مثل هذه الأمراض.وننتقل الآن إلى نقطة بحثنا وهي الوقاية من الأمراض.. فنقول بعون الله أن رسول الله r قد عني موضوع الوقاية من مواقف عديدة منها حديثه المشهور الذي روي في المسند عنه r أنه قال (ماملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابدفاعلا، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) في هنا ينبه إلى الوقاية من التخمةوالزيادة في الأكل والشرب وإلى القانون الذي ينبغي مراعاته في الطعام والشرابفهناك الكثير من الأمراض القي تنتج عن الإفراط في الطعام والشراب وسببها إدخالالطعام على المعدة قبل هضم الطعام السابق ، والزيادة في القدر الذي يحتاجهالبدن ، وتناول الأغذية القليلة النفع البطيئة الهضم، والإكثار من الأغذيةالمختلفة التركيب في فإذا ملأ الإنسان بطنه من الأغذية واعتاد ذلك ، أورثتههذه العادة أمراضا متنوعة من عسر الهضم وصعوبة التنفس والانتفاخ وتعب الكبدوالخمول والكسل والصداع وغيرها.وإذا توسط في الغذاء وتناولمنه قدر الحاجة وكان معتدلا في كميته ونوعه كان انتفاع جسمه به أفضل من انتفاعهبالغذاء الكثير. ويفرق الرسول صلوات الله وسلامه عليه هنا بين مرتبتين همامرتبة الحاجة ومرتبة الكفاية. فحاجة الإنسان هي ما عبر عنه r بقوله لقيماتيقمن صلبه. والباحث الآن في كمية السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم والمقارنلهذه السعرات وكميات الطعام التي تحتويها سيجد أنه تكفيه فعلا هذه اللقيماتكي يمارس حياته بدون تعب أو مجهود. فإن تجاوز مرتبة الحاجة فأقصى ما أوصيبه الرسول r هو ملء الثلث بالطعام فهذه هي مرتبة الكفاية التي إن جاوزها الإنسانبدا يشعر بالتعب وأثنى هذا على كمية الشراب الذي يشربه ناهيك عن حركة الحجابالحاجز التي تساعد في التنفس والتي سوف يعوقها امتلاء المعدة بالطعام والشراب.وهكذا نجد أن الإنسان كي يتقي الكثير من الأمراض فعليه باتباع هدي الرسولr في طعامه وشرابه. وهكذا نجد في هذا الحديث معالم واضحة في الوقاية ليس أمراضالجهاز الهضمي.وننتقل إلى جانب آخر منجوانب الوقاية من انتشار مرض معين قد نشأ في بعض الناس وكيف نمنع انتشارهبين الآخرين . وكيف ينصح الرسول r " أن هذا الطاعون رجز على من كان قبلكم، أو على بني إسرائيل فإذا كان بأرض فلا تخرجوا منها فرارا منه ". وإذا كان بأرض فلا تدخلوها. وعن عائشة رضي الله عنها قالت. يا رسول الله فما الطاعون قال (غدة كغدة الإبل المقيم فيها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف). وأخرج البخاري في صحيحه أن الطاعون لا يدخل المدينة) وقبل أن نبين ما في هذه الأحاديث من مواقف نحكي هذه الحادثة التي حدثت في عهد عمر بن الخطاب رضي، الله عنه ورواها عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال (خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام حتى إذا كان بسرغ وهي قرية طرف الشام مما يلي الحجاز) لقيه أهل الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقد بالشام(يقصد الطاعون) قال ابن عباس قال عمر. ادع لي المهاجرين الأولين فدعوتهم فاختلفوافقال بعضهم قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه. وقال بعضهم معك بقية