حامل القرآن لا يتطلع إلى ما في أيدي الناس:-
ينبغي لحامل القرآن أن لا تكون له حاجة إلى أحد من الخلفاء ممن دونهم بل ينبغي أن تكون حوائج الناس إليه
حامل القرآن حامل راية الإسلام:-
عن الفُضيل بن عياض رحمه الله قال: لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو و يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيمًا لحق القرآن
حامل القرآن عاملاً متدبراً بكل ما جاء فيه
عن الحسن البصري رحمه الله قال( إنّ من كان قبلكم رأواْ القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل و ينفّذونها في النهار)
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال ( يا حملة القرآن أو قال يا حملة العلم اعملوا به فإنما العالم من عَمِل بما عَلْم ، ووافق عِلمه عَمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم) أي: لا يجاوز حناجرهم، بل هو مجرد قول على اللسان ليس له أثر في القلب ولا شك أن هذا الحاجز وهذا المانع يمنع من التأثر بالقرآن والانتفاع به.
حامل القرآن يُعرف بصفات تميزه عن غيره :-
قال ابن مسعود رضي الله عنه ينبغي لحامل القرآن - وليس هذا في حق الحفّاظ فقط ، بل هو لكل حامل له ولو حمل منه شيئًا يسيرًا : (أن يعرف بليله إذا الناس نائمون و بنهاره إذا الناس مفطرون وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يخوضون وبخشوعه إذا الناس يختالون).
وينبغي أن يكون باكيًا محزونًا حكيمًا عليمًا ساكنًا، ولا يكون جافيًا ولا غافلاً ولا صاخبًا ولا صيّاحًا ولا حديدًا شديدًا في مطالبة الخلق ومعاملتهم .
أيها الإخوة الكرام
إن القرآن نزل معالجًا لأمراض ووقائع كانت في زمن الصحابة رضي الله عنهم ولذلك كانوا يرقبون ويخافون أن ينزل شيء من القرآن يبين شيئًا من عوراتهم أويكشف شيئًا مما يكرهونه ،أو يكون سببًا لهلاك بعضهم فكانوا رضي الله عنهم على غاية الحذر والوجل عند نزول القرآن وتلقيه ولذلك كانت أحوالهم مستقيمة إن انفتاح القلب ليتلقَّى ويفهم من مراد الله تعالى أمرٌ مرغوبٌ فيه وهو داخلٌ في عموم الأمر بتدبُّر القرآن الكريم، وألا يجعل الإنسان على قلبه قفلاً يمنع رزق الله له من استشراف المعاني السامية للقرآن الكريم ،
غير أنَّ هذا لابدَّ فيه من ضوابط تحميه من القول بغير علمٍ في كتاب الله، ويمكن اعتبار أهمها:
1)العلم برسوم القرآن وحدوده، ومعرفة أحكام التجويد وعلامات الوقف وغيرها، لأنَّ هذا يساعد على فهم معاني القرآن الكريم، والوقوف على كثيرٍ من مراد الله تعالى.
2)الإلمام العام و الإحاطة باللغة العربية، وذلك لأنَّه كما قال تعالى
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًاعَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، وقال: (قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)، وكما قال ابن عباس: "إن استشكل عليكم شيءٌ من القرآن فالتمسوه في الشعر ديوان العرب"، ومن المعلوم أنَّ الشعر جامعٌ لمعظم ضروب اللغة وأساليبها وبيانها وبلاغتها.
3)المعرفة العامة بمعاني القرآن الكريم، حتى لا يخبر من يتدبّر كتاب الله تعالى بخلاف ما قاله أهل التفسير، فيكون تقوُّلاً على الله بما لم يقل، بل يجعل ما يتدبَّره في سياق أهل التفسير.
4)عدم الانحصار في حدود القرآن ورسومه فحسب، فلا يكون الهمّ هو إيضاح المعاني اللغويَّة والفقهيَّة و غيرهما، بل يفتح قلبه لأن يكون وعاءً لما يقذفه الله تعالى فيه، وما يجريه على عقله من معاني وخواطر.
