www.elnaghy.com
عزيزي الزائر
هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل
يمكنك التسجيل ببساطة ويسعدنا انضمامك إلينا
www.elnaghy.com
عزيزي الزائر
هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل
يمكنك التسجيل ببساطة ويسعدنا انضمامك إلينا
www.elnaghy.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.elnaghy.com

منتدى الشيخ الناغى للعلوم الإسلامية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعوة لإخواننا جميعا - شاركونا في استمرار هذا العمل الصالح لنحقق معا الأهداف التي قام من أجلها وهي : نشر العلم النافع ، نشر العقيدة الإسلامية والدعوة إليها ، الدفاع عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ودفع الشبهات عن الإسلام والمسلمين ، إصلاح حال الأمة بإصلاح عقيدتها وبيان صالح الأعمال ومكارم الأخلاق ، السعي في مصالح الناس بما نستطيع من صالح العمل.

 

 وإذا مرضت فهو يشفين

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
امة الله
عضو مبدع
عضو مبدع
امة الله


عدد المساهمات : 2095
نقاط : 3500
التقييم : : 98
تاريخ التسجيل : 28/09/2009
العمل/الترفيه مشرف أقسام المرأة المسلمة ومراقب عام الموقع

وإذا مرضت فهو يشفين Empty
مُساهمةموضوع: وإذا مرضت فهو يشفين   وإذا مرضت فهو يشفين Icon_minitimeالأربعاء مارس 10, 2010 12:02 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . أما بعد :
فقد مضت سنة الله تعالى في عباده أن يبتليهم بالسراء والضراء ، قال تعالى :
(وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون) الأنبياءَ :35، وذلك لحكم عظيمة ، وآثار حميدة ، من تكفير السيئات، ورفعة الدرجات، وزكاة النفوس، واستنباط ما فيها من العبودية المحضة، وكشف قناع الغفلة، والازدجار عن المعاصي، والإقبال على الطاعات، إلى غير ذلك من المعاني القلبية، والآثار المسلكية، التي لم تكن لتحصل للعبد إلا من جراء هذا البلاء .
ومن البلاء الذي يطال كثيراً من الناس ( المرض ) في النفس أو البدن، فلا يكاد إمرئٍ يخلو من اعتلال الصحة في فترة من الفترات، طالت أم قصرت، لأنه كما قال خالقه : (وخلق الإنسان ضعيفاً) .وفيما يلي ذكر لبعض الأصول المهمة التي يتعين على المؤمن استذكارها واستحضارها، حين يطيف به لون من ألوان البلاء النفسي أو البدني:

أولاً : ( وإذا مرضت فهو يشفين ) :


قال ابن كثير، رحمه الله : (قوله : "وإذا مرضت فهو يشفين " أسند المرض إلى نفسه، وإن كان عن قدر الله وقضائه وخلقه، ولكن أضافه إلى نفسه أدباً، كما قال تعالى آمراً للمصلي أن يقول: "اهدنا الصراط المستقيم" إلى آخر السورة، فأسند الإنعام والهداية إلى الله تعالى، والغضب حذف فاعله أدباً، وأسند الضلال إلى العبيد، كما قالت الجن : "وإنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً" وكذا قال إبراهيم : "وإذا مرضت فهو يشفين" أي إذا وقعت في مرض فأنه لا يقدر على شفائي أحد غيره بما يقدر من الأسباب الموصلة إليه ) تفسير القرءان العظيم 3/339.
وقال تعالى :
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الأنعام: 17، وقال : (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) يونس:107.
فلا بد للمؤمن المبتلى أن يعلم علم اليقين أنه لا يأتي بالحسنات إلا الله ، ولا يدفع السيئات ، ولا يرفعها إلا هو ، فلا يتعلق فؤاده بغير الله في جلب النفع ، ودفع الضر، بل يعظم التوكل على الله، ويغلب جانب الرجاء فيه . ومن لازم هذا اليقين أن لا يأتي كاهناً، أو عرافاً، أو ساحراً، أو مشعوذاً ؛ فعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال:
( من أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد ) رواه أبو داود.