الناسوأصحاب رسول الله r ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء. فقال عمر ارتفعوا عني(أي انصرفوا من عندي) ثم قال ادع لي الأنصار فدعوتهم له فاستشارهم وسلكواسبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم فقال ارتفعوا عني ثم قال ادع لي من كانها هنا من مشيخة قريش من مهإجرة الفتح فدعوتهم فلم يختلف عليه رجلان فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم علي هذا الوباء. فنادى عمر في الناسأني مصبح على ظهر (أي مسافر غدا) فأصبحوا عليه فقال أبو عبيدة ابن الجراحأفرارا من قدر الله فقال عمر لو غيرك قالها يا أبا عبيدة نعم نفر من قدر اللهإلى قدر الله. أرأيت لو كانت لك إبل فهبطت واديا له عدوتان أحدهما خصبة ،والأخرى جدبة أليس أن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتهابقدر الله قال فجاء عبد الرحمن ابن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته فقال: إنعندي من هذا علما سمعت رسول الله r يقول إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه- قال فحمد الله (عمر بن الخطاب)ثم انصرف.والطاعون وباء شديد الخطورةوأول من وصفه هم قدماء المصريين في تذاكرهم الطبية وقد حدث طاعون مريع فيعام 542 قبل الميلاد واكتسح شمال أفريقيا وآسيا وأوروبا أي العالم القديمكله واستمر ينتشر من بلد إلى بلد ما يقرب من خمسين عاما وقد أصيب في هذا الوباءمائة مليون شخص تقريبا وكاد أن يبيد أكثر من نصف سكان العالم آنذاك (Cecil&loedText Book of Medicine 1971) فهو بصورته هذه رجز وعذاب لا يضارعه عذاب كماأخبر بذلك رسول الله r حتى قال إن هذا الطاعون رجز على من كان قبلكم. واستمر الطاعون في الظهورمن فترة إلى أخرى وقد ظهر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان مشهورابطاعون عمواس. وعمواس هي قرية من قرى الشام ظهر فيها هذا الوباء ثم انتشرفي كثير من مدن الشام وأدى إلى استشهاد عدد كبير من الصحابة رضوان الله عليهموفيه جرت تلك المحاورة التي ، أوردناها آنفا نقلا عن الأمامين البخاري ومسلمبين الصحابة رضوان الله عليهم وفيه وقعت تلك المناظرة بين عمر وأبو عبيدةرضي الله عنهما حين قال أبو عبيدة لعمر: أفرارا من قدر الله؟ فأجاب عمر نعمنفر من قدر الله إلى قدر الله وبين أن اتخاذ الأسباب هو من قدر الله وأن التوكلعلى الله والثقة به والاعتماد عليه لا يتنافى اتخاذ الأسباب والأخذ بها بلأن اتخاذ الأسباب هو نفسه من الإيمان بقدر الله لأن الأسباب كليا بيد اللهوهي مربوبة مقهورة. وهي من سنن الله الكونية والسير؟ فق السنن الكونية لاينافي الإيمان بالله والتوكل عليه والثقة به. واستمر الطاعون في الظهور منحين لآخر وظهر بصورة وباء عالمي في القرن الرابع عشر الميلادي واكتسح أوروباوآسيا وكان عدد ضحاياه في أوروبا وحدها خمسة وعشرين مليونا وهم ربع سكان أوروباآنذاك وقد أطلق عليه اسم الموت الأسود. لأنه قلما ينجو منه أحد ولأن القروحالتي كانت تظهر على الجلد وفي الإبط والمنطقة الأربية (GROIN) أو ما يسمى(المراق) والرقبة كانت سوداء وما حولها من الجلد له حمرة داكنة.