دعونا من قبل للتفكر في حال الأمة والآن ندعو للنهضة بحال الأمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فقد دعونا من قبل ومنذ أكثر من عام على صفحات هذا المنتدى بالتفكر في حال هذه الأمة والتعرف على سلبياتها والفساد الذي دب في أوصالها في كل بلادنا العربية والإسلامية واتخذت من الحديث عن بلدي الحبيب مضربا للمثل في ذلك وتحدثت فيه عن السلبيات العديدة التي ضربت المجتمع في جذوره وفي قمته وكيف أنه كان لابد من صدمة كبرى ليستفيق هذا المارد الكامن وهذا الشيخ الغافل ونحمد الله أن الاستفاقة كانت على أيدي شبابنا وليست على ايدي كهولنا وأعتذر لكهولنا ولكن لكلمتي سبب واضح فالشباب سيدفع هذه الثورة لمدة لا تقل عن خمسين عاما نأمل أن لا تضمحل بعدها حماستهم بينما التغيير عن طريق الكهول لا يستمر طويلا ولا يحتوي تغييرا كبيرا

والآن بدأنا نتحمس بالفعل لبناء بلادنا وهناك بلا شك من ينتظرون أي فرصة للانقضاض على المكاسب والتي تحققت بالفعل وإن كنا نطمع في المزيد فإن مطامعنا أو قل مطامعي بشكل شخصي تتلخص في اشياء بسيطة أسردها فيما يلي :

- أولا أن أعيش في بلادي بكرامة فلا أحد يعتدي على حرمتي وحريتي مهما كانت طريقة تفكيري يمينا أو يسارا طالما لم أخالف قواعد القانون وإن خالفت قواعد القانون (مهما كان القانون ) عوقبت طبقا للقانون دون أن أهان أو تمتهن كرامتي حتى وإن كان عقابي الإعدام.

- ثانيا أن أعيش بحرية فأقول رأيي بحرية وأستمع للآخرين بحرية وأقارع الحجة بالحجة ويدي إلى جواري دون أن يغلق فمي أو أن يهددني أحد بحبس رأيي أو منه كلمتي وهنا يظهر الحق صاحب الحجة الأقوى وينزوي الباطل صاحب الحجة الأضعف أو عديم الحجة

- ثالثا أن أعمل وأعمل وأعمل وأبدع لمصلحتي الشخصية ولمصلحة بلادي فينالني حظ من تعبي وينال بلادي حظ كذلك دونما ظلم أو إجحاف

- رابعا أن أشعر أن بلدي تحميني وأحميها فالشرطي موظف مثلي في مجاله عليه واجبات وعلي أنا واجبات وكذلك أمن البلاد في رقابنا جميعا نحققه معا لمصلحتنا جميعا لننزع الفساد نزعا من بلادنا بعد أن قسم ظهورنا

- خامسا أن أشعر بالعدالة في كل شئ وأن يكون التعب مقابل التقدير والعقاب مقابل الذنب والصف بحقوقه ولا ينظر الموظف في وجهي ولا جيبي لينهي لي مصلحتي وأعمالي وإنما ينظر إلى إجراءات عادلة لا تفرق بين فرد وآخر

- سادسا أن أحترم غيري (من غير المسلمين) كما أطالب غير المسلمين في بلادهم باحترام المسلمين دون أن أخرج عن قواعد البشرية وحقوق الفطرة والتي أقرها ديننا وعمل بها نبينا في المدينة (الفاضلة) وأدعو إلى العدل والعدالة بالحكمة والموعظة الحسنة

- سابعا أن نختار من يحكمنا ولا مشكلة في أن نخطئ الاختيار طالما يمكننا تعديله فلا يوجد شخص مثالي وكل منا له أخطاؤه وإن أخطأنا اليوم بالاختيار فبالتأكيد لن نخطئ كل مرة وهذه هي فائدة الاختيار المؤقت والذي لا ينهيه فقط ملك الموت أو ثورة الشعب وإنما يكون كل حاكم مرهون باختيار شعبه طالما اختلفت الآراء وتنوعت الثقافات فلست أجبر أحد على أن يتبعني حتى لو كنت محقا ولست أتبع أحد طالما رأيت أنه ليس صحيحا (من وجهة نظري) مع التسليم باتباع رأي الجماعة أو رأي الأغلبية إن كان التعبير أفضل

إن هذه مطامعي بشكل شخصي أما عن الماديات وغيرها فهذه لا أحمل همها أبدا وأترك أمرها لمن نختار وطالما تحققت العدالة والمراقبة فبالتأكيد فخيرات هذا البلد تكفيه وتكفي آلاف السارقين والذي تجاوزا الآلاف منذ فجر التاريخ وحتى عصرنا الحالي فلم تسلم مصر من احتلال طوال عمرها حتى في العصر الأخير والذي كنا نسميه بعصر الاستقلال لكنه كان استقلالا وهميا حتى ندى بعض البسطاء (( متى يسقط هذا الاستقلال )) ونعيش في حرية بصدق

اللهم أعد الأمن لمصر وسائر بلاد المسلمين واحفظ شبابنا وبلادنا