ثانياً : الجزاء على قدر البلاء :


عن أنس، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ) رواه الترمذي، وابن ماجه، والبزار، وحسنه الألباني .
وعن عائشة،رضي الله عنها، قالت :
(ما رأيت الوجع على أحد أشد منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ) متفق عليه .
وعن مصعب بن سعد عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله! أي أشدُّ الناس بلاءً؟ قال:
( الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل من الناس. يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة، خفف عنه، فلا يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض ليس عليه خطيئة) رواه النسائي، والترمذي.
وعن أبي سعيد الخدري،رضي الله عنه، قال :
وضعت يدي على النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدت الحمى عليه شديدة من فوق الثوب، فقلت: يا رسول الله! إنها عليك لشديدة، فقال : ( إنا كذلك معاشر الأنبياء، يضاعف علينا البلاء، كما يضاعف الأجر) قلت: يا رسول الله! أي الناس أشد بلاءً؟ قال: (الأنبياء) قلت: ثم من؟ قال : ( ثم الصالحون، وإن كان أحدهم ليبتلى حتى ما يجد إلا العباءة يجوبُها، وإن كان أحدهم ليبتلى بالقُمَّل، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء يصيبه، كما يفرح أحدكم بالغائب أو بالرخاء ) رواه ابن ماجه .
وعن عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه، قال
:دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فمسسته بيدي، فقلت: يا رسول الله! إنك لتوعك وعكاً شديداً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أجل. إني أوعك كما يوعك رجلان منكم) قال : فقلت: ذلك أن لك أجرين؟ فقال: (أجل) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلم يصيبه أذى؛ من مرض فما سواه، إلا حط الله به سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها) متفق عليه .
ومن شواهد ذلك في أنبياء الله، ما رواه أنس بن مالك، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(إن نبي الله أيوب عليه السلام لبث بلاؤه ثمانية عشر سنة وشهراً، فرفضه القريب والبعيد، إلا رجلين من إخوانه، كانا من أخص إخوانه، فكانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم: تعلمُ، والله، أن أيوب قد أذنب ذنباً ما أذنبه أحدٌ من العالمين. فقال له صاحبه : ما ذاك ؟ قال : منذ ثمانية عشر عاماً لم يرحمه الله، فيكشفُ ما به . فلما راحا إلى أيوب، لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له.فقال أيوب: ما أدري ما تقولان، غير أن الله يعلم إني كنت أمر بالرجلين يتنازعان، فيذكران الله، فأرجع إلى بيتي فأكفِّرُ عنهما، كراهية أن يذكر الله إلا في خير. وكان يخرج لحاجته، فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ. فلما كان ذات يوم أبطأت عليه، فأوحى الله إلى أيوب في مكانه : (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) ص:42، فاستبطأته، فتلقته تنظر، وأقبل عليها ، قد أذهب الله تعالى ما به من البلاء، وهو أحسن ما كان، فلما رأته قالت: أي! بارك الله فيك، هل رأيت نبي الله عليه السلام، هذا المبتلى، فوالله، على ذلك، ما رأيت أشبه به منك إذ كان صحيحاً؟ قال: فإني أنا هو. وكان له أندران؛ أندَرٌ للقمح، وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر القمح، أفرغت فيه الذهب حتى فاضن وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض ) أخرجه أبو يعلى، والبزار، والحاكم، وأبو نعيم، والضياء المقدسي، وقال : هذا حديث غريب مليح، ورجال إسناده ثقات .
وفي هذه القصة من الفوائد :
1- شدة بلاء الأنبياء عليهم السلام .
2- أن البلاء ليس دليلاً على عدم الرضا .
3- فضل الأخوة الصادقة ، وما تثمره من الوفاء في الشدائد .
4- فضل الزوجة الصالحة الصابرة .