(Price Text Book of thepractice of Medicine)وتكرر ظهور الطاعون منذذلك التاريخ في مناطق متعددة من العالم ولا يزال يوجد حتى الآن في مناطق من الهند بصورة مرض متوطن. وبصورة أقل في جنوب الصين وبعض جزر أندونيسيا وبعض مناطق مدغشقر وكينيا وأمريكا الجنوبية وبعض مناطق الولايات المتحدة الأمريكية ويصيب بصورة خاصة في هذه المناطق الحيوانات البرية ويسمى بالطاعون البري،وأكثر الحيوانات إصابة به هي الجرذان والفئران والجربوع (وهي كلها من القوارض، " المدينة الوحيدة في العالم التي لم يصبها الطاعون خلال القرون الطويلة والأحقاب البعيدة والآماد السحقية هي المدينة المنورة تصديقا لحديث رسول اللهr. إن الطاعون لا يدخل المدينة).ونلاحظ هنا: أن الأحاديثالشريفة سالفة الذكر قد حددت ماذا ينبغي على المرء أن يفعله إذا ظهر هذا الوباء(إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه. وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوافرارا منه، وحديث جابر، " الفار من الطاعون كالفار من الزحف والصابر فيه كالصابرفي الزحف) فالحجر الصحي يعتبر من أهم وسائل مقاومة انتشار الأمراض الوبائيةفي عصرنا هذا. ويظهر بجلاء مما تقدم أن الأحاديث النبوية الشريفة قد حددتأسس ومباديء الحجر الصحي كأوضح ما يكون التحديد فهي تمنع الناس من الدخولإلى البلدة المصابة بالطاعون كما أنها تمنع أهل تلك البلدة من الخروج منها ومفهوم الحجر الصحي مفهوم حديث لم تعرفه البشرية إلا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ولا تزال تتعثر تنفيذه إلى يومنا هذا. ومنع السليم من الدخول إلى أرض الوباء قد يكون مفهوما إلى حد كبير دون الحاجة إلى معرفة دقيقة بالطب. ولكن منع سكان البلدة المصابة بالوباء من الخروج منها وخاصةالأصحاء منهم قد يبدو عسيرا على الفهم بدون معرفة واسعة بالعلوم الطبية الحديثة.فالمنطق والعقل يفرضان علي السليم الذي يعيش في بلده بها وباء أن يفر منهاإلى بلدة سليمة حتى لا يصاب هو بالوباء. هكذا يقول العقل والمنطق أما الطبالحديث فيقول غير هذا . إنه يقول مثلما يقول الحديث النبوي الشريف ويؤكده.إنه يقول إن الشخص السليم في منطقة الوباء قد يكون حاملا للميكروب. وكثيرمن الأوبئة تصيب العديد من الناس. ولكن ليس كل من دخل جسمه الميكروب يصبحمريضا. فكم من شخص يحمل جراثيم المرض دون أن يبدو عليه أي أثر من آثار المرض.فالحمى الشوكية والتيفود والسل والكوليرا وكذلك الطاعون قد تصيب أشخاصا عديديندون أن يبدو على أي منهم علامات المرض بل ويبدو الشخص وافر الصحة سليم الجسم.ومع ذلك فهو ينقل المرض إلى غيره من الأصحاء. وهناك أيضا فترة الحضانة وهيالفترة الزمنية التي تسبق ظهور الأعراض منذ دخول الميكروب إلى الجسم. وفيهذه الفترة يكون انقسام الميكروب وتكاثره على أشده. ومع ذلك فلا يبدو علىالشخص في فترة الحضانة هذه أنة يعاني من أي مرض، ولكنه بعد فترة قد تطور وقدتقصر على حسب نوع المرض والميكروب الذي يحمله تظهر عليه أعراض المرضالكامنة في جسمه. ومن المعلوم أن فترة حضانة فيروس كالإنفلونزا مثلا هي يومأو يومان بينما فترة حضانة التهاب الكبد الفيروسي قد تطول إلى ستة أشهر كماأن ميكروب السل قد يبقى كائنا في الجسم عدة سنوات دون أن يحرك ساكنا.