يا نساء الأمة . هلا تعلمتم من هذه المرأة ؟ للشيخ الناغى بن عبد الحميد العريان

يا نساء الأمة . هلا تعلمتم من هذه المرأة

روى الإمام شهاب الدين محمد بن أحمد الإبشيهى عن الهيثم بن عدى الطائى عن الشعبى قال : لقينى شريح فقال لى : يا شعبى عليك بنساء بنى تميم فإنى رأيت لهن عقولاً ، فقلت وما رأيت من عقولهن ؟ قال أقبلت من جنازة ظهراً فمررت بدورهن وإذا أنا بعجوز على باب دار وإلى جانبها جارية كأحسن ما رأيت من الجوارى فعدلت إليها واستسقيت وما بى من عطش . فقال لى أى الشراب أحبّ إليك ؟ قلت ما تيسر . قالت : ويحك يا جارية ائتيه بلبن فإنى أظن الرجل غريباً ، فقلت للعجوز ومن تكون هذه الجارية منك ؟ قالت هى زينب بنت جرير أحدى نساء بنى حنظلة . قلت هى فارغة أم مشغولة ، قالت بل فارغة . قلت : أتزوجينيها ؟ قالت : إن كنت كفاء .
ولم تقل كفؤا ، وهى لغة بنى تميم فتركتها ومضيت إلى منزل لأقيل فيها فامتنعت منى القائلة ، فلما صليت الظهر أخذت بيد أخوانى من العرب الأشراف علقمة ، والأسود ، والمسيب ، ومضيت أريد عمها فاستقبلنا وقال ما شأنك يا أبا أمية قلت : زينب ابنة أخيك . قال وما بها عنك رغبة فزوجنيها ، فلما صارت فى حبالى ندمت وقلت أى شئ صنعت بنساء بنى تميم ، وذكرت غلظ قلوبهن ، فقلت أطلقها . ثم قلت : ولكن أدخل بها فإن رأيت ما أحب وإلا كان ذلك . فلو رأيتنى يا شعبى وقد أقبلت نسائها يهدينها حتى أدخلت علىّ فقلت : إن من السنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم ويصلى ركعتين ، ويسأل الله تعالى من خيرها ، ويتعوذ من شرها ، فتوضأت فإذا هى تتوضأ بوضوئى ، وصليت فإذا هى تصلى بصلاتى . فلما قضيت صلاتى أتتنى جواريها فأخذن ثيابى وألبستنى ملحفة قد صبغت بالزعفران . فلما خلا البيت دنوت منها فمددت يدى إلى نا صيتها . فقالت : على رسلك أبا أمية ، ثم قالت :
الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلى على محمد وآله ، أما بعد :
فإنى امرأة غريبة لا علم لى بأخلاقك ، فبين لى ما تحب فآتيه ، وما تكره فأجتنبه فإنه قد كان لك منكح فى قومك ، ولى فى قومى مثل ذلك . ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً ، وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله تعالى به ، إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، أقول قولى هذا وأستغفر الله العظيم لى ولك ولجميع المسلمين .
قال فأحوجتنى والله يا شعبى إلى الخطبة فى ذلك الموضع ، فقلت : الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلى على محمد وآله . أما بعد فإنك قلتِ كلاماً إن ثبتِ عليه يكن ذلك حظاً لى ، وإن تدعيه يكن حجة عليكِ أُحب كذا وأكره كذا وما رأيتِ من حسنةٍ فابثثيها وما رأيتِ من سيئة فاستريها .
فقالت : كيف محبتك لزيارة الأهل ؟ قلت ما أحب أن يملنى أصهارى . قالت فمن تحب من جيرانك يدخل دارك آذن له ، ومن تكرهه أكرهه . قلت : بنو فلان قوم صالحون ، وبنو فلان قوم سوء . قال : فبتُ معها يا شعبى بأنعم ليلة ومكثت معى حولاً لا أرى منها إلا ما أحب . فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء ، وإذا أنا بعجوز فى الدار تأمر وتنهى قلت : من هذه ؟ قالوا : فلانه أم حليلتك . قلت : مرحباً وأهلاً وسهلاً . فلما جلستُ أقبلت العجوز فقالت : السلام عليك يا أبا أمية ، فقلت : وعليك السلام ومرحباً بك وأهلاً . قالت : كيف رأيت زوجتك ؟ قلت خير زوجة ، وأوفق قرينة ، لقد أدبتِ فأحسنتِ الأدب ، وريضتِ فأحسنتِ الرياضة قجزاك الله خيراً . فقالت : يا أبا أمية إن المرأة لا يُرى أسوأ حالاً منها فى حالتين .
قلت : وما هما ؟ قالت : إذا وَلَدَت غلاماً ، أو حظيت عند زوجها ، فإن رابك مريب فعليك بالسوط ، فوالله ما حاز الرجال فى بيوتهم أشرّ من الرّوعاء المدللة . فقلت : والله لقد أدبتِ فأحسنتِ الأدب ، وريضتِ فأحسنتِ الرياضة . قالت : كيف تحب أن يزورك أصهارك ؟ قلت : ما شاءوا ، فكانت تأتينى فى رأس كل حول فتوصينى بتلك الوصية ، فمَكَثَت معى يا شعبى عشرين سنة لم أعب عليها شئ . وكان لى جار من كنده يُفزع امرأته ويضربها فقلت : فى ذلك :
رأيت رجالاً يضربون نسائهم فشلت يمينى ويـــوم تضربُ زيــنب
أأضربها من غير ذنبٍ أتت به فما العدل منى ضرب من ليس يذنب
فزينب شمس والنساء كواكب إذا طلعت لـــم يبدُ منــهن كـــوكــب

المستطرف صـ 723 ، 724

الشيخ / الناغى بن عبد الحميد العريان

اللهم اجعل هذا العمل الصالح فى ميزان حسناتة واجعلة زخرا له فى الجنة بإذن الله

جــــــــــــــــزاكم اللـــــــــه عـنا خـــــــيرا

قالوا (كونى له امة يكن لك عبدا) فجزاكم الله خير الجزاء

أكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرمك البـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارى أيهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا الحبيب

الشيخ / الناغى

امة الله كتب:: جــــــــــــــــزاكم اللـــــــــه عـنا خـــــــيرا

وجزاكم خير الجزاء ومشكورين على المرور

روميساء كتب:: اللهم اجعل هذا العمل الصالح فى ميزان حسناتة واجعلة زخرا له فى الجنة بإذن الله

أكرمك البارى وسدد خطاك على قول الحق وجعلك ذخراً للدعوة فى سبيله وشرح قلبك وصدرك بالإيمان