ثالثاً : أن البلاء والمرض كفارة وطهور :


عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكةُ يشاكُها) متفق عليه .
وعن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى ، ولا غم، حتى الشوكةِ يشاكُها، إلا كفر الله بها من خطاياه) رواه البخاري.
وعن عبدالله بن مسعود،رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ما من مسلم يصيبه أذى، إلا حاتَّ الله عنه خطاياه، كما تحاتُّ ورق الشجر) أخرجاه
وعن جابر بن عبدالله، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
إن الحمى استأذنت. فقال: من أنت؟ قالت: أنا أم مِلدَمز قال: أتنهدين إلى أهل قُباء؟ قالت: نعم. قال: فأتتهم، فحُموا، ولقوا منها شدة، فاشتكوا إليه، وقالوا: يا رسول الله! ما لقينا من الحمى؟ قال: إن شئتم دعوت الله عز وجل، فكشفها عنكم، وإن شئتم كانت لكم طهوراً) قالوا: بل تكون لنا طهوراً .رواه أحمد، وابن حبان، والحاكم، وقال : صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قال المنذري: رواة أحمد رواة الصحيح.
وعنه، رضي الله عنه، أيضاً :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب، أو أم المسيَّب، فقال :
مالك؟ يا أم السائب، أو يا أمَّ المسيب ! تزفزفين؟ قالت: الحمى، لا بارك الله فيها. فقال : ( لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم، كما يذهب الكير خبث الحديد ) رواه مسلم.وفي رواية : ( إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك، أو الحمى، كمثل حديدة تدخل النار، فيذهب خَبَثُها، ويبقى طيِّبُها )
وعن أبي أمامة مرفوعاً:
(ما من مسلم يُصرع صرعة من مرض إلا بعث منها طاهراً) رواه ابن أبي الدنيا، والطبراني، والبيهقي، وقال المنذري، والهيثمي: رواته ثقات .

رابعاً : أن البلاء والمرض سبب لدخول المؤمن الجنة :


عن عطاء بن رباح، رحمه الله، قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأةً من أهل الجنة؟ قلت : بلى، قال : هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي. قال: ( إن شئت صبرت، ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك) فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها ) متفق عليه .

خامساً : أن البلاء علامة على محبة الله للعبد :


عن محمود بن لبيد، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أحب الله قوماً ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر، ومن حرِج فله الحرَج) رواه أحمد. قال المنذري في الترغيب، والهيثمي في المجمع: رواته ثقات. وفي رواية عن أنس : ( وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط ) رواه الترمذي، وابن ماجه، والبزار، وحسنه الألباني.

سادساً : أن المرض لا يمنع جريان العمل الصالح الذي كان يعمله صاحبه :


عن أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا مرِض العبد أو سافر، كتب له مثلُ ما كان يعملن مقيماً صحيحاً) رواه البخاري.
وعن عبدالله بن عمرو، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما أحد من المسلمين، يصاب ببلاء في جسده، إلا أمر الله الحفظة الذين يحفظونه، فيقول: اكتبوا لعبدي كل يومٍ وليلة مثل ما كان يعمل من الخير، ما دام محبوساً في وثاقي ) قال الضياء المقدسي : رجاله على شرط الصحيحين. وكذا قال الحاكم ، ووافقه الذهبي .

سابعاً : أن الله ما أنزل داءً إلا أنزل له دواءً، إلا الهَرَم :


عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما أنزل الله من داء، إلا أنزل له شفاء) رواه البخاري .
وعن جابرٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( لكل داءٍ دواء، فإذا أصيبَ دواءُ الداء برأ بإذن الله تعالى ) رواه مسلم .
وعن عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( إن الله لم ينزل داءً إلا أنزل شفاءًً، علمه من علمه، وجهله من جهله)رواه أحمد وابن ماجه.
قال ابن القيم Sad في قوله صلى الله عليه وسلم
" لكل داء دواء" تقوية لنفس المريض والطبيب، وحث على طلب ذلك الدواء، والتفتيش عليه )زاد المعاد:4/ 17
وعن أسامة بن شريك، رضي الله عنه، قال:
كنت عند النبي صلى الله عليه وسلمن وجاءت الأعراب، فقالوا: يا رسول الله! أنتداوى؟ فقال: نعم، يا عباد الله، تداووا؛ فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له شفاءً غير داءٍ واحد) قالوا: وما هو؟ قال : (الهرم) رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه .
قال ابن القيم، رحمه الله : ( وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي، وأنه لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع داء الجوع، والعطش، والحر، والبرد، بأضدادها. بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها، قدراً وشرعاً، وأن تعطيلها يقدح في في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحكمة، ويضعفه من حيث يظن معطلُها أن تركها أقوى من التوكل؛ فإن تركها عجزٌ ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب، وإلا كان معطلاً للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلاً، ولا توكله عجزاً ) زاد المعاد: 4/15

ثامناً : لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً :


الرقى: جمع رُقية ، وهي ما يقرأ على المصاب بآفة، كالحمى، والصرع، ونحو ذلك. فعن عوف بن مالك، رضي الله عنه، قال: كنا نرقى في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله! كيف ترى في ذلك؟ فقال: ( اعرضوا علي رقاكم. لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً) رواه مسلم . قال السيوطي : ( وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط : أن تكون بكلام الله، أو بأسماء الله وصفاته، وأن تكون باللسان العربي، وما يعرف معناه، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بتقدير الله تعالى )
وأما ما تضمن شركاً؛ من الاستعانة بغير الله، والاستغاثة والاستعاذة به، والهتاف بأسماء الجن والملائكة والأولياء، فهو محرم ، مخرج من الملة .

تاسعاً : (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) :


بهذا أمر الله عباده المؤمنين، وبمثله أمرهم نبيه صلى الله عليه وسلم، بقوله : ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ) متفق عليه .
فالواجب على المريض أن يأتي ما قدر عليه مما أوجبه الله عليه، وما عجَز عنه، أو عن بعضه أتى منه ما استطاع ، أو انتقل إلى بدله، فيما له بدل .فمثلاً :
1- يجب على المريض أن يتطهر بالماء، فيتوضأ من الحدث الأصغر، ويغتسل من الحدث الأكبر، فإن لم يستطع لعجزه عن استعمال الماء، أو خوف زيادة المرض تيمم . فإن لم يستطع أن يتطهر بنفسه، لا بوضوء، ولا تيمم، وضأه ، أو يممه غيره .
2- إن كان في بعض أعضاء البدن الواجب غسله جرح يتضرر بمرور الماء عليه، مسحه، فإن كان المسح يضره، تيمم عنه . وكذلك لو كان عليه جبيرة أو لفافة، فإنه يمسح عليها . ولا يجمع بين مسح وتيمم، فإن كلاً منهما بدل عن الغسل .
3- يجب على المريض أن يأتي بجميع شروط الصلاة ، من طهارة البدن والبقعة، واستقبال القبلة، فإن تعذر عليه ذلك، صلى على حاله، ولا يحل له أن يؤخر الصلاة عن وقتها .
4- يجب على المريض أن يؤدي الصلاة على الصفة المفروضة من القيام والركوع والسجود والقعود. فإن لم يستطع القيام، صلى جالساً، فإن لم يستطع صلى على جنبه مستقبل القبلة، فإن عجز صلى مستلقياً، رافعاً وجهه نحو القبلة ، إن أمكن .
5- يجب على المريض أن يركع ويسجد، فإن لم يستطع أومأ بهما إيماءً، جاعلاً إيماءه للسجود أخفض من الركوع. فإن لم يستطع بجذعه، ولا رقبته، أشار بعينيه؛ فأغمضهما للسجود أكثر من إغماضه للركوع . وأما الصلاة بالإشارة بالأصبع فلا أصل لها .
6- إذا لم يستطع المريض الصلاة بأي من الأوضاع السابقة، صلى بلسانه وقلبه، فيكبر ناوياً بقلبه الانتقال من ركن إلى ركن، ناطقاًً بما يختص به ذلك الركن من قراءة، أو تسبيح، أو تشهد، فإن لم يستطع النطق اكتفى بالنية القلبية ، ولم تسقط الصلاة .