ولكنه لا يلبث بعد تلكالحقبة من الزمن أن ينتشر في الجسم. والشخص السليم الحامل للميكروب وكذا الشخصالمريض الذي لا يزال في طور الحضانة يعرض الآخرين للخطر دون أن يشعر هو أويشعر عند الآخرون. لذلك جاء منع رسول الله r لأهل البلدة المصابة بالوباءمن أن ينتقلوا منها تشريعا رائعا، ومعجزة طبية وعلمية ظهرت حقيقتها اليومبعد مضي أربعة عشر قرنا من الزمان. فالشخص السليم في المنطقة الموبوءة قديكون حاملا بالميكروب كما قد يكون في فترة الحضانة للميكروب.فإذا: خرج من بلدته تلكلم يلبث أن يظهر عليه الوباء فيعدي غيره وينقل بذلك المرض إلى آلاف الناس.لذلك فقد جاء المنع شديدا والوعيد مرعبا. (والفار من الطاعون كالفار من الزحف).كما جاء الوعد مرعبا وحاثا على الإقامة والصبر (1لمقيم فيه كالشهيد) (والصابرفيه كالصابر في الزحف). ولا يمكن أن يتأتى ذلك لبشر إلا أن يكون نبيا رسولا.لذلك، فإن حديث الطاعونمعجزة كاملة من معجزات الرسول r. ودليل قاطع على صدق رسالته. إذ لا يمكن لبشرعاش لا ذلك الزمان أن يعلم ما في الغيب إلا أن يوحي إليه. وقضية الحجر الصحيوما يتعلق بها كان غيبا من الغيوب التي أظهرها الله تعالى إلى عالم الشهادةفي القرن العشرين. ومن المحاولات الجادة لعلماء المسلمين في تفسير سبب المنعمن الخروج من البلدة التي بها الوباء ما روي عن الإمام الغزالي حين قال (إنالهواء في البلدة المصابة بالوباء لا يضر من حيث ملاقاته ظاهر البدن بل منحيث دوام الاستنشاق فيصل إلى القلب والرئة فيؤثر في الباطن ولا يظهر على الظهرإلا بعد التأثير في الباطن فالخارج من البلد الذي يقع به الوباء لا يخلص غالبامما استحكم فيه أي أنه ينطلق وهو يحمل معه الميكروب إلى بلاد أخرى فينقلبذلك العدوى إلى غيره من الناس بسبب خروجه من بلده المصابة بالوباء.وفي تفسير سبب المنع منالدخول إلى الأرض التي يقع بها الطاعون قال ابن القيم.. " إن لهذا المنع عدةحكم ": الأولى: تجنب الأسبابالمؤذية والبعد عنها. الثانية: الأخذ بالعافيةالتي هي مادة المعاش والمعاد. الثالثة. أن لا يستنشقواالهواء الذي قد فسد فيمرضون. الرابعة: أن لا يجاورواالمرضى الذين قد مرضوا بذلك فيحصل لهم بمجاورتهم من جنس أمراضهم. الخامسة: حمية النفوسعن الطيرة والعدوى فلا تتأثر بهما وبالجملة فالنهي عن الدخول في أرضه الأمربالخطر والحمية والنهي عن التعرض لأسباب التلف وفي النهي عن الفرار منه الأمربالتوكل والتسليم والتفويض فالأول تأديب وتعليم والثاني تفويض وتسليم .وفي ختام هذه العجالة نرىأن الإسلام وعنايته بأمر الوقاية من الأمراض قد أخذ حقه ووضح لكل ذي عين..ويأتي من الأمور المستقرة في نفوس المسلمين وتأكد ارتباطه بالقدر وبأنه جزءمنه. وأنه لا ينافي التوكل على الله لأن كل شيء بأسره وكل شيء بإرادته سبحانهوتعالى والله الهادي إلى سواء السبيل فجزاك الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
أبو الناغى عضو مبدع
عدد المساهمات : 711 نقاط : 1347 التقييم : : 310 تاريخ التسجيل : 26/09/2009 العمر : 38 الموقع : https://elnaghy.ahlamontada.com/forum مشرف عام بقسم الصوتيات والمرئيات
| موضوع: رد: الـوقـايــة الخميس ديسمبر 30, 2010 4:28 pm | |
| | |
|