الاستماع للقرآن والإنصات له
• فإن ذلك يجلب لك الرحمة، قال تعالى: ( وَإِذَا قُرِئَ القُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا (1) لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [الأعراف : 204].
أما أهل الكفر فكانوا يتواصون بالتشويش على القرآن، إذ يقول: ( لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا القُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ) [فصلت : 26].
______________________________
(1) وقد قال كثير من أهل العلم إن ذلك القرآن الذي يتلى في الصلاة، والله أعلم.
الحث على تدبر القرآن وتفهمه
• قال الله تبارك وتعالى: ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) [ص : 29].
• قال سبحانه وتعالى: ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )[ محمد : 24].
• وقال سبحانه : ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) [النساء : 82].
• وعن أبي جمرة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث, فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول .
• وفي رواية: "أحب إلى من أن أقرأ القرآن أجمع هذرمة": .
• وفي رواية "قلت لابن عباس: إني رجل سريع القراءة وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابن عباس: لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل مثل الذي تفعل، فإن كنت فاعلاً لابد فاقرأه قراءة تسمع أذنيك ويعيه قلبك".
صحيح ( هق وأبو عبيد )
• وعن أبي وائل -رحمة الله- أن رجلاً جاء إلى ابن مسعود فقال: إني قرأت المفصل الليلة كله في ركعة, فقال عبد الله: هذًا كهذا الشعر؟ فقال: عبد الله: لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن, قال: فذكر عشرين سورة من المفصل. سورتين سورتين (1) في كل ركعة.
• وفي رواية لمسلم من طريق أبي وائل أيضًا قال: غدونا على عبد الله بن مسعود يومًا بعد ما صلينا الغداة, فسلمنا بالباب. فأذن لنا, قال: فمكثنا بالباب هنية. قال فخرجت الجارية فقالت: ألا تدخلون؟ فدخلنا فإذا هو جالس يسبح. فقال: ما منعكم أن تدخلوا وقد أذن لكم؟ فقلنا: لا, إلا أنا ظننا أن بعض أهل البيت نائم, قال: ظننتم بآل ابن أم عبد غفلة؟ قال: ثم أقبل يسبح حتى ظن أن الشمس قد طلعت, فقال: يا جارية! انظري هل طلعت؟ قال فنظرت فإذا هي لم تطلع, فأقبل يسبح, حتى إذا ظن أن الشمس قد طلعت قال: يا جارية! انظري. هل طلعت؟ فنظرت فإذا هي قد طلعت؟ فقال الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا. (فقال: مهدي وأحسبه قال) ولم يهلكنا بذنوبنا. فقال رجل من القوم: قرأت المفصل البارحة كله, قال: فقال عبد الله: هذًا كهذ الشعر؟ إنا لقد سمعنا القرائن. وإني لأحفظ القرائن التي كان يقرؤهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثمانية عشر من المفصل. وسورتين من آل حم.
______________________________
(1) في رواية للبخاري (سورتين من آل حاميم في كل ركعة).