عاشراً : ( اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ ) :


هذا ما نهى الله عنه عباده المؤمنين، وعن مثله نهى نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال: ( إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث) متفق عليه .
هذا ، وإن كثيراً من المبتلين بالأمراض النفسية والبدنية ، إذا ضاقت بهم المذاهب، وضاقت عليهم أنفسهم فروا إلى متاهات الظنون، وركبوا بحار التخرص، وصاروا يرمون شباكهم يمنةً ويسرة، ويوزعون التهم جزافاً على عباد الله الغارين الغافلين، كالقابض على الماء، أو المتشبث بالريح، فلا يزيدهم ذلك إلا رهقاً، وإثماً، ولا يعود عليهم ظنهم ذلك بطائل، بل ربما حملهم على تقحم الجرم العظيم، والإفك الأثيم؛ من إتيان السحرة والمشعوذين، والراجمين بالغيب، فزادوهم رهقاً . والواجب على المبتلى أن يتوكل على مولاه، ويحسن الظن بعباد الله، ويعتصم بالعروة الوثقى؛ بتوحيد الله، وفعل الأسباب الشرعية، والحسية، لرفع المرض، أو تخفيفه، مع الصبر الجميل، والاحتساب على ذي الفضل العظيم، حتى تزول الكربة، وتكشف الغمة، ويذهب الغرم، ويبقى الغنم ، والله على كل شيء قدير .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



كتب :د  أحمد بن عبد الرحمن القاضي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


عدد المساهمات : 1002
نقاط : 1421
التقييم : : 44
تاريخ التسجيل : 25/09/2009
العمر : 64

وإذا مرضت فهو يشفين Empty
مُساهمةموضوع: رد: وإذا مرضت فهو يشفين   وإذا مرضت فهو يشفين Icon_minitimeالجمعة مارس 12, 2010 2:58 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elnaghy.ahlamontada.com
أم محمود السلفية
عضو مبدع
عضو مبدع
أم محمود السلفية


عدد المساهمات : 783
نقاط : 1108
التقييم : : 12
تاريخ التسجيل : 22/10/2009
العمر : 37
الموقع : www.elnaghy.com

وإذا مرضت فهو يشفين Empty
مُساهمةموضوع: رد: وإذا مرضت فهو يشفين   وإذا مرضت فهو يشفين Icon_minitimeالسبت مارس 13, 2010 9:04 am

جزاكى الله خيراً وبارك الله فيكى وأثابك الله الجنه إن شاء الله



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روميساء
عضو مبدع
عضو مبدع
روميساء


عدد المساهمات : 729
نقاط : 963
التقييم : : 11
تاريخ التسجيل : 28/09/2009
العمر : 29
الموقع : www.elnaghy.com
العمل/الترفيه اللهم اجعل أبى من ورثة جنة النعيم يوم لاينفع مال ولابنون

وإذا مرضت فهو يشفين Empty
مُساهمةموضوع: رد: وإذا مرضت فهو يشفين   وإذا مرضت فهو يشفين Icon_minitimeالأحد أبريل 25, 2010 3:03 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو الناغى
عضو مبدع
عضو مبدع
أبو الناغى


عدد المساهمات : 711
نقاط : 1347
التقييم : : 310
تاريخ التسجيل : 26/09/2009
العمر : 37
الموقع : https://elnaghy.ahlamontada.com/forum
العمل/الترفيه مشرف عام بقسم الصوتيات والمرئيات

وإذا مرضت فهو يشفين Empty
مُساهمةموضوع: رد: وإذا مرضت فهو يشفين   وإذا مرضت فهو يشفين Icon_minitimeالخميس ديسمبر 30, 2010 7:58 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elnaghy.ahlamontada.com/forum
 
وإذا مرضت فهو يشفين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.elnaghy.com :: قسم العقيدة :: منتدى العقيدة-
انتقل الى: