www.elnaghy.com
عزيزي الزائر
هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل
يمكنك التسجيل ببساطة ويسعدنا انضمامك إلينا
www.elnaghy.com
عزيزي الزائر
هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل
يمكنك التسجيل ببساطة ويسعدنا انضمامك إلينا
www.elnaghy.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.elnaghy.com

منتدى الشيخ الناغى للعلوم الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعوة لإخواننا جميعا - شاركونا في استمرار هذا العمل الصالح لنحقق معا الأهداف التي قام من أجلها وهي : نشر العلم النافع ، نشر العقيدة الإسلامية والدعوة إليها ، الدفاع عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ودفع الشبهات عن الإسلام والمسلمين ، إصلاح حال الأمة بإصلاح عقيدتها وبيان صالح الأعمال ومكارم الأخلاق ، السعي في مصالح الناس بما نستطيع من صالح العمل.

 

 فن معالجة الأخطاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سيف اليزل فرج
عضو بارز
عضو بارز



عدد المساهمات : 130
نقاط : 402
التقييم : : 0
تاريخ التسجيل : 29/10/2010

فن معالجة الأخطاء Empty
مُساهمةموضوع: فن معالجة الأخطاء   فن معالجة الأخطاء Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 29, 2010 5:42 pm

فن معالجة الأخطاء
إذا حدث بينك وبين أخيك ما تكره ، تريد أن تعالج هذا الخطأ ؛ فماذا تصنع ؟ وقد تقدم معنا الحديث عن " الإغضاء وعدم الاستقصاء " ، فما من بشر إلا ويخطئ ، ، وإلا فأنت تبحث عن المعصوم ، ولا عصمة لغير الأنبياء ، ولا نبي بعد النبي محمد  فلا ترم محالا .
وهنا سوف أدلك على الطرق التي إذا اتبعتها تجاوزت هذه العقبات ، فأحسن النية والعزم .
أولا : اللوم للمخطئ لا يأتي بخير غالباً .
تذكر أن اللوم لا يأتي بنتائج إيجابية في الغالب ، فحاول أن تتجنبه .
يقول أنس  : خدمت رسول الله  عشر سنين ، فما قال لي : أفٍ ، ولا لم صنعت ، ولا أَلا صنعت " (1)
إنَّه في مثل هذه الأوضاع قد يستغرب بعضنا أو يستكثر أو يرى أن هذا ضرب من المحال أن يمر الأمر دون عتاب أو لوم .
وهذا الشأن من قبيل انشغال القلب بالعلويات عن السفاسف ، فرسول الله  كان مشغولا بالوحي وبعلو الدرجة بأن يكون في الرفيق الأعلى ، أقل من ذلك لا ، بأن ينال الوسيلة التي لم ينلها بشر .
كان أنس يقول : أن النبي  كان إذا حدثه بعض أهله في شئ من ذلك يقول " دعوه فلو قدر أو قال لو قضى أن يكون كان " (1) فانظر إلى تعلق القلب بالله ، والرضا بقدره ، وسكون القلب تحت مجارى الأقدار .
ولهذا انتبهوا فهذا أول درجات علو الهمة ، " نهي رسول الله  أن يرجل الرجل شعره إلا غبًا ". (2)
إخوتاه ..
لا تكونوا كهؤلاء الذين لا يهتمون إلا بالتلاوم والتعاتب ، فإنَّ هذا مضيعة للوئام بين الأنام .
قال معاذ بن جبل : إذا كان لك أخ في الله فلا تماره .
ثانياً : ابعد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ .
المخطئ ـ أحيانا ـ لا يشعر بأنَّه مخطئ ، فغالباً لا أحد يحب الخطأ ، ولا يحب أن يخطئ ، ومن كان هذا وصفه فمن العسير أن توجه له لوما مباشراً وعتاباً قاسياً ، وهو يرى أنَّه مصيب .