5)يكون عاملاً بالقرآن الكريم، معايشًا له في حياته، وقَّافًًا عند حدوده، منفذًا لأوامره، مجتنبا لنواهيه، جاعله دستور حياته، وقانونه الذي يرجع إليه في صغير أمره و كبيرة، وأن يتخلَّق بأخلاقه، وأن يتحلَّى بما ورد فيه من آداب وسلوك
6)أن يكثر من التلاوة منه، لأنَّ مداومة طرق الباب يتولَّد عنها الألفة والعشرة والمعايشة، فمن تقرَّب من القرآن تقرَّب منه، ومن عاش معه عايشه، ومن أعطاه من وقته، وهبه الله ممَّا يجعله مستقيم الحال، عالمًا بأسراره وكوامنه.
7)أن يكثر من القيام بالقرآن في جوف الليل ووقت السحر، فإنَّه أنقى للمسلم أن يفتح قلبه، وتستعد نفسه لما يقذفه الله تعالى من معاني التدبر والفهم لمراده سبحانه من كلامه.
8)أن يهيئ المكان الذي سيقرأ فيه القرآن ويتدبر فيه معانيه، فلا يكون فيه ما يشغله عن التدبر، ومن هنا كان من آداب التلاوة أن يكون على طهارة أو يتسوك أو ينظف المكان أو يضع عطرًا ونحو ذلك.
9)أن يتحلَّى المسلم بالإخلاص في قراءته وتلاوته، فإنَّه أدعى أن يفتح الله تعالى له من فضله فيما يخصّ كلامه، فإن قَصْد الناس بالتلاوة حاجبٌ عن فيوض الله تعالى له.
10)أن تكون له صحبة تعينه على التدبر،وأن تصحّح له إن أخطأ، وتنصح له عند الحاجة، وتأخذ بيده في طريق الله، كما قال موسى عليه السلام فيما حكى عنه القرآن
وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا )
ــــــــــــــــــــــــ
عشر نوايا عند القراءة للقرآن
1)محبة الله تعالى :
قال :: " من سرَّه أنْ يحبَّ الله ورسوله فليقرأ في المصحف"
2) معية الله الخاصة :
قال : " أهل القرآن هم أهل الله وخاصته "
3)الخيرية :
قال : " خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه "
3) الرفعة والعز :
قال : " إنَّ الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقوامًا ويضع به آخرين"
5) صلة المقطوع :
قال : " أبشروا فإنَّ هذا القرآن طرفه بيد الله ، و طرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تهلكوا و لن تضلوا بعده أبدًا "
6) ناهيك عن قناطير من الحسنات :
قال : " اقرءوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه ، أما إنَّي لا أقول : الم حرف ، ولكن ألف عشر ، ولام عشر ، وميم عشر ، فتلك ثلاثون "
(7الإكرام السابغ يوم القيامة :
قال : " يجيء القرآن يوم القيامة فيقول : يا رب حلِّه ، فيلبس تاج الكرامة ثم يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقول :
اقرأ و ارق و يزاد بكل آية حسنة "
8) الشفاعة ، يا من لا تجد وليًا ولا شفيعا :
قال : " القرآن شافع مشفع ، وماحل مُصدَّق من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، و من جعله خلفه ساقه إلى النار " أي من شهد عليه القرآن بالتقصير والتضييع فهو في النار ، ويقال لا تجعل القرآن ماحلاً أي شاهدًا عليه .
وقال :"اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه اقرءوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أوغيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة و تركها حسرة و لا تستطيعها البطلة
وقال : " سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة و هي تبارك "
9)الوقاية من عذاب النار :
قال : " لو كان القرآن في إهاب ما أكلته النار "
10)مع السفرة الكرام البررة:
قال : " الذي يقرأ القرآن و هو ماهر به مع السفرة الكرام البررة و الذي يقرؤه و هو عليه شاق له أجران "