فلابد أن يشعر أنَّه أخطأ حتى يبحث عن الصواب ، فينبغي أن تتوخى ـ بدايةً ـ أن تزيل عنه الغشاوة ليبصر الخطأ .
انظر لرسول الله في معاملته للفتى الذي جاءه يستأذنه في الزنا فأقبل القوم عليه فزجروه فأدناه  ، وبدأ يزيل عن عينه الغشاوة فيسأله أتحبه لأمك ؟ لابنتك ؟ لأختك ؟ لعمتك ؟ لخالتك ؟ والشاب يقول كل مرة : لا جعلني الله فداءك فيجيبه رسول الله  ولا الناس يحبونه لأمهاتهم … لبناتهم … لأخواتهم … لعماتهم …. لخالاتهم ، ثم وضع يده عليه وقال : " اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه " . فلم يكن بعد ذلك يلتفت إلى شئ من مثل هذا (1)
إخوتاه ..
لما تكلم الله تعالى في تأديب الزوجة جعل ذلك على ثلاثة مراحل " وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا " [النساء / 34] .
فقال أهل العلم : إذا غلب على الظن أن الضرب لا يأتي بنتيجة حرم الضرب ، لأنَّه من جنس الأذى المجرد ، وهو حرام .
وانظر كيف قدم الله الموعظة الحسنة لإزالة الغيوم قبل أن يتدرج الأمر للتعنيف ليعلمنا هذا الدرس دائما في معاملاتنا .
إخوتاه
لابد من إزالة هذا الضباب لكن برفق ولين ، وقد تقدم معنا قصته  مع معاوية بن الحكم لما شمت العاطس في الصلاة بصوت عال ، فما نهره ولا شتمه ولا وبخه بل قال له : " إنَّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شئ من كلام الناس إنَّما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن "(1)
وقصته مع الأعرابي الذي بال في المسجد ، وترفقه به في إيضاح وجه الخطأ الذي ارتكبه (2) وهذا الذي ينبغي أن نكون عليه .
(3) اختيار العبارات اللطيفة في إصلاح الأخطاء .
إذا كنا ندرك أنَّ من البيان لسحراً ، فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجة الأخطاء ؟!
فمثلاً : حينما يخطئ إنسان فقل له : لو فعلت كذا ، أو ما رأيك أن تفعل كذا ؟ أو اقترح عليك هذا الفعل ، أو أرأيت هذه الوجهة لو توليت إليها .. وغير ذلك من العبارات اللطيفة التي لا تعرف خشونة عبارات التعنيف ، والتي لا تخلو من سباب وشتم وتعيير ، يقول : أعدم سمعك ؟ أزال عنك عقلك ؟ أجننت ؟ يا كذا … يا كذا إلى آخر ما ينبغي التنصل منه .
إخوتاه ..
لاشك أن البون شاسع بين اللطف والخشونة ، بين الرقة والعنف ، فلماذا لا ترق وتلطف بإخوانك ؟!
كان  يستخدم مثل هذه العبارات اللطيفة في حديث أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ " لو أنَّكم تطهرتم ليومكم هذا " (1).
وكان يقول  : " ما على أحدكم إنْ وجد أنْ يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته "(2)
ولما أراد كعب بن مالك أنْ يتصدق بماله كله لتكون من تمام توبته قال له : " أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك " (3) ولما أعتقت أمنا ميمونة بن الحارث  جارية لها قال لها رسول الله  : ـ " أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك " . (1)
إخوتاه ..
إنَّ هذه العبارات الجميلة تأثيرها ساحر ، فهي تحمل في طيها مشاعر التقدير والاحترام مختلطة بالحب والشفقة ، ومن ثمَّ يشعر من تحدثه بإنصافك له ، وحينها تزول الغشاوة ويعترف بالخطأ .
واعلم أنَّ كل كلمة قاسية في العتاب لها مرادف من الكلمات الطيبة ، قال الصينيون في مثل سائر عندهم : نقطة العسل تصيد من الذباب ما لا يصيد برميل من العلقم .
هذا وقع الكلمة الطيبة تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ، بخلاف الكلام المر الذي لا يستسيغه أحد .
(4) ترك الجدال أكثر إقناعاً من الجدال .
تجنب الجدال في معالجة الأخطاء ، فهذه الطريقة أكثر وأعمق أثراً من استخدامك الجدال نفسه ، وتذكر أنَّك عندما تنتصر في الجدال على خصمك المخطئ فإنَّك تجبره للإذعان لك ، وفي غالب الأمر يحز ذلك في نفسه ، ويحقد عليك ويحسدك ، فحاول أن تتجنب ذلك من البداية ، والنصوص الشرعية لم تذكر الجدال إلا في موضع الذم غالباً ، والمحمود منه ما كان عن محاورة هادئة مع طالبٍ للحق بصورة حسنة جميلة ، قال تعالى : " وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " [النحل/ 125] .
ذُكر عن الإمام مالك أنَّه قيل له : يا أبا عبد الله الرجل يكون عالما بالسنة أيجادل عنها ؟ قال : لا ، ولكنَّه يخبر بالسنة ، فإن قبلت وإلا سكت .
وهذه حقيقة واقعية أنَّ طالب الحق إذ سمع السنة قبلها ، وأمَّا المعاند والمكابر فلا يقنعه أقدر الناس على الجدال .
إخوتاه ..
بالجدال تخسر المجال ، والداعية ليس في حاجة إلى أن يخسر الناس ، قال عبد الله بن الحسن ـ رحمه الله ـ : " المراء يفسد الصداقة القديمة ، ويحل العقدة الوثيقة ، وأقل ما فيه أن تكون المغالبة ، والمغالبة أمتن أسباب القطيعة " حتى لو كان المجادل محقا ، ينبغي ترك الجدال .
قال  " بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر إلا أن تروا شحا مطاعا ، وهوى متبعا ، ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كل ذى رأى برأيه ، فعليك بخاصة نفسك ودع العوام "(1)
وقال  " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا " (1) .
إخوتاه ..
تذكروا أنَّ المخطئ يربط الخطأ بكرامته ، فيدافع عنه كمن يدافع عن شرفه وكرامته ، فإذا تركنا له مخرجاً سهلاً ، وجعلنا له فرصة للعودة ما تغلقت عليه الأبواب .
قال تعالى عن نبيه  : "عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ " [التحريم / 3] ، وكذلك استن .
(5) ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل .
حاول أن تعرف كيف يفكر الآخرون ، من أي قاعدة ينطلقون ؟ فحينئذٍ تكون قد عثرت على نصف الحل ، ضع نفسك موضع المخطئ ، حاول أن تفكر من وجهة نظره هو ، فكر في الخيارات الممكنة التي تتقبلها واختر له ما يناسبه .
وهذه الطريقة المثلى في الاعتذار عن الآخرين ، وبها يسلم صدرك . وهي أمارة على حسن الظن فتأمل !!
(6) ما كان الرفق في شئ إلا زانه .
فالله رفيق يحب الرفق ، وما كان رسول الله  فظاً ، ولا غليظاً ، ولا معنتاً ، ولا متعنتا بل كان ـ بأبي هو وأمي ـ معلماً ميسراً .
والله ـ جلا وعلا ـ لا يضع رحمته إلا على رحيم ، والمؤمن هين لين ؛ لذلك قال للأشج بن قيس : " إنَّ فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة " .
وقال رسول الله  : " المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف إذا قيد انقاد ، وإذا أنيخ على صخرة استناخ " 2
وقال عمرو بن العاص :" كان رسول الله  يقبل بوجهه وحديثه على شر القوم يتألفه بذلك ، وكان يقبل بوجهه وحديثه علىَّ حتى ظننت أنى خير القوم (3).
وقال جرير بن عبد الله البجلي : " ما حجبني رسول الله  منذ أسلمت ، ولا رآني إلا تبسم في وجهي " . (1)
إخوتاه ..
إننا بحاجة لشيء من العطف على أخطاء الناس أو حتى حماقاتهم ، نريد شيئاً من الود الحقيقي لهم ، نبغي شيئاً من العناية غير المتصنعة باهتماماتهم وهمومهم .
فعندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس نجد أن هناك خيرا كثيرا، قد لا تراه العيون عند الوهلة الأولى ، لكن ستكشف هذا النبع الخير فيهم حين يصفو لك حبهم ومودتهم وثقتهم ، هذا في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك ، إذا كان ذلك عن صدق وصفاء وإخلاص .
إخوتاه ..
هذه الثمرة الجميلة تنكشف لمن يروم أن يشعر الناس بالأمن من جانبه ، بالثقة في مودته ، بالعطف الحقيقي على معاناتهم ، شئ من سعة الصدر في أول الأمر كفيل بأن يتحقق لك ذلك كله أقرب مما تتوقعه ، ليس لأني أقول ذلك ، ولكن الله هو الذي قال : " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ " [فصلت /34ـ35] .
(7) دع الآخرين يتوصلون لفكرتك .
عندما يخطئ إنسان فقد يكون المناسب في تصحيح الخطأ أن تجعله يكتشف الخطأ بنفسه ثم تجعله يكتشف الحل .
من الشواهد في هذا الصدد ما ذكره الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ من قصة الشيخ / عبد الرحمن البكري حينما ذهب إلى الهند فوجد أحد علمائها يلعن الشيخ / محمد بن عبد الوهاب في نهاية كل درس ، فقام الشيخ البكري ونزع غلاف كتاب التوحيد ، ودعا الشيخ لمنزله ثم استأذنه ليأتي بالطعام ، وكان الكتاب قريباً من الشيخ الهندي فأخذ يتصفحه ، وأعجب به حتى عندما عاد إليه الشيخ البكري وجده يهز رأسه متعجبا ويقول : لمن هذا الكتاب ؟! ، هذه التراجم وعناوين الفصول شبه تراجم البخاري ، هذا ـ والله ـ نفسه البخاري .
قال الشيخ البكري ـ فقلت : ألا تذهب للشيخ الغزوى نسأله ، وكان صاحب مكتبة فأخبرهم أنَّه للشيخ محمد بن عبد الوهاب . فصاح العالم الهندي بصوت عال : الكافر .
فسكتنا وسكت قليلا ، ثم هدأ غضبه واسترجع ، ثم كان بعد ذلك يدعو تلاميذه للدعاء للشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ، و تفرق تلاميذه في البلاد وهم على عادة شيخهم في الدعاء للشيخ .
إخوتاه ..
الإنسان منا إذا اكتشف الخطأ ، ولاح له الحل والصواب فلا شك أن يكون أكثر حماسا لأنَّه يحس أن الفكرة فكرته .
يقول ابن الجوزى : " تأملت حرص النفس على ما منعت منه ، فرأيت حرص النفس على ما منعت يزيد على قدر قوة المنع .
رأيت في الأول أنَّ آدم ـ عليه السلام ـ أبيحت له الجنة بأثمارها ومنع من شجرة حرص عليها مع وجود الأشجار المغنية عنها .
قال تعالى : " وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِين" [الأعراف/ 19] ، ولكنَّه أكل من هذه الشجرة ، وفي المثل القديم : المرء حريص على ما منع ، وتواق إلى ما لم ينل .
ويقال : لو أمر الناس بالجوع لصبروا ، ولو نهوا عن تفتيت البعر لرغبوا فيه .
وقالوا : ما أحب شئ إلى الإنسان إلا ما منع .
فلما بحثت عن سبب ذلك وجدت سببين :
أحدهما : أنَّ النفس لا تصبر على الحصر ، فإنَّه يكفي حصرها في صورة البدن ، فإذا حصرت في المعنى بمنع زاد طيشها ، ولهذا لو قعد الإنسان في بيته برغبته شهرا لم يصعب عليه ، ولو قيل : لا تخرج من بيتك يوماً لصعب عليه وطال عليه .
الثاني : أنًّ النفس يشق عليها الدخول تحت حكم ، ولهذا تجد النفس تستلذ الحرام ، ولا تكاد تستطيب المباح ، يسهل عليها التعبد بالبدعة ؛ لأنه ما ترى وتؤثره على السنة لأنه خلاف ما ترى " أهـ
إخوتاه ..
انتبهوا لهذا الأمر جيداً ، دع الناس يتوصلون إلى فكرتك ويقنعون بها أنفسهم دون أن تظهر ذلك لهم ، فسوف يظن أنَّ الأمر من قبل نفسه فيذعن لفكرته أكثر من استجابته لنصحك إياه .

(8) عندما تنقد اذكر جوانب الصواب .
حتى يتقبل الآخرون نقدك المهذب وتصحيحك للخطأ أشعرهم بالإنصاف بأن تذكر خلال نقدك جوانب الصواب عندهم .
ففي صحيح البخاري أن النبي  قال : " نعم الرجل عبد الله لو كان يصلى من الليل. قالت حفصة : فكان بعدُ لا ينام إلا قليلاً.(1) .
عبد الله بن مسعود أخذ نفس الطريق لما قال له زياد : كيف يضيع العلم وقد وعته القلوب وحفظته الصدور .
قال : ثكلتك أمك يا زياد ، إني لأظنك أفقه أهل المدينة .
إخوتاه ..
عندما يعمل إنسان عملاً فيحقق فيه نسبة نجاح 20 % فأثنِ عليه بهذا الصواب ، ثمَّ اطلب منه تصحيح الخطأ ومجاوزة هذه النسبة .
انظر كيف ينظر الشخصان إلى كوب ماء امتلأ حتى النصف ، يراه أحدهما أنَّه ناقص إلى النصف ، والثاني يراه ممتلئًا حتى النصف .
في تفسير الأحلام لابن سيرين عندما جاء رجل يسأل عن تساقط أسنانه فقال المؤول : سيموت كل أبنائك فمرض الرجل ، فسأل آخر فقال له : ستكون آخر أبنائك موتاً .
إخوتاه ..
امدح على قليل الصواب يكثر في الممدوح الصواب ، انظر إلى محترفي السيرك عندما نجحوا في ترويض الحيوانات الضخمة والشرسة ، ودربوها على أعمال تدعو للدهشة والاستغراب ، وطريقتهم في ذلك أنَّهم يطلبون من هذا الحيوان عملاً معيناً فإذا حقق فيه نجاحا 5 % أعطوه قطعة لحم ، وشدوا من أزره ، دلالة على رضاهم عنه ، ثم يكررون هذا الأمر فيزداد النجاح شيئاً فشيئاً حتى يتوصلوا إلى مقصودهم ، فإذا نجحت هذه الطريقة مع الحيوانات فلماذا لا تنجح مع الإنسان وهو من أكثر مخلوقات الله ذكاء وقدرة على تفادى الأخطاء ؟!!
إخوتاه
عندما تربى ولدك ليكون كاتباً جيداً ، دربه أولاً على الكتابة ، وتتبع جوانب الصواب مع مقالة الأول ، ومع قليل من الثناء سيزداد الصواب ، ويكثر حتى يحقق مرادك .
كذلك إذا أردت أن تقوم الليل وتوقظ ولدك لصلاة القيام قبل الفجر فتشجعه وتقول : ما شاء الله لقد أدركت لحظة جليلة يقول الله فيها : " هل من سائل " فلعلك دعوت لأبيك .
مثل هذا الصنيع سيشجعه ويبدأ في المداومة على القيام ، والرسول  عندما قال : " رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء "(1) ذلك على سبيل المداعبة لا الأذى فتفطنوا ، المقصود أنَّ قليل الصواب إذا أثنى عليه يكثر ويستمر.
(9) لا تفتش عن الأخطاء .
حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة ، ولا تفتش عن الأخطاء الخفية لتصلحها ، لأنَّك بذلك تفسد القلوب ، وقد نهي الشارع عن تتبع العورات .
ففي مسند الإمام أحمد عن ثوبان أن رسول الله  : " لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ، ولا تطلبوا عوراتهم ، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته "(2)
وعن معاوية أن رسول الله  قال : " إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم " (1)
قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ " [الحجرات / 12] ؛ لذلك نهى رسول الله  أن يطرق الرجل أهله ليلاً (2) ليلتمس عوراتهم ، فكان إذا جاء من سفر ليلا بات في المسجد ، ثم إذا أصبح ذهب لأهله ، إذ كان يكره أن يأتي الرجل أهله طروقاً (3) ويقول : " إذا دخلت ليلاً فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة ، وتمتشط الشعثة " .(4)
(10) استفسر عن الخطأ مع إحسان الظن والتثبت .
إذا بلغك خطأ عن إنسان فتثبت منه ، واستفسر عنه مع إحسان الظن به ، فأنت بذلك تشعره بالاحترام والتقدير ، كما يحس هو - في الوقت ذاته - بالخجل والحياء أن حدث مثل هذا الخطأ منه.
يمكنك في هذه الأحوال أن تقول مثلاً : زعموا أنَّك فعلت كذا ، ولا أظنه يصدر من مثلك .
قال عمر  : " يا أبا إسحاق زعموا أنَّك لا تحسن تصلي ، وأنا أنأى بك عن ذلك " .
وهذا عندما اشتكى أهل العراق واليهم من قبل عمر سعد بن أبى وقاص  فقال سعد :"والله إني لآلو أنِّي أصلى بهم صلاة رسول الله . المقصود لابد من استسفسار ، وعليك أن تسوقها بمعرض الحديث ، وأحسن الظن به وتثبت.
(11) اجعل الخطأ هينا ويسيرا وابن الثقة في النفس لإصلاحه .
ابنك ـ مثلاً ـ رسب في الجامعة في مادة من المواد تقول له : الحمد لله ، ولكن لن أتنازل عن تقدير العام القادم .
وهذا سيشعر الولد بمدى الخطأ الذي وقع فيه ، وسيتشجع لاستدراك ما فاته ويثق في نفسه ويسعى للإصلاح .
(12) تذكر أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم .
هذه غريزة بشرية ، فالإنسان عبارة عن جسد وروح ، تلك الروح مليئة بالعواطف الجياشة فله كرامة وكبرياء ، لا يحب أن يهان أو تجرح مشاعره حتى لو كان أتقى الناس .
لما بلغ أسيد الساعدى فتوى ابن عباس في الصرف أغلظ له في الكلام فقال له ابن عباس : ما كنت أظن أنْ أحداً يعرف قرابتي من رسول الله  يقول لي مثل هذا يا أبا أسيد .
فلاحظ هذا في تعاملاتك ومحاولاتك لتصحيح الأخطاء ، واجعل من ذلك عذرًا للناس إن هم أعرضوا ولم يستجيبوا .
فهذه ثنتا عشرة قاعدة في معالجة الأخطاء ، فحاول من الآن أن تعتادها ، وأن تجربها في تعاملاتك مع الآخرين ، فإنك واجدٌ خيراً كثيراً بإذن الله ، وهذا ليس محض دعوى ، بل عن تجارب عديدة ، فالزمها فإنَّ ثمَّ سلامة الصدر وراحة البال .. فتدبر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فن معالجة الأخطاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من الأخطاء اللغوية الشائعة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.elnaghy.com :: قسم الشاب المسلم :: منتدى للشباب فقط-
انتقل الى: